الأسهم الأمريكية ترتفع للأسبوع الخامس ومايو قد يضع حداً لهذا للارتفاع
استمرت الأسهم الأمريكية للأسبوع الخامس على التوالي ترتفع وللأسبوع الثاني على التوالي تُخالف كل التوقعات القائلة إن وقت جني الأرباح قد اقترب وأزف، والفضل في هذه القوة التي يتمتع بها السوق هو نتائج أرباح الشركات على مر الأسابيع الماضية، فلو عدنا بالذاكرة قبل بدء موسم إعلان نتائج أرباح الشركات فإن توقعات أنصار التحليل المالي الأساسي Fundamental Analysis يرون أن نمو أرباح الشركات في الربع الأول سيكون بسيطا وبنسبة تصل بين 3.5 و5 في المائة، ولكن حتى نهاية الأسبوع الماضي حققت الشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 على سبيل المثال نموا في أرباحها التشغيلية بنسبة 8.5 في المائة، لذا حدث هذا الارتفاع القوي Rally واستمر أكثر وأكثر.
أغلقت المؤشرات الرئيسية على ارتفاع وسط احتفالية بتحقيقها مستويات مرتفعة جديدة حيث ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 1.1 في المائة ومؤشر ناسداك ارتفع 0.6 في المائة مغلقاً عند 2572.15 نقطة وهو أفضل إغلاق له منذ شباط (فبراير) لعام 2001 بينما اكتفى مؤشر S&P500 بالارتفاع 0.8 في المائة عند مستوى 1505.62 وهو أعلى مستوى له منذ أيلول (سبتمبر) عام 2000. جدير بالذكر أن المؤشرات الرئيسية منذ بداية العام وحتى نهاية الأسبوع جمعت أرباح تزيد نسبتها على 6 في المائة كما هو مبين في جدول المؤشرات الرئيسية.
حديثنا عن نتائج أرباح الشركات يأخذنا نحو ماهية الشركات التي أعلنت نتائجها في الأسبوع الماضي ومعظمها شركات ليست ذات شهرة وليست مؤثرة ولكن التفاؤل هو الذي يقود زمام السوق، وسنذكر أشهر هذه الشركات حيث أعلنت شركة "تايم وارنر" عن أرباح أعلى من التوقعات بينما جاءت نتائج "جنرال موتورز" و"أوفيس ماكس" و"سبرينت" أقل من التوقعات بينما جاءت نتائج "بروكتر آند جامبل" على سبيل المثال موافقة للتوقعات. جدير بالذكر أن أكثر من 80 في المائة من الشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 أعلنت نتائجها.
البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي صدرت في الأسبوع الماضي كانت جيدة لكن تأثيرها بسيط لكنها في الوقت نفسه رسخت فكرة لدى المُستثمرين وهي أن سياسة البنك المركزي الخاصة بمحاربة التضخم والهبوط بأداء الاقتصاد شيئاً فشيئاً دون الإضرار به هي سياسة تعمل بشكل جيد، من أهم البيانات الاقتصادية تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر نيسان (أبريل) الذي جاء أقل من التوقعات، فقد قدم الاقتصاد الأمريكي 88 ألف وظيفة جديدة فقط في نيسان (أبريل) ولكنه لم يؤثر سلباً واعتبره المُستثمرون خبراً جيداً يصب في خطة البنك المركزي، كما أن الهبوط الذي حصل مطلع الأسبوع الماضي أعزاه البعض إلى صدور تقرير يتحدث عن هبوط مبيعات المساكن 4.9 في المائة في آذار (مارس)، أما بقية التقارير فكانت جيدة مثل مؤشر ISM للخدمات والتصنيع كان أفضل من المُتوقع وكذلك أسعار النفط انخفضت من 66 دولارا حتى 63 دولارا فساهم هذا في تثبيت السوق.
على صعيد أخبار الشركات فقد أعلنت شركة News Corp التابعة للمُستثمر روبرت ماردوخ عن نيتها شراء صحيفة "وول ستريت" التابعة لشركة داوجونز، مما دفع سهمها للارتفاع عالياً بنسبة تصل إلى 50 في المائة، لذا رأينا السوق يرتفع بقوة يوم الأربعاء الماضي، وكما صدرت أخبار عن احتمال حدوث أكبر عملية اندماج بين شركة مايكروسوفت وشركة ياهو ولكن هذا يُعد مُستبعداً، وأيضاً صدر خبر عن احتمال اندماج بين "رويترز" وشركة طومسون، كما أن أرباح شركة ماستر كارد كانت أقوى من التوقعات بكثير. وبشكل عام كل أحداث الأسبوع الماضي خدمت السوق بشكل جيد.
الأسبوع الحالي
أهم سؤال يطرحه معظم المتعاملين في السوق والمُحللين هو: إلى متى سيستمر هذا الارتفاع مع أن التوقعات كانت تتحدث عن قرب حدوث جني أرباح منذ أسبوعين ولم يحدث شيء، فهل اقترب الوعد أم ما زال لدى السوق ارتفاعات أخرى وأن موجة الصعود الحالية لم تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد؟ وهنا أذكر كل من يعتنق مبدأ أن "التاريخ يعيد نفسه" بأن يُطبق استراتيجية معروفة هي "قم ببيع أسهمك في أيار (مايو) وابق خارج السوق متفرجاً" وهذا ما يراه معظم المُحللين، خاصة أن السوق استنفد كل محفزاته ولم يبق سوى عدد بسيط قدره 12 في المائة من الشركات الخمسمائة المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 لم تُعلن نتائجها بعد ولا يُتوقع أن تؤثر نتائجها على معدل النمو المُتحقق في الأرباح التشغيلية، أما البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي ستصدر لن يكون لها تأثير يُذكر.
من البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع تقرير مبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المُنتجين PPI والأهم على الإطلاق هو اجتماع البنك المركزي صباح يوم الأربعاء الذي سيكون له دور في قيادة السوق، ولكن لن يحدث تغيير على أسعار الفائدة وستبقى عند مستوى 5.25 في المائة، ومن الضروري الانتباه إلى أن أخبار الاندماج والاستحواذ سيكون لها كلمتها هذا الأسبوع في التأثير على مُجريات أحداث السوق، ومن الشركات التي ستُعلن نتائجها شركة والت ديزني وهي إحدى أهم الشركات المُدرجة ضمن مؤشر داو جونز.
التحليل الفني
تراجع "ناسداك" مع بداية الأسبوع الماضي يوم الإثنين فقط ثم عاد ليُكمل ارتفاعه وهذا التراجع كان من صالح السوق حيث أعطى فرصة لاستكشاف إرادة المتعاملين في السوق، وأثبت مستوى 2530 نقطة تقريبا وما حولها أنه منطقة دعم جيدة كما تبين أن متوسط عشرة أيام الذي كان قابعاً عند 2530 نقطة تقريبا ونقول أثبت قوته لأنه ثاني يوم من الأسبوع وهو الثلاثاء هبط تحت هذا المتوسط ثم تلقف "ناسداك" متوسط 20 يوما فارتفع المؤشر وأغلق فوق متوسط العشرة أيام وأكمل مسيرته خلال الأسبوع حتى تجاوز المقاومة الصغرى عند 2560 نقطة، لذا فإن أول مستوى دعم عند تراجع "ناسداك" سيكون هو نفسه 2560 نقطة ومن بعده مستوى 2530 نقطة.
ما زال ناسداك يسير في مسار صاعد ولكن الحذر واجب لأن وضع السوق يقترب أكثر من حالة التشبع بالشراء Overbought والأمر يعتمد على وضع السهم الذي في محفظتك، لكن لا بد من الإشارة إلى أن وضع "ناسداك" على المدى المتوسط متجه نحو الصعود وتحقيق أرقام قياسية ولكن هناك مستويات مقاومة سيقف عندها ويجب الحذر والانتباه عندها وهي 2592 و2656 و2732 و2856 نقطة على التوالي وليس بالضرورة أن يصلها "ناسداك" ولكن إن تجاوز إحداها واستقر فوقها فإنه سيُكمل صعوده إلى المستوى الذي يليه يزيد عنه أو ينقص قليلا، وأقرب مستوى مقاومة ننتظره هو 2592 نقطة وتبقى عليها عشرون نقطة فقط.