المواطن.. أولويات الملك
لا أحد في السعودية يستغرب عدل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وحزمه، وهما ــ أي العدل والحزم ــ خصلتان في شخصية سلمان منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض لأكثر من 50 عاما ولم تكونا وليدتي المرحلة الحالية.
"والله ما يردني إلا باب سلمان" مقولة يعرفها كل أهالي الرياض عندما كان خادم الحرمين الشريفين أميرا لمنطقتهم، ويستخدمونها في تهديد كل من يمارس عليهم ظلما أو عندما يشعرون بأن حقا لهم قد سلب، وتعني تلك المقولة أن الإنصاف ورد الحقوق سيأتي عندما يطرقون باب سلمان، الذي كان يفتح بابه يوميا ولا يغلقه في إمارة الرياض مستمعا لشكاوى المواطنين، رافعا الظلم عنهم ورادا لحقوقهم.
المواطن في مقدمة اهتمامات الملك، ورفع الظلم عنه ومنحه حقوقه كافة هو ما نلمسه الآن منه كملك، ولمسناه منه سابقا عندما كان حاكما للرياض. نصرة المواطن هاجسه، والسعي لرفعته وتوفير كل مطالبه غاية المليك.
قبل أيام أقال الملك وزير الصحة الأسبق أحمد الخطيب لأنه لم يستمع لمظلمة مواطن ولم يستجب لصوته، والغاية من الإعفاء ليس العقاب وحده بل أيضا توجيه رسالة لكل المسؤولين في البلد تقول "أنتم هنا في مناصبكم لخدمة الوطن والمواطن ومن لم يفعل ذلك لن يبقى في منصبه يوما واحدا".
أيضا سلمان الحزم وهو يعفي البارحة الأولى محمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية من منصبه إثر تعامله بشكل سلبي مع مصور صحافي إبان استقبال العاهل المغربي، وجّه رسالة أيضا للمسؤولين أن لا أحد فوق القانون ولا أحد فوق العقاب ومن يسيء لمواطن أو أي شخص سيكون العقاب الفوري من نصيبه.
منح الفرصة للشباب في خدمة الوطن ومواطنيه واستغلال وقتهم وجهدهم ونشاطهم من أولويات الملك الحازم أيضا، عندما عين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد في قرار نال رضا شعبيا كبيرا في السعودية تمثل في مشاهد الجموع الكبيرة التي بايعت الأميرين الشابين الأسبوع الماضي، ونال أيضا إشادة إقليمية وعالمية.
100 يوم من حكم سلمان كانت بمنزلة أعوام، كان حازما مع الكل في الخارج والداخل، ووقف في وجه من يعادي السعودية ويهدد أمنها وأمن المنطقة بحزم وقوة.. 100 يوم رغم أنها فترة قصيرة إلا أنها كانت كافية للملك الحازم والعادل لترتيب البيت السعودي ونقل السلطة لأحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بسلاسة وسهولة جعلت المواطن يطمئن ويستشعر اليقين باستقرار بلاده.