شركات الألعاب تكسب 3.2 مليار دولار من عقول الصغار
ليس سرا أن شركات ألعاب الأطفال وشركات الإعلام تستغل مشاعر الوالدين للترويج لبضائعها. ولكن هذا الكتاب يكشف الحقائق المذهلة الخاصة بقيام هذه الشركات باستغلال، بل وتمويل، أحدث الأبحاث في مجال نمو الطفل من أجل بيع منتجاتها مباشرة إلى الأطفال.
من الناحية الأخرى، تقدم مؤلفة الكتاب مجموعة من الحقائق المثيرة للدهشة، ومنها عدم وجود دليل علمي قاطع على أن ما تطلق عليها الشركات المصنعة للعب الأطفال "اللعب التعليمية" قد تقدم أي فائدة تعليمية للأطفال الصغار، وكذلك وجود دلائل علمية تشير إلى أن مثل هذه الألعاب قد تعوق التطور المبكر لمهارات الطفل وقد تؤذي الأطفال من الناحية الاجتماعية والمعرفية.
يكمن تحت هذه الاكتشافات تحول اقتصادي وثقافي خطير: وهو أن الأطفال يتحولون إلى مستهلكين في سن صغيرة للغاية، وأنهم يعانون من كل الأمراض التي اعتادت النزعات المادية أن تصيب بها البالغين من القلق المفرط إلى التنافسية الشديدة إلى الإحباط.
يمزج الكتاب هذه الاكتشافات الخطيرة بالتعاطف مع الوالدين، فمؤلفة الكتاب كانت لديها طفلتان رضيعتان وقت كتابة الكتاب، ومن ثم فهي تعي التحديات الوجدانية التي يواجهها الوالدان في تعاملهما مع السيل الإعلامي الاستهلاكي الموجه إلى الأطفال.
يؤكد الكتاب أن شركات تصنيع لعب الأطفال تقف وراء ما يدعى ظاهرة الطفل العبقري، وهي الاعتقاد أنه يمكن زيادة ذكاء الأطفال الصغار عن طريق استخدام اللعب المناسبة ومشاهدتهم للبرامج المخصصة لهم في التلفاز.
ففي الوقت الحاضر, ومن أجل الحفاظ على قدراتها التنافسية, تحتاج الشركات المنتجة للعب الأطفال إلى إنتاج لعب تشجع الأطفال على التعلم، أو على الأقل الادعاء بأنها تساعدهم عليه، حيث تمثل المنتجات التعليمية الشريحة الأسرع نموا في مجال صناعة لعب الأطفال لسن ما قبل المدرسة، التي تقدر الاستثمارات فيها بنحو 3.2 مليار دولار. وفي إعلان ترويج هذه اللعب يركز المعلنون على تحفيزها لنمو القدرات المعرفية لدي الأطفال.
وبالطبع فإن زيادة الطلب على هذه النوعية من اللعب أسهم إلى حد كبير في تغيير مسار صناعة لعب الأطفال. فمثلا ساعدت هذه الزيادة على تغيير استراتيجيات الشركات الكبرى العاملة في هذا المجال في سعيها للمنافسة في سوق يحركها ما يدعى بالقيمة التعليمية والتي يحددها بائعو الجملة الذين لا تعنيهم الخصائص التعليمية للعب بقدر ما تعنيهم استجابة المستهلكين واقتناعهم بها وشرائهم لها.
وأصبح من الممارسات المعتادة لكل من يعمل في تسويق المنتجات المخصصة للأطفال أن يحرص على إضفاء هالة الفوائد التعليمية على ما يقدمه من سلع، فهذا يضمن له الكثير من المبيعات وبالتالي زيادة الأرباح.
Title: Buy, Buy Baby: How Consumer Culture Manipulates Parents and Harms Young Minds
Author: Susan Gregory Thomas
Publisher: Houghton Mifflin
ISBN-10: 0618463518
May 2007
Pages: 288