رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«يعلم الله أنكم في قلبي» .. هكذا ودَّع والد الجميع شعبه

بهذه الكلمات الرائعات ودع الملك عبدالله شعبه واطمأن عليه من خلال تحميل الأمانة في أعناق الملك سلمان وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز ووزرائه – حفظهم الله جميعا. وقبلها أكد حبه لشعبه وحرصه على استقراره ورفاهيته بكلمات خالدة توزن بالذهب، إذ قال: "يعلم الله أنكم في قلبي وأستمد قوتي من الله ثم منكم ". ويقول أحد المواطنين في وصفه – يرحمه الله: "لقد أكسبته بساطته وفطرته البدوية السليمة وتفانيه في خدمة وطنه حب الشعب الصادق واحترامهم الكبير". فالحمد لله على ما أعطى ووهب، والحمد الله على ما أخذ، والحمد لله على كل حال. فوطننا ينعم بالأمن والاستقرار وسلاسة انتقال السلطة من فارس إلى آخر، وليس هناك أبلغ من كلام عفوي صدر من مواطن يصف فيه انتقال السلطة، فيقول بالعامية: "نمت والملك عبدالله .. وصحيت الملك سلمان".
سيبقى الملك في قلوب الناس، فلن يستطيع الزمن أن يمحو ذكراه العطرة ومحبته الصادقة، فقد تميز بلطفه، وتواضعه، وببساطته، وصدق مشاعره، وحرصه على كل فرد من أفراد شعبه، علاوة على إنجازاته التنموية العظيمة.
لا يستطيع القلم أن يوفي ملك الإنسانية حقه، فلم يكن صاحب مشروع واحد أو اتجاه داخلي أو خارجي واحد فقط، بل كان متعدد المشروعات وعالي الطموحات، لعل من أبرزها مشروعه التنموي، ومشروعه الإصلاحي، ومشروعه الثقافي، ومشروعه الإنساني.
أولا، فمن خلال مشروعه الإصلاحي، قام بتأسيس نظام البيعة، وكذلك نظام ولي ولي العهد الذي يدعم الاستقرار ونقل السلطة بسلاسة، وبتطوير مجلس الشورى وتمكين المرأة من المشاركة فيه بفاعلية، وأصلح القضاء، وأنشأ مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم وهيئة تقويم التعليم، وكذلك أسس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وأنشأ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، وغيرها كثير.
ثانيا، في سياق مشروعه التنموي، عمل بإخلاص لتعزيز توازن التنمية بين المناطق الإدارية، فأنشأ المدن الاقتصادية، وكان رائدا للتعليم العالي من خلال تأسيس الجامعات والكليات في جميع المحافظات، ما قفز بعدد الجامعة من ثماني جامعات إلى 28 جامعة حكومية وثماني جامعات أهلية، وكذلك استكمل تحسين وانتشار الخدمات الصحية فنشر المستشفيات الحديثة في معظم المحافظات، وكذلك اهتم بإشراك المرأة في كثير من فعاليات التنمية وتعيينها في مناصب قيادية، إضافة إلى إنشاء الملاعب الرياضية للشباب في مختلف المناطق، وغيرها كثير.
ثالثا: من خلال مشروعه الثقافي، بدأ بتأسيس مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ودعم المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي يبرز تراثنا ويسهم في المحافظة عليه، وأمر بإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي يخدم الشباب والشابات في مختلف مناطق المملكة.
رابعا، من خلال مشروعه الإنساني، أمر بتوسعة الحرمين الشريفين بأكثر من ضعف مساحتهما من قبل، وعمل على خدمة حجاج بيت الله الحرام وتوسعة وتطوير المشاعر المقدسة، وكذلك من خلال مشروعه "الوسطي" وجه بتنظيم مؤتمر حوار الحضارات، وأنشأ مركز الملك عبدالعزيز العالمي لحوار الأديان الثقافات، وقدم الدعم للمحتاجين والمنكوبين في مختلف بقاع الأرض.
في الختام، لا يمكن اختصار إنجازات الملك عبدالله العظيمة والمتعددة في كلمات معدودة، فلا يسعني إلا أن أقدم التعازي للجميع في وفاة ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأدعو الله له بالرحمة والمغفرة، وأدعو الله – مخلصا - أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز لخدمة وطنهما والأمتين العربية والإسلامية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي