"أوميجا" ستُحقق الربحية بعد سنين عجاف وسهمها يتطلع للارتفاع أكثر من 40 %

[email protected]

تُعتبر وسائط التخزين أحد المُكونات المُهمة الواجب توافرها لدى أي مُنشأة ولدى كل فرد فالمعلومات في عصر الإنترنت آخذة في التزايد وتحتاج إلى تخزينها وتنظيمها كما أنه مع انتشار هواتف الجوال المُتضمنة كاميرات رقمية وانخفاض قيمة الكاميرات الرقمية المنفردة، وولعّ الناس بتصوير لحظاتهم الجميلة أدى إلى تزايد أعداد الملفات والصور التي يجب أن يحتفظ بها صاحبها، مما زاد الحاجة إلى وسائل التخزين، وكما هو معروف فإن الموجة الجديدة هي التوجه نحو الدمج بين الإنترنت والصور والفيديو، وهذا سيزيد الحاجة أكثر لوسائط التخزين سواء على مستوى الشركات أو الأفراد. وفي هذا التقرير سنتناول إحدى الشركات المعروفة في هذا المجال، التي لديها مُنتج له اسمه في سوق تقنية المعلومات وهي شركة Iomega Corp ومُنتجها الشهير هو Zip Drive الذي يُستخدم في تخزين المعلومات ونقلها بفكها وتوصيلها مرة أخرى بجهاز آخر أينما أراد المُستخدم.

نظرة عامة

بدأت الشركة طرح منتجها المعروف وهو Zip Drive قبل عشرين عاماً وتعتمد منتجاتها على فكرة توفير وسائط تخزين قابلة لنقلها لأي مكان وتوصيلها بجهاز آخر وتندرج منتجات الشركة تحت سلسلة باسم Zip Drive وطرحت أولى منتجاتها عام 1995 ثم لاقت انتشاراً كبيرا مما دفعها إلى طرح منتج آخر عام 1996 هو Zip Disk الذي جاء بسعة تخزين هي 100 ميجا بايت حينها كانت سعته خرافية فمن الذي يُمكنه استخدام قرص تخزين بهذه السعة وينقل فيها جميع ملفاته بسهولة، هذه السلسلة من المُنتجات عادت على شركة Iomega بدخل يصل إلى 750 مليون دولار وسرعان ما زادت حتى وصلت إلى 1203 ملايين دولار عام 1999، وقد أسهم انتشار منتجات الشركة عالمياً في قوة مبيعاتها. جدير بالذكر أن الشركة تأسست عام 1980 في مدينة "ساندي يجو" في الولايات المُتحدة الأمريكية وهي مُدرجة في سوق الأسهم الأمريكية في بورصة نيويورك تحت الرمز IOM وتُعتبر من الشركات صغيرة الحجم عالية المخاطر.

تنوع المُنتجات

تُعتبر شركة Iomega رائدة في وسائط التخزين المُسماة REV، وهي الوسائط القابلة للتحريك من جهاز إلى آخر ولم تمنح هذه المنتجات للشركة ربحية عالية بعد ولكن مع زيادة سعتها التخزينية التي صدرت مع بداية العام الحالي، فيُتوقع أن تُحقق الشركة مبيعات جيدة، حيث تعتمد فكرة هذا المنتج على شرائط أو Cartridge ومنتجاتها الجديدة ستتضمن كل منها عدة شرائط في الوقت نفسه لزيادة سعة التخزين وهو ما تُسميه الشركة REV 70 GB.
لمست Iomega حاجة الشركات الصغيرة الحجم إلى تقنيات تخزين صغيرة الحجم يسهل تشبيكها بالشبكة الخاصة بالمؤسسة ليتعامل معها الجميع بدلاً من اللجوء إلى منتجات شركات أخرى مرتفعة الثمن، فدخلت سوق وسائط التخزين المُدمجة في الشبكات المحلية التي تُسمى NAS حيث يُقدر حجم هذه السوق ثلاثة مليارات دولار والرواد في هذه السوق هم من الشركات المعروفة وهي Network Appliance وشركة EMC وأسعار منتجات هذه الشركات كانت مرتفعة عندما بدأت Iomega الدخول لهذه السوق، مما جعل الشركة تلعب ورقتها الرابحة وهي السعر المُنخفض، وهذا المُنتج أتاح للشركة الدخول أكثر إلى وسائط التخزين التي تُستخدم في غرف تشغيل مراكز الكمبيوتر بدل أن كانت منتجاتها موجودة لدى المُستهلكين والموظفين في المكاتب الذين يقومون بتخزين بياناتهم المكتبية البسيطة فقط وحتى تزيد الشركة من تخصصها في وسائط التخزين الموجهة لمراكز تشغيل الكمبيوتر طرحت منتجات تتعلق بالأرشفة الرقمية وبرامج تخزين البيانات وحفظها.
مع تغير التقنية واحتياجات المُستهلكين التي لمستها شركة Iomega قامت الشركة بإنتاج وسائط تخزين تعتمد على موصل من نوع USB وغيرها من واجهات التوصيل وزادت من سعة تخزينها وأضافت إلى منتجاتها سواقات الليزر القابلة للكتابة على أقراص CD وأضافت سواقات DVD وأصابع الفلاش USB التي أصبح كل منّا يحملها في جيبه أينما حل وارتحل وضمّنت الشركة منتجاتها ببرامج تُسهل تركيب هذه الأجهزة إن لزم الأمر ومع تزايد المُنافسين وجدت الشركة أن خط الإنتاج هذا لم يعد مربحاً كالسابق ولكنه باق حتى الآن.

صغيرة لكن مفترسة

صحيح أن شركتنا التي نتحدث عنها صغيرة الحجم ولكن همتها دفعتها إلى أن تحذو حذو الكبار وتبتلع شركة أخرى وتندمج معها وهي شركة CSCI وذلك في تموز (يوليو) من العام الماضي بقيمة 4.5 مليون دولار نقداً وسبعة ملايين دولار على شكل أسهم ومليون دولار على شكل تكاليف أخرى، والهدف هو أن شركة CSCI لديها برنامج مميز يقوم بإدارة شبكات الشركات يُسمى OfficeScreen بتقنية تُسمى VPN يعرفها المُختصون، وتتجه الشركات والمؤسسات إلى استخدامها لأنها توفر أمنا أكبر للشبكة المحلية وكذلك لعناوين IP من خلال الشبكات المتباعدة WAN واستخدام مثل هذه الخدمة يأتي باشتراك شهري.
في العام نفسه وقعت اتفاقية شراكة مع خامس أكبر شركات استضافة مواقع الإنترنت على مستوى العالم وهي CI Host التي يتعامل معها 300 ألف موقع موزعة على 190 دولة، وتعد هذه شراكة استراتيجية بين الشركتين، وما دفع الشركة إلى الاستحواذ هو الرغبة في دخول سوق الخدمات المُدارة من قبل الغير أي يتعاقد العميل مع شركة تُدير له تنفيذ خدمات مثل الاستضافة للموقع وتشغيله هو أن هذه السوق وصل حجمها في عام 2006 إلى رقم قريب من ثلاثة مليارات دولار، وقد يصل في عام 2008 إلى 3.7 مليار دولار.

مؤشرات مالية

سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 التي صدرت أخيرا حيث سجلت الشركة مبيعات بلغت 246.46 مليون دولار مُسجلة ارتفاعا بمقدار 28.6 في المائة عن مبيعات عام 2005، كما سجلت الشركة خسارة مقدارها 3.8 مليون دولار وبالنسبة لربحية الشركة نجد أن نسبة صافي أرباح الشركة هي منخفضة بـ 1.5 في المائة وهو أفضل من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه ومقداره – 110.5 في المائة.
لا توجد ديون على الشركة علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار 2.4 مرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هي بالسالب وتصل إلى 4.5 في المائة، أي أقل بكثير جداً من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع بينما العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي له الشركة يُقدر بـ 12.2 في المائة، أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover فبمقدار 1.5 وهي نسبة جيدة.
الشركة تتقلص خسائرها عاماً بعد عام ويظهر هذا جلياً عندما نُقارن العائد على السهم المُتحقق في العام الماضي بالأعوام الثلاثة السابقة، كما يظهر في جدول المؤشرات المالية علماً بأن نتائج الربع الأخير كانت أقل من توقعات المُحللين. ونُشير هنا إلى أن مكرر الربحية هو بالسالب ولكن هذا لا يؤثر في تقييم الشركة.

التحليل الفني

منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر) لعام 2006 وسهم شركة Iomega يتأرجح على مهله بين مستوى الأربعة دولارات والثلاثة دولارات وربع، وأعلى قيمة لامسها هي عند 4.27 دولار في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) ثم 4.53 دولار في منتصف أيار (مايو) الماضي، وحسب الوضع الحالي فإن السهم واقع فوق مستوى متوسط 50 يوما ومتوسط مائتي يوم الواقعين عند 4.03 و3.64 دولار على التوالي، ويظهر بشكل جلي أن مستوى 4.53 دولار هو مستوى مقاومة يجب على السهم أن يتجاوزه حتى يُحقق هدفه الاستثماري.
من يهتم بالتحليل الفني أرجو أن يعود إلى الرسم البياني اليومي ليُلاحظ أن مستوى أربعة دولارات هو مستوى دعم جيد وحالياً يتضح أن "البولينجر باند" اقترب من السهم بحديّه كأنه سيُطبق على السهم وهذا مؤشر فنيّ يدل على أن السهم يقترب من التحرك بقوة إلى الصعود أو الهبوط والأقرب أن يتجه إلى الصعود كونه تابعا إلى الحركة السابقة وهي الصعود، كما أن مؤشر الماكد يؤكد نية التوجه نحو الصعود وتحقيق الهدف على فترات ويؤكدها أيضاً الوضع الفني للسهم على الرسم البياني الأسبوعي حيث يتضح أن تجاوز مستوى 4.5 دولار مرةً أخرى بقوة سيدعم صعود السهم حتى أسعار قريبة من ستة دولارات.

أحدث الأخبار

أعلنت الشركة في نهاية نيسان (أبريل) نتائجها المالية للربع الأول من عام 2007، التي أظهرت تحقيق مبيعات مقدارها 76 مليون دولار وأرباح 1.1 مليون دولار، أي ما يُعادل 0.02 سنت لكل سهم، وهذه النتائج هي أعلى من نتائج الشركة للفترة نفسها من العام الماضي، حيث كانت في العام الماضي قد خسرت 4.2 مليون دولار وحققت مبيعات مقدارها 59.1 مليون فقط في العام الماضي للفترة نفسها، وهذا الارتفاع في المبيعات عائد إلى زيادة في مبيعات منتجاتها المُوجهة إلى المُستهلكين.

مخاطر الاستثمار

تعد شركة Iomega شركة صغيرة ولكنها واعدة، ومعروف أن الشركات الصغيرة هي ذات خطورة عالية، ولكنها إن نجحت فتكون كريمة في ضخ الأرباح للمُساهمين فيها والحقيقة أن منتجات شركة Iomega تشهد منافسة قوية من قبل الشركات الأخرى، بل تصل إلى درجة عالية من المُنافسة، ولكن همة الشركة ورغبتها في دخول أنشطة أخرى مثل الخدمات المُدارة من قبل الغير التي تحدثت عنها سابقاً قد تُساعد الشركة أكثر ولكنها قد تُنهكها، وبالنسبة للمُنتجات الموجهة للمُستهلكين من الأفراد فهي تواجه خطورة من دورة الاقتصاد الأمريكي التي تشهد ضعفاً وفي بعض دول العالم، حيث يُعتبر التضخم في الأسعار إحدى المشكلات العالمية التي تؤثر في إنفاق الفرد واستهلاكه.

الخلاصة

شركة Iomega تعمل في مجال تصميم وتصنيع أجهزة تخزين البيانات المُتنقلة وبأنواعها المُختلفة والموجهة إلى المُستهلك الفرد وكذلك تقدم أنظمة تخزين خاصة بالمؤسسات والشركات بأسعار منافسة بتقنية NAS وأشهر منتجاتها هو ZIP Drive الذي يستخدمه المُستهلكون من الأفراد، تعد شركة Iomega من الشركات الصغيرة الحجم ذات الخطورة العالية ولكن يُتوقع لها أن تُحقق الربحية بفضل منتجاتها الجديدة بعد سنوات من الخسائر.
عدد المُحللين المراقبين لأداء الشركة اثنان فقط أحدهما ينصح بشراء السهم بينما الآخر ينصح بالاحتفاظ بالسهم لمن يملكه في المحفظة وأغلبهم يرى أن السهم سيصل إلى 5.75 دولار. جدير بالذكر أن الشركة قامت بعملية استحواذ على شركة CSCI محاولة الدخول على سوق الخدمات المُدارة لصالح العميل كما أنها قامت بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة CI Hosting خامس أكبر شركة على مستوى العالم في مجال استضافة مواقع الإنترنت، وقد أظهرت شركة Iomega نتائج جيدة في الربع الأول من العام الحالي، وأذكر بأن هذا التقرير ليس بمثابة توصية شراء أو بيع سهم الشركة وإنما هو تقرير تثقيفي في مجال تقييم جدوى الاستثمار وللاطلاع على خبرات الشركات العالمية.