الهويريني والهلال
يقول الرئيس الأمريكي روزفلت؛ الذي قاد بلاده للانتصار في الحرب العالمية الثانية من على كرسيه المتحرك، "إنك متى أمضيت 75 في المائة من الوقت وأنت على صواب ستكون قد وصلت إلى أعلى قدر مما ترجوه أن يكون"، وهو بالمناسبة الرجل الذي أطلق برنامجاً تمت تسميته "العهد الجديد" قبيل الحرب من أجل أن تتجاوز أمريكا أزمتها الاقتصادية، فاستصدر القوانين وسن بعض التنظيمات حتى نجح في مبتغاه، فكيف تكون درجة الرضا لدينا كأشخاص عاديين ليس لدينا تلك المسؤوليات الجسام، وكيف مستواها لدى الرئيس العام لرعاية الشباب، ورؤساء الأندية، عن حقيقة الدور الاجتماعي لهذه المنظومة التي عنوانها "ثقافي رياضي اجتماعي"؛ فتلاشى من هذا المُسمى كل شيء ماعدا صخب كرة القدم الذي بات جعجعة بلا طحين، فلا البطولات القارية نلناها، ولا المنافسات الآسيوية صرنا أبطالاً لها، بينما اللجنة الأولمبية من بعيد ترقُب بعين الحسرة هذا الصرف الذي مردوده لا يوازي ما تم صرفه.
كل هذا أثاره المبدع علي الهويرني؛ حين رسم بريشته أجمل أنواع البديع في الوصف حين قال: "والقلب يقرأ والنجدين مشرعة
ويل لقلبٍ إذا زلت به القدمُ".
رجل الإبداع تحدث عن نشأته؛ فذكر كيف كان لمسرح نادي الهلال ودعم رئيسه في تلك الفترة هذلول بن عبدالعزيز أثر في إيجاد فرصة للعمل وصقل الموهبة على خشبته، وأن المشاريع التي كان يقوم بها وعدد من صحبه أوجدت رافداً مالياً للنادي تمثل في 300 ألف ريال في ليلة واحدة كدخل قل نظيره بين أقرانه من الأندية في تلك الفترة. الهويريني؛ هو النموذج والهلال صورة لكل الأندية التي كانت تحتضن عديداً من الأنشطة، ولأني لا أريد الحصر فقد اكتفيت بمثال واحد، حتى يحق طرح السؤال: لماذا الأندية باتت جافة لا روح فيها ولا ظرافة؟ وأصبحت كيانات مالية تبحث عن المال ومعادلة الربح والخسارة وفق عقود اللاعبين، التي هي جزء من العنوان الرئيس لها، فحق لها التعصب والتطاحن الحاصل فلم تعد كحالها سابقاً من حيث رعاية النشاط غير الرياضي الذي يكون تنفيساً عن الخسائر في أرض الملعب، ويجعل للنادي رسالة اجتماعية في محيطيه القريب والبعيد، وتقدم من خلالها عناوين للعمل والإنجاز بعيداً عن التشكيك والكذب على الإعلام والجماهير؛ كما هو حاصل، فمتى تعود الأنشطة للأندية وتكون ملكاً للمجتمع من حولها تؤثر فيهم ويتأثرون بها.