العرب يحفزون الصينيين على رفع وارداتهم من الدول العربية وتأسيس شراكات في المقاولات والتقنية
اختتم المؤتمر العربي ـ الصيني الثاني لرجال الأعمال أعماله أمس في عمان بمشاركة نحو 800 رجل أعمال عربي وصيني من مختلف القطاعات الاقتصادية، وعدد من الوزراء والمسؤولين العرب والصينيين. بعد أن ركزت فعاليات المؤتمر على استعراض فرص وآفاق التعاون العربي - الصيني في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية.
وخلال الجلسات التي استمرت يومين, أشاد المتحدثون بمستوى العلاقات العربية ـ الصينية باعتبارها علاقات صداقة تقليدية، حيث أكدوا الأهمية الفائقة لهذه العلاقات للجانبين وضرورة دفعها إلى مستويات متقدمة، وتمتين المصالح المشتركة للجانبين كونها مصالح استراتيجية ذات اعتماد متبادل في مختلف المحافل الاقتصادية وتسخير التكنولوجيا المتقدمة لخدمة الاقتصاد لدى الجانبين.
ومن واقع أوراق العمل التي قدمت ونوقشت خلال جلسات المؤتمر فقد خلص المشاركون إلى التوصية برفع مستوى التعاون الاقتصادي العربي - الصيني إلى مستويات متقدمة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وتشجيع الاستثمار المشترك وتقديم كل التسهيلات لتوطين الاستثمارات العربية - الصينية بشكل متبادل.
وأوصى الاجتماع برفع الواردات الصينية من الدول العربية وبشكل خاص من المنتجات غير النفطية كالفوسفات والبوتاس والأسمدة والقطن والأدوية وزيت الزيتون وغيرها مما يخفض من العجز التجاري العربي مع الصين، إلى جانب تقديم المساعدات الصينية المالية والمادية للجانب العربي في مجال البنى التحتية والتركيز على المجالات الاستثمارية الواعدة عند الطرفين وبشكل خاص صناعة النفط والغاز والمياه والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمواصلات ولا سيما في السكك الحديد، صيد الأسماك والزراعة والتصنيع الغذائي والصناعات الكهربائية والسيارات والطيران والصناعات البتروكيماوية والأسمدة والأدوية والمنسوجات والألبسة.
كما أكد المجتمعون على تشجيع التعاون في مجال النفط والبتروكيماويات,
وتفعيل آليات ومؤسسات التعاون بين الطرفين وتطويرها في شكل مجالس أعمال مشتركة, وتشجيع إقامة شركات المقاولات المشتركة وتبادل الخبرات المتوافرة في هذا القطاع وتوفير فرص التدريب للكوادر العربية في الصين ولا سيما في مجال المشاريع ذات الاحتياجات الهندسية والتقنية المتخصصة كالسدود والجسور والموانئ والمطارات والسكك الحديد والأبراج والطاقة النووية للأغراض السلمية وغيرها وتنمية المهارات العربية في هذه المجالات.
وتمت دعوة الجانب الصيني إلى تكثيف حضوره التجاري والصناعي والاستثماري في الدول العربية من خلال إقدامه على زيادة استثماراته لدى المناطق الصناعية الحرة في الدول العربية، ومشاركته في المشروعات السياحية والصناعات القائمة على الخامات المعدنية المتوافرة وتكثيف البعثات الدراسية والتدريبية بين الجانبين وإدخال برامج تعليم اللغتين العربية والصينية في بعض المناهج لتسهيل التفاهم وزيادة التواصل الثقافي والحضاري بما ينعكس إيجابياً على مجمل العلاقات بين الجانبين.
كما أوصى المؤتمرون بتشجيع العلاقات المالية والمصرفية بين الجانبين وفي هذا الصدد دعا المشاركون إلى تأسيس مصرف عربي ـ صيني يهدف إلى دعم المبادلات التجارية والمشاريع الاستثمارية المشتركة, والتعاون في مجال تحديث المشاريع الصغيرة والمتوسطة خصوصاً في مجال المنسوجات والملابس والصناعات الغذائية والأدوية.
ورحب المشاركون في ختام المؤتمر بعقد الدورة الثالثة للمنتدى العربي - الصيني لرجال الأعمال في بكين العام المقبل 2009 على أن تستضيف البحرين عقد الدورة الرابعة عام 2011.