توقعات بوصول سهم "كينيكا" لسعر 50 دولارا عام 2007
كثير من الشركات على اختلاف أحجامها يسعى إلى التقليل من تكاليف إدارة موارده البشرية ابتداءً من عملية التوظيف التي تبدأ باستقبال نماذج التوظيف ودراستها وتحليلها وتعيين الموظف، وصولاً إلى عملية تطوير قدرات الموظفين ومراقبة أدائهم. في بلادنا العربية تتم إدارة الموارد البشرية بطرق بدائية جداً يُغلّب فيها جانب المصلحة الشخصية على مصلحة المنشأة سواءً كانت حكومية أو خاصة لكن في الدول المُتقدمة يتم ابتاع طرق ووسائل علمية تقود الشركات إلى تحقيق العائد الأمثل من توظيف الموظفين وإدارة مواردها البشرية وتنمية قدراتها وتطويرها وأفضل السبل لتفعيل هذا الدور هو استخدام البرمجيات التي صُممت بشكل يُلبي هذه الاحتياجات وجعلها نسبياً تفكر نيابة عن المديرين وتساعدهم في النهاية على اتخاذ القرار الأنسب، وتقريرنا هذه المرة سيتحدث عن إحدى هذه الشركات المُتميزة في هذا المجال والرائدة فيه.
نظرة عامة
تُقدم شركة "كينيكا" Kenexa الأمريكية حلولا وتطبيقات برمجية تهتم بتوظيف الأفراد والاحتفاظ بهم، وهذه الحلول البرمجية تدور حول فكرة تقديم التطبيقات حسب الطلب، وتملك الشركة قرابة 20 عاما من الخبرة في مجال الموارد البشرية وتُقدم خدمات أخرى لها علاقة بتوفير المصادر الوظيفية الخارجية والاستشارات وتُقدم المحتوى المناسب لعملائها. ولو ألقينا نظرة على نوعية التطبيقات التي تُقدمها الشركة نجد منها تطبيقا يهتم بمتابعة نماذج التوظيف ومتابعة عملية التوظيف لأحد المصادر العاملة الخارجية وتقديم تنظيم وترتيب لعملية مقابلة المُتقدمين للتوظيف، إضافة إلى متابعة النماذج الخاصة باقتراحات وشكاوى الموظفين مع القيام بعمليات استفتاء على آراء الموظفين وتحليلها حسب معايير للقياس يتم ربطها بأداء الموظفين لتُساعد الشركة المُستخدمة لتطبيقات وحلول "كينيكا" على تطوير برامج التدريب والتطوير لموظفيها مما يزيد من إنتاجية الموظفين ويُقلل من التكاليف ويساعد على سهولة اتخاذ القرار الإداري.
مقر الشركة الرئيسي في ولاية بنسلفينيا في الولايات المُتحدة الأمريكية وتأسست عام 1987 باسم TalentPoint وتغير اسمها إلى Kenexa عام 2000 ثم تحولت إلى شركة مُساهمة عام 2005 ويتم تداول سهمها في بورصة ناسداك تحت الرمز KNXA وعملاء الشركة هم من مختلف القطاعات الحكومية والصناعية والرعاية الصحية والقطاع المصرفي وغيرهم. وتبيع الشركة خدماتها وبرمجياتها على شكل اشتراكات لعملائها الذين يصل عددهم إلى ألفي عميل سواء الشركات الكبيرة والمتوسطة الحجم، وتشمل قائمة عملائها شركة مايكروسوفت وبنك أمريكا وفنادق ستار وود.
الشركة نجحت بشكل قوي في بيع العديد من تطبيقاتها إلى عملائها حيث وصلت مبيعاتها في الربع الرابع إلى أكثر من 800 ألف دولار من أكبر 80 عميلا من إجمالي عملائها مقارنة بعام 2005 حيث سجلت مبيعاتها للفترة نفسها قرابة 550 ألف دولار، والشركة تبحث عن التوسع في أعمالها من خلال دخول أسواق أخرى في العالم وتُنافس بقوة، لذا استحوذت على شركة BrassRing التي تدعم 23 لغة. ومن هنا رأينا الشركة أعلنت عن عقد صفقات مع كل من شركة فولفو وBP البريطانية هذا العام، ولكن يبقى أن 90 في المائة من مبيعات الشركة جاءت من الولايات المُتحدة الأمريكية عام 2005 وتتوقع الشركة أن تتوسع مبيعاتها وتزداد نسبتها من الخارج بينما حققت الشركة 80 في المائة من مبيعاتها من عملائها الحاليين الذين يُجددون اشتراكاتهم، وبقية الدخل يأتي من خدمات احترافية أخرى غير مُدرجة ضمن برامجها وتطبيقاتها.
الرهان القادم
شركة "كينيكا" ترى أن أعمالها الخاصة بتطبيقات التطوير الوظيفي وتنمية مهارات الموظفين ستأخذ حجماً أكبر وتنمو بسرعة ساعدها على ذلك نقل تطبيقاتها إلى بيئة الويب وتشمل هذه التطبيقات عملية أتمتة أنشطة الموارد البشرية مثل عمل الاختبارات الذاتية للموظفين وتطبيقات تقوم بتتبع التطور في مهارات الموظفين إضافة لخدمات أخرى تتكامل مع خدمة الشركة الخاصة بتطوير وتنمية المهارات، وهذا منح تطبيقاتها وحلولها ميزة تنافسية كون منافسيها يُركزون على التطوير البرمجي ولا يجمعون بين تطوير المتطلبات ذاتها وبين التطوير التقني.
مؤشرات مالية
سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 التي صدرت أخيرا حيث سجلت الشركة مبيعات بلغت 131,31 مليون دولار مُسجلة ارتفاعا بمقدار 83,4 في المائة عن مبيعات عام 2005، كما سجلت الشركة دخلاً مقداره 17,31 مليون دولار، وهو ربح أكثر من أرباح عام 2005 بنسبة 43,2 في المائة، وبالنسبة لربحية الشركة فنجد أن نسبة صافي أرباح الشركة هي 13,2 في المائة، وهو أفضل من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه ويُقدر بـ - 3,9 في المائة.
لا توجد ديون على الشركة علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار 2.9 مرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد. أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هو 8,5 في المائة أي أكثر من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع بينما العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي له الشركة يُقدر بـ 14,6 في المائة أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover بمقدار 0.5 مرة فهو رقم لا بأس به في مثل حالة ونشاط الشركة التي تعتمد على تحقيق مبيعاتها من الاشتراكات السنوية في خدماتها.
المُستثمرون
يملك عدد من المؤسسات المالية الكبرى 74 في المائة من أسهم الشركة المُتداولة بينما يملك المُستثمرون المُطلعون على أخبار وخطط الشركة 8 في المائة، ومن كبار المُستثمرين Wellington Capital Management وOberweis Assets بنسبة 4.9 و3,6 في المائة على التوالي.
التحليل الفني
سهم KNXA شهد ارتفاعات قوية منذ بداية شهر أيار (مايو) منطلقاً من سعر 28 دولارا حتى وصل إلى سعر قريب من 38 دولارا أي ارتفع بنسبة 35 في المائة، وهو قريب الآن من مستوى مقاومة قوي عند 39.33 دولار قد يرتد السهم منه ليُكون قمتين مُتتاليتين والسهم قريب من مستوى التشبع بالشراء Overbought فإذا لم يتمكن السهم من تجاوز مستوى المقاومة والبقاء فوقه لمدة يومين مُتتاليين وارتد فإن السهم قد يتعرض لعمليات بيع متتالية كجنيّ أرباح وإذا حدث هذا فيجب انتظار السهم حتى يصل إلى مستوى قريب من متوسط 50 يوما عند 32 دولارا تقريبا يزيد أو ينقص قليلاً ومن ثم يُمكن شراء السهم كمُستثمر وانتظاره حتى يُحقق هدفه الاستثماري المُحدد في فقرة الخلاصة.
أحدث الأخبار
أعلنت الشركة في شهر بداية شهر أيار (مايو) الحالي عن نتائجها للربع الأول من العام المالي الحالي حيث أعلنت عن ارتفاع صافي دخلها إلى 4,7 مليون دولار بعد أن كانت 3,28 مليون دولار للفترة نفسها في العام الماضي أي حققت ارتفاعا بنسبة 43 في المائة، وبذلك يُصبح العائد على سهمه هو 19 سنتا، وتوقعت الشركة أن تُحقق عائدا أعلى على السهم يصل بين 1,18 و1,25 سنت لكل سهم، وأن تُحقق مبيعات تصل إلى 186 مليون دولار و189 مليون دولار وقد حصلت الشركة على ترقية لجدوى الاستثمار فيها من قبل عدد من الوسطاء والمُحللين.
مخاطر الاستثمار
قامت الشركة بعدد من عمليات الاستحواذ على الشركات وهذا سيضغط على مصروفات الشركة كونها تحتاج إلى تنظيم وإعادة هيكلة وغيرها من الخطوات التي تتبع أي عملية استحواذ، ولكن في الجانب الآخر يُعتبر الاستحواذ قوة إضافية إلى أي شركة، ومن ضمن المخاطر تنامي الحديث عن عزم شركة Kmart أحد عملاء الشركة عدم تجديد اشتراكها في برامج وخدمات شركة KNXA بعد انتهاء الاشتراك نهاية العام الحالي، وهذا قد يجر غيرها من العملاء لكن يبقى أن Kmart على ضخامتها ليست من أكبر 20 عميلا يتعاملون مع الشركة.
الخلاصة
شركة "كينيكا" Kenexa الأمريكية هي الشركة الرائدة في تقديم حلول التطبيقات المُهتمة بأعمال الموارد البشرية، وأضافت الشركة إلى خدماتها خدمة تطوير ورفع مستوى المهارات لدى موظفي المنشات كما تُساعد برامجها وتطبيقاتها على تحليل أداء الموظفين وآرائهم التي تتم من خلال الاستفتاءات لتُساعد الإدارة العليا في أي مُنشأة على اتخاذ القرار السليم. ولدى الشركة قائمة راقية من العُملاء المميزين ومبيعات الشركة تتحقق من خلال دفع رسوم مقابل الاشتراك واستخدام برامجها وقد أضافت تقنيات "الويب" التي أضافتها الشركة إلى تطبيقاتها قدرة على التوسع أكثر وتحقيق مُتطلبات أشمل، كما أن عمليات الاستحواذ التي قامت بها الشركة في الفترة الأخيرة ستدفع الشركة نحو دخول أسواق غير أمريكية أخرى، كما حصل مع توقيعها عقدا مع كل من شركة BP وشركة "فولفو" للسيارات.
عدد المُحللين المُعتبرين الذين يهتمون بأخبار شركة كينيكا Kenexa هم 17 مُحللا منهم 13 محللا يقترحون شراء السهم بينما أربعة منهم ينصحون مَن يملك السهم بالاحتفاظ به فقط، ويرى هؤلاء المُحللون أن السعر المُتوقع أن يصل له السهم خلال العام الحالي هو ما بين 40 و50 دولارا. ومن ناحية التحليل الفني لو تراجع السهم في الفترة المقبلة إلى مستوى قريب من 33 دولارا فإنه يعد سعرا مناسبا للشراء، وفي حالة تجاوز السهم مستوى 40 دولارا فإنه سيُحقق أسعارا وأرقاما جديدة تؤهله للوصول إلى هدف 50 دولارا بشكل سلس، خاصة أن السهم يشهد عملية تجميع واضحة من قبل كبار المُستثمرين وصناديق الاستثمار، وهذا مؤشر إيجابي لشركة صغيرة مثل Kenexa، ونُذكر بأن هذا التقرير ليس بتوصية لشراء السهم أو بيعه وإنما يتم نشره لغرض التثقيف الاستثماري والاطلاع على تجارب الشركات العالمية.