رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«كورونا» يفترس «الصحة»

حتى لو تكرر الحديث عن فيروس "كورونا" ألف مرة، وأفردت لها الصحف الصفحات على مدار العام، لن يكون الأمر مملا والفيروس يرعب الناس ويحصد الأرواح، ووزارة الصحة تتعامل معه بكل برود ولو قالت التصريحات الرسمية عكس ذلك.
نعم، التعامل مع فيروس كورونا يتم ببرود وكأنه أمر عارض ولم يقتل أكثر من 550 شخصا وإصابة نحو 1072 حتى ساعة كتابة المقال، والعدد قابل للزيادة بشكل كبير في ظل انتشار الفيروس في عدد من المستشفيات في العاصمة الرياض – كما أفصح تقرير لـ "الاقتصادية" نشرته أمس.
أخفت بيانات وزارة الصحة، خلال الفترة الماضية، أعداد الوفيات التي تحدث بفعل الفيروس، وقلصت الوزارة تقاريرها فبدلا من يومية أصبحت أسبوعية بحجة عدم بث القلق بين مراجعي المنشآت الصحية، وألا ينعكس ذلك على مستوى تقديم الخدمات الصحية في المستشفيات، وفي الوقت نفسه انتشر المرض في أروقة المستشفيات وأصاب الكثير خلال الأيام الماضية حتى إن بعض المستشفيات أغلقت أقسام الطوارئ التابعة لها بعد تفشي المرض بين المراجعين.. فأيهما أهم القلق.. أم الإصابة بالمرض؟!
ما أعنيه أن مخاوف وزارة الصحة من انتشار القلق بين المراجعين وعدم شفافيتها حول الفيروس وأماكن وجوده وإخفاء أسماء المستشفيات التي تعاني تفشي المرض أسهمت في انتشاره بين المراجعين ومرضى الطوارئ، ولو تحلت وزارة الصحة بالشفافية المطلوبة لما وُجد هؤلاء المراجعون في المكان الخطأ الموبوء.
في أي دولة يكون الحجر قرارا أولا عند الاشتباه في حالة إصابة بـ "كورونا"، ولكن -مع الأسف الشديد- في مستشفياتنا يمضي المريض يوما أو يومين في ممرات الطوارئ وهو في حالة "شبه إصابة" بالفيروس؛ ما يسهم في نقله للعدوى إلى أكثر من مريض ومراجع وزائر. حتى في المنازل هناك ما يسمى بالحجر ولا أعلم عن أي حجر يتحدثون والمريض يختلط بأسرته.
الطامة الكبرى أن وزارة الصحة لا تعترف بالمسؤولية ولا تتحملها وتقفز على سلبياتها وتتهم المواطن الغلبان في كل مرة وتكرر دوما على لسان مسؤوليها أن "قلة الوعي وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية من قبل المواطنين هما السبب في تفشي المرض".
المواطن ومع هذه المخاوف يحتاج إلى تدخل من مستويات عالية لوقف هذا الفيروس القاتل الذي أرعب المواطن والمقيم، فثقته بوزارة الصحة أصبحت معدومة وبدأ يشعر أنها تتعامل مع المرض ببرود يرفع الضغط ويزيد من منسوب الاحتقان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي