رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


لن يتمكن الإرهاب من تقسيمنا

من يعرف تاريخ السعودية مع الإرهاب ومن عايشه وقرأ عنه، فلن تساوره ذرة شك في قدرة رجال الأمن والمواطنين السعوديين أجمع في القضاء على موجة الإرهاب الحالية، التي طالت الأبرياء المصلين في مسجدين وجمعتين في المنطقة الشرقية.
منذ القدم والسعودية مستهدفة من الإرهاب، وفي كل مرة تنتصر وتخرج من التجربة بقوة وعزيمة أكبر، وسبق لنا الخروج منتصرين من تجارب أكبر من تلك التي نتعرض لها حاليا، لا أحد ينسى موجة الإرهاب التي طالت مدننا مع بداية الألفية الثالثة، وتحديدا في تفجيرات مايو 2002، وما أعقبها من عمليات إرهابية، ولا أحد ينسى مواقف رجال الأمن وأجهزة الدولة وتكاتف المواطنين، التي أسهمت في القضاء على إرهابيي تلك الحقبة.
لم يدعُ السعوديون في السابق إلى حمل السلاح، ولا إلى الحشود الشعبية للدفاع عنهم، كي يدعوا لها الآن، بل كانت ثقتهم لا حدود لها بالدولة وبالأجهزة الأمنية. لم يسهم الإرهاب في السابق إلى جرنا لحرب طائفية أو مناطقية تمزق نسيجنا الاجتماعي والوطني، كي ينجح الآن في تفتيتنا وتقسيمنا إلى طوائف تتناحر وتتحارب.
طوال التاريخ وكلنا يد واحدة في وجه الإرهاب من شمالنا لجنوبنا ومن شرقنا لغربنا، مصابنا واحد، وقضيتنا واحدة وهدفنا واحد، وسنبقى على عهدنا متحدين متماسكين واضعي أيدينا في يد الدولة وأجهزتها المختصة، حتى يكتب لنا النصر ونجتث هذه الآفة من مجتمعنا.
هؤلاء الداعون والمحرضون للفتنة الطائفية والحاملون لشعاراتها والمطالبون بحشود شعبية تأخذ مكان الدولة وتحمل السلاح لا يقلون إرهابا عن الإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء في المساجد، وفي كل مكان من أرضنا الحبيبة.
حديث الأمير محمد بن نايف ولي العهد في هذا الجانب واضح وصريح، عندما قال "الدولة قائمة بدورها ومن يحاول القيام بدورها فسيحاسب كائنا من كان"، قالها وهو الواثق بعزيمة شعبه وقدرة رجاله على صون أمن الوطن.
مسؤوليتنا كمواطنين كبيرة في الحرب على الإرهاب، من خلال تماسكنا والحفاظ على وحدتنا ووضع أيدينا في يد الدولة في محاربة الفكر الضال الداعي لقتل الأبرياء وتمزيق نسيجنا الاجتماعي، وألا ننجر خلف غاياتهم في الفرقة الطائفية أو الدعوة للحشود الشعبية والعسكرة وحمل السلاح خارج نطاق الدولة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي