حيرة الإجازة الصيفية ..ماهي أنفع الأنشطة ؟
يلفت النظر في الصيف ازدهار الأنشطة المتنوعة ما يجعل الناس في حيرة في كيفية استغلال الإجازة بما يعود عليهم بالنفع فهناك من يسافر مع أسرته متجولا في هذه البلاد المباركة وهناك من يبقى في مدينته ويمارس أنشطة متنوعة وهناك من يقوم ببعض الأعمال المفيدة في الإجازة وهناك من يتخوف منه خصوصا الرجال لأنها واحة إنفاق لا حدود لها وعلى العكس من بعض النساء ينتظرنها على أحر من الجمر ففيها تلتقي أسرتها إذا كان مدينة غير مدينتها وفيها التجول والاستئناس والتنقل حسب ظروف العائلة وهناك فئة ثالثة ترى أن أجواء الصيف الحارة خصوصا في بعض مدن بلادنا لا تساعد على الفرح بالإجازة لكن قد يخفى على مثل هؤلاء أن هناك بعض الدراسات تمتدح وقت الصيف وتفضله على كافة الفصول الأخرى حيث يقول خبراء في مؤسسة التغذية البريطانية في هذا الشأن إن الصيف أفضل فصول السنة للصحة لعدة أسباب أساسية تحدد أفضلية الصيف وتميّزه على فصول السنة الأخرى فيما يتعلق بصحة الإنسان ونشاطه وحيويته.
ويرى العلماء البريطانيون أن الأجواء المشمسة وارتفاع الحرارة لا تساعد على توفير مناخ معتدل فسحب، بل تقدم الكثير من الفوائد للصحة والحياة البشرية، إذ يساعد ضوء الشمس على تنظيم معظم العمليات الحيوية في الجسم، كما يسهم في تحسين الصحة البدنية والنفسية ونوعية الحياة.
الصحة في المقام الأول
وذكروا أن لذلك عدة أسباب منها أنه يسهم في تقليل خطر الإصابة بالأزمات القلبية، فقد أظهرت البحوث العلمية أن معدلات الوفاة من النوبات القلبية تكون أقل في فصل الصيف مقارنة بالشتاء، كما كشف بحث أجري في بريطانيا على 11 ألف شخص ممن أصيبوا بنوبات قلبية على مدى تسع سنوات (1991 - 1999)، أن معدل النجاة زاد بنسبة 19 في المائه إذا حدثت النوبة في فصل الصيف.
وأوضح الإخصائيون أن المستويات العالية من فيتامين (د) الذي يحتاج تصنيعه إلى أشعة الشمس، تلعب دورًا وقائيا عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، مشيرين إلى أن أشعة الشمس فوق البنفسجية مهمة أيضا عند ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، لأنها تحوله إلى فيتامين (د)، لذلك فإن التعرض للشمس يمثل طريقة جيدة لتقليل مستويات الكولسترول، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
وبينت الدراسات أيضا أن ضوء الشمس يلعب دورا حيويا في الوقاية من أنواع مختلفة من الأمراض المزمنة، إذ يزيد نقص فيتامين (د) الضروري لامتصاص الكالسيوم في الجسم، خطر الإصابة بهشاشة وترقق العظام، كما أظهرت عدة بحوث سابقة أن نمو الورم في كل من سرطانات المبيض والثدي والأمعاء يبطؤ عند التعرض للشمس.
ومن الأسباب أن الناس في الصيف يزداد إقبالهم على تناول الخضراوات والفواكه، إذ يساعد الارتفاع في درجات الحرارة وتوافر الفاكهة الصيفية بأنواعها المختلفة، في الحصول على الكميات الموصى بها التي تتحدد بخمس حصص على الأقل من الثمار الطازجة يوميا.
وقال الخبراء في مؤسسة التغذية البريطانية إن الكثير من الثمار الصيفية كالتوت والفراولة والكرز، غنية بفيتامين (سي)، وتحتوي على مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة تعمل على تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة وأهمها السرطان، إضافة إلى دورها في تنشيط جهاز المناعة وتخفيف الوزن لانخفاض محتواها من السعرات الحرارية.
ولفت العلماء إلى أن معدل استهلاك السعرات يكون أقل بشكل عام في فصل الصيف، لأن زيادة درجة حرارة الجسم تضعف شهية الإنسان للأطعمة الدهنية والسكريات، بعكس الشتاء حيث يزداد الإقبال على تناولها طلبا للشعور بالدفء.
آراء متنوعة
وفي هذا الصدد سنتناول جوانب أخرى بعدما تعرفنا على الفوائد الصحية للصيف ولكن ماذا تحمل أراء المشاركين في هذا الموضوع، في البداية تحدث المعلم متعب نمازي عن إجازة الصيف وقال إنها مفيدة للطلاب وأيضا للمعلمين بل ولكل راغب أن يستفيد منها فهو يستطيع أن يستغلها في زيارة الأقارب وصلة الرحم وكذا يمكن أن يستغلها بالنسبة للشباب في المشاركة في المراكز الصيفية المنتشرة في ربوع بلادنا وهناك الدروس العلمية في المساجد وغيرها من الأنشطة المتنوعة التي يزخر بها الصيف ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لاستغلالها الاستغلال الأمثل.
ويلتقط خالد الحسين موظفا وتبادل معه أطراف الحديث عن الإجازة الصيفية فيقول إنها مهمة للجميع وكل واحد منا يهيئ نفسه لها بالطريقة التي يراها مناسبة لكني أرى أن أفضل وسيلة لاستغلال هذه الإجازة بالنسبة للشباب هو الالتحاق بالمراكز الصيفية المنتشرة في مختلف مدن المملكة ونجد أن الفائدة تعم على الشباب من خلال هذه المراكز وكذلك ممارسة الرياضة بالنسبة لأصحاب الفراغ من غير الشباب لأن ذلك يسهم في قضاء وقت الفراغ فيما يفيد وعموما من جهة نظري إن الإجازة هي مهمة لكل أسرة ولديها خيارات متعددة وليس الأمر فقط على الشباب ونتمنى من الله التوفيق.
فيما تقول أم عبد الله في كل عام ننتظر قدومها حتى نستفيد من مثل هذه المراكز الصيفية بفارغ الصبر أنا وأطفالي؛ لما نخرج به من جديد ومفيد كلما ذهبنا إلى المركز الصيفية، وأدعو كل أخت أن تلتحق بأقرب دار خيرية يقام فيها أنشطة صيفية.
فرصة مناسبة للجنسين
ويحث الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش في حديثه حول ضرورة استغلال الإجازة الصيفية فيما ينفع، وقال إن على كل شاب أن يحرص على الخير الذي يحسنه ويتقنه ويتخصص في المجال الذي يُبدع فيه مستغلاً أيام إجازته.
فالذي يحسن توزيع الكتاب والشريط يهتم بهما ويعمل ما استطاع لأجل إيصالهما إلى الناس، من جمع مبالغ لهما، وحسن اختيار، وحسن توزيع، وحسن إبداع وتنظيم، فيقسم عمله إلى فترات، وكل فترة في وجهة ما، ولا يغفل عن الجميع فللرجل وللمرأة، وللعامة، وللتجار، وللشباب، وغيرهم. فيعطي كل ذي حق حقه.
والذي يحسن فن الكلمة الطيبة يهتم بها ويعمل ما استطاع لإيصالها إلى الناس من حسن إعداد وإبداع في الأسلوب وكسب لقلوب الناس. خمس كلمات أو عشر يلقيها مرة في الشرق ومرة في الغرب يحرص فيها على ما يحتاج إليه الناس لا يملّ ولا يكل فإنها صدقة منه على نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم "والكلمة الطيبة صدقة".
وإن كان يحسن فن الدراسات والتنظيم والتخطيط وجمع المعلومات يهتم بذلك ويعد العدة لها، وما أكثر المواضيع التي تحتاج إلى دراسات ميدانية، وجمع الاقتراحات والملاحظات من المعنيين والمتخصصين فيها، ومنها على سبيل المثال: المرأة ودورها في الدعوة إلى الله عز وجل الواقع والمطلوب، ويا ليت بعض شبابنا يتخصص في مثل هذا الأمر.
استثمار الوقت
ويؤكد الشيخ الداعية محمد بن صالح المنجد على أهمية استثمار أوقات الإجازة فيما يعود على الشباب بالنفع، استثمار الإجازة في طلب العلم الشرعي الذي تحتاجون إليه ويعود عليكم بالنفع وكذلك عليكم بالحرص على صلة الرحم التي تفتقدونها ببعدكم عن أهليكم، والنشاط في الدعوة إلي الله في أوساط الجيران والأقارب والعشيرة والاستمرار في الصلة بالأخيار "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي" وعدم الانقطاع عنهم في الإجازة، ولعل من المفيد المشاركة في برامج ولو لأخيار آخرين في المنطقة التي ستذهبون إليها إذا لم يوجد معكم من الأخيار السابقين في الجامعة أو المدرسة من تكونون معه.
ويجب الحذر من المحرمات كالسفر إلى أماكن الفسق أو بلاد الكفر أو رؤية القنوات المحرمة. وأسأل الله لي ولكم التوفيق.