بوتين يتعهد للغرب: الحكومة لا تنوي احتكار الاقتصاد والسيطرة على الطاقة
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى اتخاذ خطوات عملية لإعادة رسم النظام الاقتصادي العالمي ليعكس الدور المتزايد للدول الصاعدة سريعة النمو. وأبلغ منتدى اقتصاديا في سان بطرسبرج أن كثيرا من المؤسسات التجارية والمالية العالمية التي فصلت لتتفق مع مصالح اقتصادات رئيسية قليلة أصبحت غير فاعلة، وأشار إلى تجمعات إقليمية مرنة كبديل. وأبلغ بوتين التجمع الذي ضم مسؤولين أجانب وتنفيذيين على مستوى عال أن 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ينتج خارج مجموعة الدول السبع الكبرى التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وكندا. وقال بوتين بعد أيام من مشاركته في قمة لمجموعة الدول الثماني الصناعية التي تضم روسيا إلى جانب دول مجموعة السبع "تتطلب مصالح التنمية الاقتصادية المستقرة إنشاء هيكل جديد للعلاقات الاقتصادية الدولية اعتمادا على الثقة والتكامل المتبادل المفيد".
وقال الرئيس الروسي إن اقتصاد بلاده "منفتح" وتوقع سد الفجوة بين بلاده وغيرها من الدول فيما يتعلق بمزايا الأعمال والاستثمار. وتابع الزعيم الروسي أمام العشرات من كبار المستثمرين الأجانب في روسيا المشاركين في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرج "إن مستوى انفتاح قطاع الطاقة الروسي أعلى مقارنة بباقي منتجي النفط والغاز في دول منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" والمكسيك حيث إن القطاع بالكامل مملوك للدولة".
وفقدت شركة شل العملاقة حق العمل في حقل للنفط والغاز قبالة ساحل المحيط الهادي الذي تطل عليه روسيا وتبلغ قيمة عملياته 20 مليار دولار بعد أن كشف مسؤولون بيئيون عن انتهاكات بينما سيبدأ قريبا إعادة النظر في الترخيص الممنوح لشركة "بريتش بتروليم" العملاقة في حقل رئيسي في شرق سيبريا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن بلاده ربما تبدأ في تحذير المستثمرين من مغبة المخاطرة بأموالهم في روسيا، غير أن بوتين قال "إن السبيل الوحيد لإثبات اختلاف اقتصاد روسيا عن اقتصادات غيرها من الدول هو المزيد من الانفتاح". وخلال اليوم الأول من اجتماعات المنتدى الاقتصادي الروسي وقعت عقود بقيمة ثلاثة مليارات دولار. وساد التفاؤل بين مسؤولين روس وكذلك مسؤولين غربيين في المجالين السياسي والاقتصادي حيال مستقبل الاقتصاد الروسي.
وقال النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي سيرجي إيفانوف أمام المنتدى: "يضطر المرء أحيانا لأن يسمع من زملائنا الغربيين أننا نمضي في طرق متباينة". لكن إيفانوف أضاف بالقول إن روسيا "جزء من الحضارة الأوروبية". كما حاول إيفانوف، الذي يعد خليفة محتملا لبوتين في انتخابات الرئاسة التي ستجرى في روسيا العام المقبل، طمأنة المستثمرين بشكل أكبر من خلال استعراض التوسعات المقررة في الاقتصاد الروسي حتى عام 2020، وهي توسعات يقول هو ومسؤولون روس آخرون إنها قد تغير توازنات الاقتصاد العالمي.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي إن اقتصاد بلاده سيصبح في حال القيام بهذه التوسعات واحدا من بين أكبر خمسة اقتصادات على مستوى العالم حيث سينتج قرابة 10 في المائة من الإنتاج العالمي، كما سينطلق في مجالات لا تقتصر فقط على إنتاج النفط والغاز الذي يعد دعامته الرئيسية في الوقت الراهن بل ستشمل الطاقة النووية وبناء السفن والملاحة الجوية والفضاء.
وأكد بوتين في كلمته أن "الاقتصاد الروسي يبعث على التفكير بشأن آفاق جيدة". وتابع بوتين أن الانفتاح في قطاع الطاقة ربما ينبع من السماح بالملكية الأجنبية لشركات توليد الكهرباء الروسية وجعل أسعار الغاز المحلية مساوية للأسعار في باقي دول العالم. وفضلا عن ذلك دافع بوتين عن إنشاء شركات مملوكة للدولة في مجالات الطيران وبناء السفن والتكنولوجيا الدقيقة. وقال إن هذا لا يعني تأميما للأصول لكنه يعني أن "توضع الأصول المملوكة بالأساس للدولة تحت مظلة واحدة". ووصف أركادي دفوركوفيتش المستشار الاقتصادي لبوتين مؤسسات الدولة بأنها مجرد أداة تستخدم خلال الفترة الانتقالية للاقتصاد الروسي. وقالت روسيا إنها تتوقع أن تجذب استثمارات أجنبية بقيمة 60 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بـ 150 مليون دولار كقيمة إجمالية خلال عام 2006.
ومن بين المشاركين في الدورة الـ11 للمنتدى، الذي يستمر ثلاثة أيام ويعقد في سان بطرسبرج التي كانت عاصمة لروسيا في السابق، الرئيس الروسي بوتين ونائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور ورئيس منظمة التجارة العالمية باسكال لامي بجانب رؤساء شركات شل وبريتيش بترليوم وكوكاكولا وغيرها من الشركات الكبرى على مستوى العالم.
وانضم جيمس ولفنسون الرئيس السابق للبنك الدولي، الرئيس الحالي للمجلس الاستشاري لمجموعة سيتي جروب، إلى إيفانوف في دعوته لأن يحتضن العالم العملاق الاقتصادي الجديد الذي كان يرزح يوما تحت الحكم الشيوعي. غير أن ولفنسون وإيفانوف اعترفا بوجود بعض المشكلات منها الفساد ومسائل ديموغرافية والاعتماد على الهيدروكربونات. وأكد ولفنسون، وغيره من الشخصيات المشاركة في المنتدى ، على دور روسيا كجسر بين الدول الغنية في غرب أوروبا والدول ذات الأسواق الصاعدة بسرعة مثل الصين والهند مشيرين في هذا الصدد إلى "الموقع الخاص لروسيا في العالم". وقال بوتين في ختام ترحيبه بالمستثمرين إن روسيا " تتوق إلى شركاء موثوق بهم".
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى اتخاذ خطوات عملية لإعادة رسم النظام الاقتصادي العالمي ليعكس الدور المتزايد للدول الصاعدة سريعة النمو. وأبلغ منتدى اقتصاديا في سان بطرسبرج أن كثيرا من المؤسسات التجارية والمالية العالمية التي فصلت لتتفق مع مصالح اقتصادات رئيسية قليلة أصبحت غير فاعلة، وأشار إلى تجمعات إقليمية مرنة كبديل. وأبلغ بوتين التجمع الذي ضم مسؤولين أجانب وتنفيذيين على مستوى عال أن 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ينتج خارج مجموعة الدول السبع الكبرى التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وكندا. وقال بوتين بعد أيام من مشاركته في قمة لمجموعة الدول الثماني الصناعية التي تضم روسيا إلى جانب دول مجموعة السبع "تتطلب مصالح التنمية الاقتصادية المستقرة إنشاء هيكل جديد للعلاقات الاقتصادية الدولية اعتمادا على الثقة والتكامل المتبادل المفيد".