رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


سوبر استثمار

كرة القدم لعبة يجتمع بها الوطن في قلب المرح, وشتات الأطياف يتلاشى حين يرسم العشق نور الأمل من خلالها, بسيطة في أدواتها لا تعقيد في قوانينها لذا سكنت في وجدان الشعوب وتجاذب شأنها الصغير والكبير, تنثر مبارياتها شيئا من المرح والفرح في كل زوايا الكون على الرغم من اختلاف ثقافات شعوب الأرض غير أنهم عليها يتفقون, لهم بها جنون لا يرضون منه شفاء ولا يرغبون في أن تكون فئوية أو للنخبة فتصبح سراً لا يُعرف وكتاباً مبهماً لا يُقرأ.
السوبر السعودي طار إلى لندن فالحر هنا مزعج والليالي طوال والدار تشكو من جفاء الزوار, وهناك 19 ألفا من السياح في مدينة الضباب سيكون لهم الحق المكفول بالحضور يشاركهم الحظ السعيد من استطاع نيل تذكرة الصعود للطائرة والذهاب لملعب المباراة لمشاهدة المتعة السعودية في بلد الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
لم يقدم لنا الاتحاد السعودي لكرة القدم حجة مقنعة أو سببا يقتل كل استفهام ويميت كل تساؤل تستثيره غرابة القرار وحيرة أعجزت فهم كثيرين ممن لم يقتنعوا بهذه المبادرة فالسبب الذي تم تقديمة هو التسويق الجيد لكرة القدم السعودية في أوروبا, وحين نقول ذلك هل سيتناسى الألمان الثمانية الشهيرة معهم بعد هذه الخطوة؟ أمر جيد! وكيف نقوم بتسويق البضاعة الأقل جودة في بلد بضاعتهم أفضل وأعرق تاريخياً ستصاب بضاعتنا بالكساد بل الحالة مثل من يجلب التمر إلى سوق المدينة! لماذا لم تجعلوا السوبر الإنجليزي أو الإيطالي أوالإسباني في الرياض أو في جدة أو في أي مكان من السعودية -تجربة سبقنا إليها القطريون تستحق الإشادة- وتجعلون الصيف بارداً لأطفال لم يكن لهم حظ بالعبور فوق البحر أو المحيط تشربوا شعاع شمس الجزيرة والتحفوا سماءها بكل فخر ، لماذا لم تفكروا فيهم؟ أزعم أنكم ستجدون أكثر من 70 ألف متفرج يحضرون مبتسمين تداعبهم أحلامهم أن يكونوا مثلهم في لعبة الكرة لا أن يذهبوا لمباراة ترفيهية في لندن على هامش الوقت السياحي المدفوع الثمن.
عذراً أبها والباحة بكل معاني الأسى تمتد بعاطفتها من جبالك حتى تصافح جبال الشفا والهدا في الطائف فليس لرباك ولا نسيمك البارد حظ في مال يصرف للاستثمار في كل شيء إلا أن تكوني قبلة لنا في الصيف ففيك مقومات كل ما يمكن أن نبحث عنه فلماذا لا نرى معسكرات ومدنا رياضية تقام كمشاريع تجمع أبناء الوطن وغيرهم من أجل أن يكون للمال دورته الداخلية فلا يهدر خارج إطار الوطن على رؤى لا يرجى عودة نفعها من جديد. فكرة لا أعلم سر حجبها وعدم تنفيذها سوى أن زامر الحي لا يطرب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي