سر «زعامة» الهلال
عندما حقق بطولة كأس الملك نهاية الموسم الماضي خيل للجميع أنه غاب عن البطولات دهرا، فالجميع في تلك الأيام قالوا إن الهلال عاد لتحقيق البطولات على الرغم من أن غيابه عن الذهب لم يتجاوز العام وثمانية أشهر.
وعندما بدأ الموسم الجديد ببطولة أخرى ومن أمام منافسه التقليدي النصر، لم تكن القضية في إضافة بطولة إلى خزانته المرصعة بالذهب فقد تعود على ذلك.. ما فعله الهلال في السابق ويفعله الآن علم يدرس للجميع ليس في كرة القدم فقط بل في كل شؤون الحياة.
في كل مرة نقول إن الهلال تعثر وسقط ولن تقوم له قائمة بعد اليوم يفاجئنا سريعا بعودة قوية ينتزع فيها الكؤوس آكلا الأخضر واليابس ولا يبقي لمنافسيه وخصومه إلا "الحسرة".. في كل مرة نقول إن الزعيم تمزق واختلف رجاله وانقسموا إلى فريقين متناحرين ومتخاصمين يفاجئوننا بتعاضد وتكاتف لا مثيل له، ويكونون عونا لفريقهم داعمين ومحفزين وغايتهم علوه لمنصات التتويج، حيث الذهب الذي يعشقهم ويعشقونه.
الهلال ثابت في القمة والبقية متحركون جملة مكررة، ولكنها منطقية وحقيقة واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء أكدتها الأيام والسنوات الماضية. لا شك أنه يغيب موسم أو موسمين، ولكنه يعود محققا كل شيء ولا يبقي لخصومه إلا تأمله والسؤال: من أين له هذا؟ وكيف عاد ونحن من نحسبه قد هرم وانتهى؟
من ير اللقطة التي جمعت رئيس الهلال الحالي الأمير نواف بن سعد مع الرئيس السابق الأمير عبد الرحمن بن مساعد بعد نهاية مباراة السوبر السعودي التي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن عندما قبل الأول جبين الثاني فسيعرف سر بقاء الهلال في القمة طوال السنوات الماضية.
من رأى تدافع شرفيي الزعيم ووجودهم في معسكر الفريق وقبل المباراة المهمة وحضورهم بكثافة في المدرجات داعمين ومحفزين ومناصرين لن يستغرب عودة الهلال وسيكتشف سر بقائه في قمة الكرة السعودية والآسيوية.
لا شك أن سر زعامة الهلال المحلية والقارية، يمكن في دعم رجاله وأعضاء شرفه المخلصين الأوفياء، هؤلاء الرجال ضحوا بالغالي والنفيس من أجل زعيمهم دون رياء أو منة، هؤلاء هم حصنه العالي، وهم من يجب أن يجعل منهم أنصار الزعيم خطا أحمر لا يمس ولا يقترب منه أحد وألا يسمحوا لكائن من كان بالنيل منهم.