برنامج ري سعودي يلغي التخمين ويمنع التسميد الضعيف أو الجائر للنخيل

برنامج ري سعودي يلغي التخمين ويمنع التسميد الضعيف أو الجائر للنخيل

ناقشت ندوة النخيل الرابعة التي نظمها مركز أبحاث النخيل والتمور في جامعة الملك فيصل في الأحساء عددا من البحوث والدراسات وأوراق العمل التي تصب في محاولات الوصول إلى أحدث الطرق العلمية في الحصول على إنتاج مناسب بتكلفة معقولة. وتستعرض "الاقتصادية" هنا أهم هذه الدراسات من خلال نشر مقتطفات منها في محاولة لتعميم الفائدة. معلوم أن الندوة أقيمت بداية الشهر الجاري وناقشت سبعة محاور وهي العمليات الزراعية لنخيل التمر، تطبيقات التقنية الحيوية في نخيل التمر، اقتصاديات وتسويق التمور، الدراسات البيئية لنخيل التمر، الإكثار وتقييم أصناف التمور، آفات نخيل التمر وطرق مكافحتها، تصنيع التمور والمنتجات الثانوية.
ففي مجال العمليات الزراعية لنخيل التمر ناقشت الندوة عددا من الدراسات المقدمة في مجالات الري والملوحة، التسميد، تلقيح النخيل، ملقحات النخيل، خف الثمار ومنظمات النمو، معاملات ما قبل وبعد الحصاد.

في مجال الري والملوحة

أكد الدكتور فاروق محمد جاد الله أستاذ قسم النبات كلية الزراعة جامعة الفيوم في مصر في الدراسة التي قدمها حول التغيرات الموسمية لبعض العناصر المعدنية الكبرى في أوراق نخيل البلح "السيوى" والتي تهدف إلى وضع برنامج تسميدي مناسب للنخيل أن النتائج كانت كما يلي:
ازداد عنصر النيتروجين في الأوراق خلال الفترة من أيلول (سبتمبر) حتى تشرين الثاني (نوفمبر)، ثم حدث نقص في محتوى الأوراق من هذا العنصر حتى شهر حزيران (يونيو) ثم ازداد تدريجياً خلال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، بالنسبة لعنصر الفوسفور، لم يتغير المحتوى الورقي من هذا العنصر بدرجة ملحوظة خلال الفترة من أيلول (سبتمبر) حتى آذار (مارس) ولم يكن هناك اتجاه محدد للتغيرات من محتوى الأوراق من هذا العنصر. أما بالنسبة لعنصر البوتاسيوم، فقد كان هناك نقص ملحوظ في محتوى الأوراق من هذا العنصر باستثناء شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، بالنسبة لعنصر الكالسيوم، فقد ازداد تدريجياً خلال العام، باستثناء شهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) حيث اتجه إلى النقصان. أظهرت النتائج أيضاً زيادة ملحوظة في عنصر الماغنسيوم في الأوراق خلال الفترة من أيلول (سبتمبر) حتى كانون الثاني (يناير) تلا ذلك ثبات في محتوى الأوراق من هذا العنصر حتى شهر آب (أغسطس).
فيما أشارت دراسة أعدها عدد من الباحثين في كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة القصيم بعنوان تأثير فترات الري وكمية وطريقة إضافة السماد البوتاسي على تقشر واسوداد تمور النخيل صنف السكري, إلى أن إضافة السماد مباشرة للتربة كان أفضل تأثيراً من طريقة الرش، كما أن ري الأشجار كل ثلاثة أيام بدلا من الري اليومي وكذلك زيادة كمية السماد البوتاسي المضاف للتربة من 490 إلى 980 وحدة أدى إلى إنتاج ثمار فيها أقل نسبة تقشر الثمار.

في مجال التسميد

أكدت الدراسة التي أعدها الدكتور عادل البرنس من مركز الدراسات المائية في جامعة الملك فيصل حول استخدام برنامج "فرح" الآلي لتحليل اختبارات التربة وتحديد الاحتياجات السمادية أن البرنامج يلغى التخمين ويمنع المزارع من التسميد الضعيف أو الجائر، فيمكن لمزارعى النخيل بالإحساء مضاعفة العائد السنوي مع زيادة مستوى خصوبة التربة وتقليل مخاطر تلوث المياه الجوفية إذا قاموا باستخدام الخدمة الإرشادية المستعملة في البرنامج.
فيما أكد البحث المقدم من الدكتور عبد الرحمن المديني والدكتور موسى القصيبي من محطة التدريب والأبحاث الزراعية والبيطرية في جامعة الملك فيصل بعنوان "تأثير التسميد العضوي لأشجار نخيل البلح على صفات التربة في واحة الاحساء السعودية" وجود اختلافات جوهرية بين صفات التربة الفيزيائية والكيماوية والتي انعكست على تحسن جودة التربة وقدرتها الخصوبية، مما يشير إلى أهمية إضافة الأسمدة العضوية لاستدامة القدرة الإنتاجية لترب الواحة.
في حين أكد عدد من الباحثين من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من خلال الدراسة التي حملت عنوان "الري بمياه الصرف الصحي المعالج وتأثيره في تركيز العناصر في ثمار النخيل" وجود اختلافات في تركيز العناصر بين الأصناف المختلفة ولكن لا توجد فروق معنوية في الثمار والتربة المروية بمياه جوفية ومياه صرف صحي، كما أشارت النتائج إلى أن مستوى العناصر الثقيلة في الثمار والتربة أقل من المستوى الحرج، مما يشير إلى الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالج كمصدر متجدد للمياه.

في مجال تلقيح التمر

أشار عدد من الأساتذة من كلية الزراعة بجامعة أسيوط بمصر في دراسة بعنوان "تأثير بعض معاملات التلقيح على المحصول وخصائص الثمار لبعض أصناف نخيل البلح" أن التلقيح بخمسة شماريخ مذكرة / نورة مؤنثة مع الرش بمحلول 10 في المائة سكروز أو 0.2 في المائة بورون أو خليط منهما يؤدى ذلك إلى زيادة محصول وخصائص الثمار تحت ظروف الدراسة.
وأكد عدد من الباحثين من المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور في الإحساء في البحث المقدم بعنوان "تأثير نوع الفحل على تساقط ثمار نخيل البلح للأصناف: خلاص، رزيز، شيشي في الأحساء" أن الدراسة بينت أن تساقط الثمار يتأثر بالصنف ونوع الفحل (فرض ، جرفس ، فحل 39 ، فحل 56) كما أوضحت الدراسة عدم وجود فروق معنوية بين الفحول المستخدمة للدراسة لصفة سقاط الثمار في جميع المراحل ، أيضا لم تكن هناك فروق معنوية للفحول على نسبة العقد (الإخصاب) حيث بلغت 45.9, 47.7, 49.4 و 38.7% للشيشي و 36.7, 40.5, 26.8 و 33.7% للخلاص و 61.9, 53.7, 52.4 و 52.0% لصنف رزيز ، وذلك للفحول 39, 56, فرض و جرفس على التوالي ، ويتضح من النتائج أن الفحول المحلية أفضل نوعاً ما من الفحول الأجنبية.

ملقحات الفحول

أشارت الدراسة التي أعدها هاني غنيم وجلال المحتسب من المركز الوطني للبحوث الزراعية في الأردن تحت عنوان تأثير مصدر حبوب اللقاح على إنتاجية، نوعية ونضج ثمار نخيل البلح صنف "حياني" إلى أن ثمار الأشجار الملقحة بفحل "عقبة" سجلت أعلى نسبة للمواد الصلبة الذائبة الكلية وأقلها كان لتلك الملقحة بفحل "ديات1". كما ظهر تأثير للفحول في نضج ثمار الحياني حيث بكّر الفحل "جارفس" بنضج الثمار في حين أخر فحل "ديات2" نضجها. ويمكن الاستنتاج من هذه الدراسة إن لحبوب اللقاح تأثيرا واضحا على إنتاجية ونوعية ثمار نخيل البلح صنف "حياني".
أما الباحث سعيد الصباحي من مركز الإنتاج النباتي في عمان فقد أشار من خلال الدراسة التي قدمها حول حفظ حبوب لقاح النخيل بالتبريد إلى إمكانية حفظ حبوب اللقاح طازجة لمدة تراوحت بين 70 إلى 81 يوما، وذلك من خلال الحفظ في جو الثلاجة العادية لحين استخدامها تحت درجة حرارة بين 6-7مئوية و درجة رطوبة تراوحت بين 50 و60 في المائة خلال الموسم.

خف الثمار ومنظمات النمو
أكد عدد من الباحثين من كلية الزراعة في جامعة أسيوط في مصر في أطروحتهم حول تأثير خف الثمار على المحصول ونمو الثمار وخصائصها في نخيل البلح الحياني والحلاوي بوجود علاقة بين خف الثمار وخصائصها حيث أدى خف الأزهار قبل التلقيح إلى زيادة نسبة الثمار والحجم ومعدل النمو.

معاملات ما قبل الحصاد

أشار عدد من الباحثين في الدراسة التي قدمت بعنوان تخزين التمور في واحة فجيج )المغرب( إلى أن الطريقة التقليدية المبنية على عجن التمور وخزنها في أوان خزفية محكمة الغلق, وسيلة فاعلة للحفاظ على قيمتها الغدائية، حيث تصل مدة خزن أصناف العصيان، ازيز، بوزيد، بوفقوس وبوفقوس غراس إلى أكثر من أربع سنوات.
فيما أكد عبدرب الحسين أبو طالبي من قسم البساتين في جامعة جاهرم ازاد في إيران أن مدينة جاهرام تواجه مشكلات النضج المتأخر أو انعدام النضج لتمور "الشهاني". وفي بعض السنوات يكون النضج مع سقوط الأمطار في الخريف تشرين الثاني (نوفمبر) وهذا يتلف نسبة أكبر من المحصول، حيث تم رش التمر بـ NaCl 1.5 و3، وحمض الخليك (AA) 2 و 4 في المائة ، NaCl 1.5 في المائة + 2 في المائة، إيثانول 70 في المائة، خل التمر 40 و 60 في المائة وخل التمر 30 في المائة + 1.5 في المائة NaCl، وذلك في بداية التلوين وبعد أسبوعين من ذلك، تمت دراسة أثر هذه المعاملات في معدل نضج الثمار، ونسبة الخلال والرطب والتمر ونسبة المادة الصلبة الذائبة. وأظهرت النتائج أن كلوريد الصوديوم 3 في المائة وحمض الخليك 4 في المائة وخل التمر 60 في المائة عند استعمالها في المراحل المبكرة وعند النضج أدت إلى نضج الثمار بصورة أفضل خاصة في الميعاد الثاني وجمعت الثمار مبكرة شهرا. وبصفة عامة وجدت الدراسة أن المعاملة بـ NaCl 3 في المائة في مرحلة الخلال هي الأفضل.

الأكثر قراءة