رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الراحلون للمريخ

عندما اندفع البعض لرحلات استكشافية للقارة القطبية المتجمدة أو الغرب الأقصى أو القيام برحلات تدور حول الأرض وهم لا يعلمون ماذا سيواجهون، كانت المغامرة مبررة، فهي تجري على الأرض في ظروف حياتية مقاربة للحياة التي يعيشونها في أوطانهم، إضافة إلى أن إمكانية العودة من حيث المبدأ قائمة، ولكن ماذا عن رحلة المريخ التي لا عودة فيها وفي كوكب إمكانية الحياة فيه مجهولة .. هنا يمكن أن تتحول المغامرة إلى انتحار.
عندما أعلنت شركة هولندية مشروع "المريخ 1" وتجنيد متطوعين لرحلة ذهاب بلا عودة للمريخ، اعتقد الكثير أن الفكرة "مجنونة" ولا يمكن أن يتطوع فيها عاقل واحد، ولكن وبعد مضي أيام قلائل على الإعلان سجل عشرات الآلاف من دول العالم كافة رغبتهم في التطوع والانضمام للرحلة التي لا عودة فيها.
مجرد التفكير في الهجرة لمكان ما وترك من تحب أمر مرعب رغم إمكانية العودة، فما بالك بالرحلة لمكان مجهول لا يملك أبسط مقومات الحياة وأن تكون العودة والتراجع معدومين .. السؤال: ما الذي يدفع هؤلاء الشباب إلى المغامرة "الانتحارية" والالتحاق بركب المتطوعين وهجر الأرض ومن فيها؟ في الصين حذرت وسائل الإعلام الحكومية من المشروع ومن التطوع فيه وقالت إنه مجرد تحايل وتضليل، ورغم ذلك تطوع أكثر من عشرة آلاف صيني، أحد المتقدمين فسر انضمامه للرحلة بالقول "نحن نعيش في بلد بلا أحلام أو تطلعات .. يجب أن نُترك لنحلم بما نريد".
محاولة استكشاف تفكير هؤلاء المتطوعين، ومعرفة سبب هجرهم الأرض ومن عليها، والاستيطان في الكوكب الأحمر جديرة بالبحث أكثر من محاولة استكشاف المريخ.
لا شك أن لكل من هؤلاء المتطوعين سببا جوهريا دفعه للتطوع في هذه المغامرة المجنونة، وفي زعمي أن من بينهم مرضى نفسيين وجدوا في هذه الرحلة انتحارا أقدموا عليه بعد أن توقفت رغبتهم في الحياة، ولكن لدي يقين تام بأن من بينهم أيضا من يملك إرادة وجسارة قويتين وروح تحد عظيمة.
من بين هؤلاء المتطوعين عرب وسعوديون، وهم مثل الخلايا النائمة التي لم تكتشف بعد ولم تستفد منها أوطانها، ماذا لو تم احتواء هؤلاء واستخدامهم فيما ينفع أوطانهم العربية؟ أعتقد أننا أمام قادة عظام يملكون إرادة وجسارة بقوة "الفولاذ" يمكن من خلالهم أن ننهض ونقف في الصف الأول مع الأمم المتقدمة متى ما تم احتواؤهم والاستفادة منهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي