كيف يمكننا تغيير أزمة التعلم؟ «2 من 3»
هناك حلول أخرى قابلة للتطوير تم تسليط الضوء عليها في التقرير. وأثبتت التدخلات التربوية المنظمة فاعليتها على نطاق واسع في عديد من الدول، ولا سيما في تحسين المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب. فعلى سبيل المثال، وجد برنامج توسوم في كينيا وبرنامج تعزيز مهارات القراءة في بابوا غينيا الجديدة آثارا كبيرة في عملية التعلم. ويمكن لهذه النهج التي يتم تنفيذها على نطاق واسع أن تبني أسسا قوية في الأعوام الدراسية الأولى، وأن تساعد على الحد من عدد الأطفال المتخلفين عن الركب ويحتاجون إلى تدخلات تعويضية فيما بعد. لا يمكننا أن ندع هذه التحديات تقف في طريق حل أزمة التعلم. ليس من الصواب ـ اجتماعيا أو اقتصاديا أو أخلاقيا ـ ترك 70 في المائة من الأطفال يتخلفون عن الركب. ويمكن تعليم الطلاب المتأخرين، من خلال النظام، وعلى نطاق واسع. ويمكن القضاء على فقر التعلم. فالوضع ليس بحاجة إلا إلى أساليب مختلفة. إن التقرير الصادر أخيرا عن الهيئة الاستشارية العالمية لشواهد التعليم بعنوان "نهج فاعلة من حيث التكلفة لتحسين التعلم عالميا" يسلط الضوء على الإجراءات الناجحة وكيفية نجاحها.
أحد الأساليب، التي سلط التقرير الضوء عليها وهي من ابتكار المنظمة الهندية غير الحكومية براثام، هو طريقة التدريس على المستوى المناسب TaRL. إذ يتم تجميع الأطفال حسب مستوى تعلمهم الحالي، وليس حسب صفهم الحالي. ويقدم تعليما مناسبا لكل مجموعة حيث يكتسب الأطفال المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب وينتقلون إلى مجموعات أعلى في فترة زمنية قصيرة. وكإجراء تدخلي استدراكي، يعمل هذا النهج بشكل أفضل مع الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سبعة أعوام أو أكثر، ويمكن تقديمه في المدارس أو خارجها في مخيمات يديرها المعلمون أو مساعدو المعلمين أو حتى المتطوعون.
أثبتت طريقة TaRL فاعليتها واقتصاديتها، حيث توفر ما يعادل أكثر من ثلاثة أعوام من التعليم عالي الجودة لكل 100 دولار يتم إنفاقها. وتظهر البيانات المستقاة من تنفيذ أسلوب مع حكومات الولايات في الهند وحكومات الدول في إفريقيا باستمرار التحسينات بنسبة 20 ـ 25 نقطة مئوية على الأقل في كل جولة من جولات التنفيذ.
يساعد التدريس المناسب، إذا أحسن تنفيذه، الأطفال على اكتساب المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب، وجعل أعوام الدراسة في المستقبل أكثر إنتاجية. وقد تم اختباره بدقة على نطاق واسع في الهند وغانا وتم تنفيذه على نطاق واسع في كوت ديفوار وزامبيا.. يتبع.