هل يعود؟
الأعمال بخواتيمها والجمهور عاطفي لن يتذكر شيئا قد مضى؛ فهو يريد ساعة حاضره، ماذا يعيش فيها هل هو الفوز والانتصار أم الإخفاق المرير والحسرة؟ وفي النصر يعاني فيصل بن تركي أمورا عدة أهمها ملف الأجانب الذي يميز الفرق الأخرى، وكان سر انتصاراتها فترة طويلة، بينما ما زال في بطل الدوري لموسمين متتالين سر غامض لا يُعرف لتعطيله سبب, الإيمان بحقيقة تفوق اللاعب المحلي، وبأن الفريق يمتلك المميزين منهم أمر يبدو أنه غطى العمل الإداري بالكسل وأعطاهم ثقة كبيرة بدوام الهيمنة والقوة ولم يحسبوا حساب الإيقافات ولا الإصابات، أما المدرب الذي سار على بقية إبداع وتكوين كارينيو أوجد الإحساس بأن الأمور ما زالت تحت السيطرة وبأن فريقه لا يقهر، وكأن الآخرين لم تتملكهم الرغبة في كسر هذا التفوق من خلال العمل على تغذية فرقهم بنجوم وكوادر جديدة وتغيير رؤساء وضخ دماء إدارية تعطي حماسا وتفوقا لروح العمل.
الركون لمكتسبات الفترة الماضية لم يساعد الرجل الذي أعاد النصر للبطولات كي يقف بنشوة الفوز وقبضته للأعلى كما يفعل سابقا، بطولتان خسرهما وهو يفكر أين المشكلة؟ ولماذا استعصتا بعد أن تم تطويع الكثير من العقبات؟ الحقيقة المسلم بها أن دوام الحال من المحال، ولو لم تذهب من غيرك لما وصلت إليك، غير أن الواقع المشاهد يقول إن النصر ما زال يمسك بقوة بزمام التفوق لكنه غرق في بحر تفاصيل دقيقة وعطلته أمور لو تم تداركها لأصبحت مرحلة النصر وعصره؛ إن نجح المدرب في مرحلة معينة، لكنه لا يستطيع أن يذهب أكثر من ذلك لأنه يفتقد إلى ملكة الإبداع وتعييه الحلول؛ ولذا فمن يرد المحافظة على الدوري لموسم ثالث والتفوق في المنافسات الآسيوية فلا يمكن أن يفكر في مثله من المدربين، كما أن تعطيل خانتين في ملف الأجانب مغامرة كبيرة، إلا إن كان الشح المادي هو السبب؛ فهنا يأتي دور أعضاء الشرف وحقيقة موقفهم؛ فحتى إن حدثت إخفاقات فلابد من تسليم الاختيار لمن يُحسن ويعرف كيفية الحصول على القادرين على خدمة المجموعة مع الابتعاد عن الأسماء الكبيرة التي تكلف مادياً ولا تقدم عطاءً فنياً يوازي ذلك.
هل يعود النصر للركض القوي من جديد؟ فالغيابات التي أثقلت كاهله ستنتهي أغلبها مع العودة بعد فترة التوقف الممنوحة من لجنة المسابقات، والجماهير تمني النفس بأن تكون نظرة المسيرين للفريق قد رأت الخلل ووضعت يدها على مبضع الجراح لمعالجته ونفخ روح التحدي من جديد حتى يتسنى للجان سن قوانين والعمل على تلافي أخطائها ليكون الدوري أكثر تنظيما.
الخاتمة:
إن كان له من اسمه نصيب فسيعود حتما.