رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مخالفة في البيت الأبيض

صورة جمعت عددا من الوزراء والمسؤولين السعوديين خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة للعاصمة الأمريكية واشنطن، وظهرت في الصورة أعين كل المسؤولين في اتجاه واحد ما عدا توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، كانت عيناه في الاتجاه المعاكس، وهو الأمر الذي دعا نشطاء في موقع التوصل الاجتماعي "تويتر" إلى تداولها بشكل كبير وغالبية تعليقاتهم تقول "يبدو أن الوزير لاحظ مخالفة في البيت الأبيض وذهبت عينه صوبها".
رغم أن التعليقات كلها مازحة و"ظريفة" إلا أن لها دلالة عميقة على حسن ظن المواطن بهذا المسؤول والوزير النشط والراصد لكل "مخالفة" يمكن أن تتضرر منها البلاد والعباد، وأنه لا يكل ولا يمل من العمل وضبط المخالفين كبيرهم قبل صغيرهم.
قبل أيام طالعتنا الصحف بإعلان "تشهيري" طال إحدى شركات الألبان الكبرى في البلد، التي رصدتها عين الرقيب في وزارة التجارة وتمت معاقبتها والتشهير بها رغم ضخامة اسمها، وهي دلالة على أن الجميع تحت القانون الذي يطبقه توفيق الربيعة دون أي "حصانة" أو الرضوخ لشفاعة أو وساطة.
الربيعة لا يتحدث كثيرا عن عمله ولا يحبذ الظهور الإعلامي ولم نلاحظ في الغالب أي ظهور تسويقي له أو لوزارته، فالرجل لا يحبذ الحديث للإعلام ولا يسعى إلى تقديم عمله للناس والإعلام "رغم أنه من حقه"، ويكتفي دوما بالعكس وهو أن يقدمه عمله ويميزه عن أقرانه.
إنجازات ضخمة تحققت في عهد توفيق الربيعة لعل من أهمها أزمة المساهمات العقارية التي استمرت لسنوات دون حراك حتى تسلم ملفها وأنجز فيها وأعاد الأموال لأصحابها بعد أن ظلت الملفات حبيسة للأدراج والأموال مجمدة.
على النقيض من الربيعة ثمة مسؤولون عاشقون لـ "الشو" والفلاشات، لدرجة أن بعضهم تعاظم لديه العشق حتى امتهن مهنة التصوير، وأصبح يصور نفسه بنفسه ويعكس "فلاش" جواله على ثغره الباسم وهو ما يسمى لدى المراهقين بـ "السيلفي".
وكي نكون عادلين فليس الربيعة وحده من يعمل وليس النادر بين المسؤولين ولكن عمله وإنجازات وزارته لفت الأعناق، ربما لأن من صميم مسؤولياته أمورا تمس احتياجات الناس كمحاربة الغش التجاري وضبط الأسعار ورصد المخالفات وإيقاع العقوبات تجاه كل من يتلاعب ويضر جيوب المواطنين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي