رعاية لا ترعى الشباب

يتحدث تقرير بريطاني مطلع القرن الماضي عن لعبة انتشرت بين أطفال الحبشة تمثل قتالاً بين الأحباش والإيطاليين وفي النهاية ينتصر الأحباش وكان هذا من تأثير الغزو الإيطالي على بلادهم. الذي يهم في هذا التقرير أنه يقرر أمرين مهمين جداً يتمثل الأول منهما في تأثير الأحداث على فكر وبراءة الأطفال فهم حين صوروا معاناتهم في قتال بريء فيما بينهم كان هذا جزءا من أسلوب رفض لواقع أرغموا على العيش فيه ويريدون الخلاص منه ويعطي للباحث في خفايا مشاعرهم بصدق تأثرهم بما يجري حولهم، الأمر الثاني يتمثل في تأثير اللعب والرياضة بتفكير النشء ووجدانه فهما ليسا سبيلين للتسلية والتنفيس فقط فأين نحن الآن من هذا الهدف الكبير وأين دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولجانها وكذلك لجان اتحاد كرة القدم من العمل الاجتماعي واحتواء الشباب في برامج تثقيفية تكون ذات هدف موجه لمحاربة مشكلات بدأت تتفشى أو نحو المساعدة على تفريغ الطاقات بشكل سليم بعيداً عن تشكيلها على يد قوى لا تريد لهم ولا للوطن الخير.
الاهتمام والتركيز على لعبة واحدة أعطاها زخما وجعلها محور الصرف المالي والنشاط الإداري فكل ما سوى كرة القدم بات نسياً منسيا فلا الرياضة للجميع نلمس لها أثراً ولا هناك شراكة مع أندية الأحياء في برامج لتمنية المواهب في الألعاب المختلفة فهي بمثابة تجمع لعدد كبير من المواهب فأعين الكشافين والمدربين أو المتعاونين أمامها فرصة لمشاهدة آلاف المواهب ومن ثم أخذ المميز منها وتنميته فأم الألعاب منبعها من طلاب المدارس فهل نرى توجه لملء هذا الفراغ.
اللعب ليس دائما بريئا فأيدي المخربين أصبحت طويلة وألعاب الإنترنت - online- مجالا خصبا للتأثير على عواطف ورغبات ممارسيها وإن كانت هي المهمة الأولى للأسرة غير أن عدم وعي البعض منها أو تغافله عن هذا الأمر يلقي بمسؤولية كبيرة على من عملهم رعاية الشباب في تطوير برمجها ومواكبة العصر ومشكلاته ومن ثم رسم حلول تسهم في تطوير الألعاب وتضع يداً لبناء المجتمع من خلال بصمة ثقافية ترتقي بهم وتبعدهم عن مواطن العبث والتضليل.
الغياب الكبير لرعاية الشباب عما يحدث من تحول فكري لبعض الشباب وعدم إحساسها بالمشكلة ووضع برامج للتخفيف منها والمساعدة في ذلك ولماذا لا تمد يد الشراكة لعمل منهجي مع وزارة الإعلام ووزارة الداخلية وكذلك الشؤون الاجتماعية في إبراز أفكار تكون هي الحضن والملجأ في ظل غياب تام للمسؤولية الاجتماعية عن شباب يعاني الفراغ وغياب المكان المهيأ لاستقبالهم ويعينهم على تقديم خدمات تطوعية للمجتمع من حولهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي