الأحساء: خبراء وأكاديميون يشخصون "زراعة النخيل" وأسباب تعثر تسويقها
يستضيف مركز أبحاث النخيل والتمور في جامعة الملك فيصل السبت المقبل ندوة النخيل الرابعة برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز التي ستسلط الضوء على عدد من العوائق التي تواجه النخلة في المملكة ودول العالم، وأحدث الوسائل لتسويق التمور.
"الاقتصادية" التقت ثلاثة من أساتذة كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل لتسليط الضوء على أبرز إيجابيات الندوات السابقة بالإضافة إلى أبرز المستجدات حيال الاهتمام بالنخلة ورعايتها.
حيث استضفنا في الحوار التالي كلا من الدكتور خالد بن سعد آل عبد السلام الأستاذ في قسم زراعة الأراضي القاحلة برنامج علوم وقاية النبات في كلية العلوم الزراعية والأغذية جامعة الملك فيصل، الدكتور عبد العزيز بن محمد العجلان الأستاذ في قسم زراعة الأراضي القاحلة برنامج علوم وقاية النبات في كلية العلوم الزراعية والأغذية جامعة الملك فيصل, والدكتور خالد عبد الله الهديب الأستاذ في قسم زراعة الأراضي القاحلة برنامج علوم وقاية النبات في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل. هنا تفاصيل الحوار:
* يستضيف مركز أبحاث النخيل والتمور في جامعة الملك فيصل السبت المقبل ندوة النخيل الرابعة، ومما لا شك فيه أن الفرصة أتيحت للبعض منكم للمشاركة في الندوات السابقة، ما أبرز الإيجابيات التي خرجت بها تلك الندوات؟
* الدكتور خالد آل عبد السلام : سبق لي المشاركة في الندوتين الثانية والثالثة حيث كنت أحد أعضاء اللجنة العلمية في الندوة الثالثة، أما من حيث الإيجابيات فأبرزها الاهتمام بالنخيل, تميزت جامعة الملك فيصل بهذا المؤتمر الخاص بالنخلة حيث بدأ الاهتمام بالنخلة على مستوى العالم منذ انعقاد الندوة الأولى عام 1982 وتوالت الندوات التي تعنى بالنخلة وشؤونها فمن خلال البحوث العديدة التي أجراها العلماء والباحثون العرب على النخلة أعطى صورة جيدة عن مكانتها وأهميتها.
الدكتور خالد الهديب: شهدت منطقة الخليج خلال السنوات الأخيرة عقد عدد من الندوات التي تعنى بالنخيل, فالسعودية مثلاً لديها أكثر من ندوة ومؤتمر وورشة عمل عن النخيل, الإمارات وعمان كذلك ومصر لديها بعض البرامج الخاصة بإقامة ندوات وورش عمل عن النخيل, حيث سلطت الندوات الثلاث التي نظمتها جامعة الملك فيصل الضوء على أهمية إقامة مثل تلك الندوات للعناية بالنخلة, ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على التمور وفسائل النخيل السعودية خلال السنوات المقبلة, خصوصا مع تراجع إنتاج العراق من التمور حيث تضرر أكثر من 30 مليون نخلة داخل العراق بالحرب الدائرة, وهذا ما يؤكد أهمية إقامة العديد من الندوات وورش العمل لمعالجة المشكلات التي تواجهها النخلة.
هل هذا يؤكد أن الأهمية الاقتصادية لإنتاج التمور ستزداد خلال السنوات المقبلة؟
ــ الدكتور عبد العزيز العجلان: ندوات النخيل السابقة أولت أهمية لعمليتي التصنيع والتسويق حيث ركزت البحوث على تلك الجوانب المهمة, خصوصا عملية التصنيع ودخول التمور في تصنيع العديد من المنتجات الغذائية, وذلك بالنظر لأهميتها الغذائية ووفرتها في السوق المحلية, كما أن لها أهمية اقتصادية من جانب الاستفادة من المواد المنتجة محليا بدلا من الاستيراد, كما بدأت الإمارات في استخدام التمور لإنتاج بعض الأدوية مثل دواء الكحة حيث توضع المادة المنتجة من التمور مع دواء الكحة الخاص بالأطفال حيث تعطي نكهة طيبة بجانب كونها مادة مغذية.
الندوات وورش العمل التي تنظمها بعض المؤسسات والجامعات هل حققت فوائد توازي ما أنفق عليها من جهد ومال؟
ــ آل عبد السلام: ورش العمل يغلب عليها الجانب التثقيفي أكثر من الجانب العلمي, ومعظم الورش التي أقيمت من قبل وزارة الزراعة أو أقيمت على هامش المؤتمرات والندوات العلمية ركزت على علاج المشكلات التي تواجه النخلة فيما كان التركيز على جانبي الإنتاج والتسويق قليل جدا, أما بخصوص الندوات والمؤتمرات فالتركيز يكون أكبر على الجانب العلمي, وهذا ما يهم الباحث, لذا يجب أن تنظم تلك الندوات بإشراف من قبل الجامعات أو المراكز البحثية لتكون الفائدة أشمل, كما يجب الحرص على تطبيق التوصيات التي تخرج بها تلك الندوات حتى تتحقق الفائدة التي من أجلها أقيمت تلك الندوة.
قسم زراعة الأراضي القاحلة يعتبر قسما مستحدثا في الكلية, ما الجوانب التي يهتم بها القسم؟ وهل له علاقة بالأراضي غير الصالحة للزراعة؟
ــ العجلان: كلية العلوم الزراعية والأغذية تضم ثلاثة أقسام, هي: قسم المحاصيل, قسم البساتين, وقسم وقاية النبات, وبعد إجراء عملية إعادة هيكلة للكلية تم دمج الأقسام الثلاثة في قسم أطلق عليه قسم زراعة الأراضي القاحلة, أما بخصوص البرامج التي تتبع الأقسام السابقة فلا تزال تعمل كما هي تحت مظلة قسم زراعة الأراضي القاحلة, والاسم حقيقة قد يوحي بأن القسم يهتم بزراعة وتنمية الأراضي الجافة والقاحلة كمنظمة أكاردا في سورية, التي تقوم بزراعة الأراضي البور لتكون صالحة للزراعة, لكن الوضع في قسم زراعة الأراضي القاحلة لدينا يختلف, فالاهتمام يبدأ بعد زراعة الأراضي وذلك من خلال برامج معتمدة لرعاية النبات ووقايته من الأمراض والآفات.
يلاحظ انتشار الآفات الزراعية خلال السنوات الأخيرة, ما الأسباب التي أدت إلى انتشارها؟ وما وسائل العلاج؟
ــ آل عبد السلام: الآفات موجودة في الأصل لكن ما حدث أن الباحثين ومن خلال البحوث التي يتم إجراؤها قاموا بإظهار تلك الآفات من خلال نشر تلك البحوث والدراسات والتعريف بالأمراض والآفات الزراعية, لكن الجديد في تلك الآفات هي سوسة النخيل الحمراء التي تم اكتشافها عام 1407هـ في القطيف عن طريق أحد طلبة الكلية, الذي جلب عينة من تلك الآفة حيث تم تعريفها من قبل الدكتور شاكر حماد الذي أطلق عليها سوسة النخيل الهندية نسبة إلى مصدرها الهند, وبعد الاستقصاء وجد أنها موجودة في مزرعة في إحدى قرى الأحساء حيث انتقلت إليها بعد نقل مجموعة من الفسائل من القطيف التي وصلت إليها السوسة عن طريق نقل أشجار الزينة من شرق آسيا, أما بخصوص العلاج فالمشكلة الرئيسية أن الدراسات والبحوث التي تجرى على النخيل والآفات التي تصيبها تستغرق سنوات طويلة خلاف النباتات الأخرى, فأي آفة جديدة يتم إجراء الدراسة عليها من جميع الجوانب للبحث عن العلاج المناسب, فهناك بعض الآفات تم علاجها فيما لا تزال بعض الآفات في طور التجريب كمرض البيوض الذي تسبب في إتلاف أكثر من 20 مليون نخلة في المغرب العربي لم يوجد له العلاج المناسب إلى الآن, وما تم حتى الآن هو إنتاج أصناف مقاومة للمرض فقط في محاولة للتقليل منه, فمثلا مرض الوجام من الأمراض التي ظهرت في منطقة الأحساء وقد استغرقت الدراسات التي أجريت عليه 13 سنة لتحديد المسبب للمرض وتعريفه, فالتعامل مع النخلة صعب جدا ويحتاج إلى سنوات طويلة, فالنخلة عندما قمنا بفتحها واجهنا 37 فطرا وكل فطر يحتاج إلى دراسة على حدة لتحديد مدى تأثيره أو دوره في المرض, هذا بخلاف 18 نوعا من النيماتودا والحشرات والأكاروسات والكائنات الأخرى, فدرجات الحرارة داخل النخلة التي تراوح بين 15و35 درجة مئوية خلال فصلي الصيف والشتاء تعتبر مناسبة جدا لتعيش فيها تلك الآفات.
في لقاء سابق مع أحد المختصين في المجال الزراعي أشار إلى أن قنوات الري الزراعية لها دور كبير في انتشار الآفات الزراعية من خلال انتقال مياه الري من حقل إلى آخر, فما مدى صحة ذلك؟
ــ الهديب: لا أعلم هل ذلك تم نتاج دراسة قام بإعدادها قبل إنشاء قنوات الري وبعدها أم استنتاج لأوضاع معينة, فالمعروف من السابق وقبل إنشاء قنوات الري الزراعي أن الماء كان ينتقل من مزرعة إلى أخرى, فالأمر ليس بالجديد, والماء يعد ناقلا لمسببات الأمراض, لكن لا أعتقد أنه مسبب رئيسي إلا في حالة وجود الأوبئة, والأمراض الزراعية الموجودة لدينا حاليا تنقسم إلى قسمين أمراض مستوطنة وأمراض وبائية, فالقسم الأول موجود في كل أرض, لكن هناك اختلافا في درجات المقاومة, أما القسم الآخر وهي الأمراض الوبائية فقد تنتقل بواسطة الماء لكن لا يوجد مرض وبائي أصاب النخيل كحشرة سوسة النخيل, والماء ليس له دور في نقلها, فالسوسة لا يمكن أن تعيش في المياه.
ما أبرز الآفات الزراعية التي ظهرت وانتشرت أخيرا خلاف السوسة الحمراء؟
الهديب: دائما هناك آفة جديدة تظهر من وقت إلى آخر فقد أشار الدكتور عبد الرحمن الداود رئيس قسم وقاية النبات في جامعة الملك سعود في الاجتماع الذي عقد أخيرا في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في ورشة العمل (سوسة النخيل الحمراء تقنيات حديثة وأبعاد مستقبلية) إلى أن مزارعي النخيل لا يعدون السوسة الحمراء رغم ما تسببه من أضرار إلا واحدة من الآفات الأخرى التي تعتبر خطرة على التمور مثل سوسة الطلع ودودة البلح الصغرى ويجب أيضا الاهتمام بها كآفات خطرة.
ومن أهم الآفات المرضية على النخيل مرض الوجام وهو من الأمراض التي تقضي على النبات, حيث نقوم حاليا بإجراء عدد من البحوث والدراسات لإيجاد العلاج المناسب خصوصا مع انتشار المرض في الأحساء, الأمر الذي يهدد أكثر من 3.5 مليون نخلة في حال عدم التوصل إلى العلاج المناسب في أسرع ما يمكن, كما أن تلك البحوث والدراسات في حاجة إلى الدعم المادي من قبل الجهات المختصة لإنجازها في أقرب وقت .
العجلان: أما بخصوص حلم الغبار أبو غبير فهو يعد آفة اكاروسية وهي تعد من أقارب الحشرات وهو عادة يظهر على الثمار ويمكن الوقاية منه بتغطية الثمار أو التعفير بالكبريت.
آل عبد السلام هناك مرض يظهر في المناطق الرطبة وهو خياس طلع النخيل وهو من الأمراض التي تسببها الفطريات حيث يتسبب في موت النخلة بعد إصابتها بأسبوعين أو ثلاثة, ويعد أكثر خطورة من كثير من الأمراض لكنه نادر الحدوث.
هل هناك إحصائيات دقيقة لعدد النخيل المصابة بالسوسة الحمراء في المملكة؟
ــ العجلان: بالإمكان الرجوع إلى وزارة الزراعة لمعرفة النسبة بدقة, ففي السابق كان هناك فريق علمي لمكافحة السوسة وكان يضم خبراء من الزراعة وأساتذة من الجامعة وكانت هناك إحصائيات تصدر نهاية كل شهر تشتمل على عدد النخيل المصابة والتي تم علاجها لكن الفريق توقف عن العمل منذ نحو خمس سنوات, لكن ما لدي من معلومات يؤكد أن الأحساء أصبحت من المناطق الموبوءة.
الهديب: هناك إحصائيات تصدر عن وزارة الزراعة حول تعاون المزارعين في الأحساء للإبلاغ عن الإصابة ومكافحتها, خصوصا مع تطور الإرشاد الزراعي من قبل الإخوة في الوزارة وفي مقدمتهم المهندس أحمد بن عبد الله السماعيل مدير فرع الوزارة في الأحساء, ففي عام 2003 م بلغ عدد المبلغين عن السوسة 150 مزارعا فيما بلغ عدد الأشجار التي قامت الوزارة برشها نحو 500 ألف شجرة, في حين بلغ عدد المزارعين المبلغين عن الإصابة عام 2006 م 2000 وعدد الأشجار التي تم رشها من قبل الوزارة انخفض إلى ( 200 ) ألف شجرة فقط, ويعود السبب إلى حرص المزارع على رش الأشجار في مزرعته في حين تقوم الوزارة بتزويده بالمبيدات وآلات الرش.
آل عبدالسلام: لكن تبقى المشكلة الرئيسية في سرعة انتشار السوسة مقارنة بما يبذل من جهود, خصوصا مع قلة عدد الفرق الخاصة بالمتابعة وقلة الإمكانات والأفراد, فالمشكلة في حاجة إلى دعم أكبر خصوصا الأفراد والمهندسين الذين تمت الاستعانة بهم على بند ما يسمى ( بند السوسة ), فهم يفتقدون الأمان الوظيفي لأنهم مهددون بالاستغناء عنهم في أي لحظة, فأتمنى أن تتم ترسيمهم على وظائف ثابتة مع منحهم حوافز جيدة وتوفير جميع المستلزمات التي يحتاجون إليها للقضاء على آفة السوسة والحفاظ على الأمن الغذائي للبلاد.
ما أبرز العوامل التي تساعد على انتشار السوسة؟ وما أبرز المستجدات في سبيل مكافحتها والقضاء عليها؟
ــ آل عبدالسلام: أهم عامل يساعد على انتشار السوسة هو عدم إمكانية الكشف المبكر عنها, إضافة إلى عدم تفعيل الحجر الزراعي, وحقيقة أحب بهذه المناسبة أن أشيد بإمارة منطقة حائل فقبل نحو ثماني سنوات التقيت أنا والدكتور عبد العزيز الأمير مقرن بن عبد العزيز خلال إحدى المناسبات حيث أبلغناه عن خطورة السوسة وأهمية الحجر الزراعي فما كان منه إلا أن وجه بمنع دخول أي نخلة إلى حائل والتخلص من أي نخلة مصابة, وتعد مدينة حائل إحدى المناطق الخالية من الإصابة بالسوسة, إضافة إلى تبوك.
الهديب: في البدء أشدد على أهمية المكافحة الكاملة للقضاء على السوسة وذلك من خلال النظافة والعناية بالحقل, فمن خلال دراسة أجريت في الهند الموطن الأصلي للسوسة وجد أن خلاصة بحث بعد 50 عاما أكدت أن نظافة المزرعة تخفض نسبة الإصابة إلى 10 في المائة, العناية بالنخيل بعد تقليمها, الإرشاد الزراعي من قبل وسائل الإعلام والجهات المختصة, هناك أيضا المكافحة الميكانيكية والمصائد الفرمونية وهي نوعان إحداهما للقضاء على الحشرة حيث توضع أربع مصائد في مربع طول ضلعه 100 متر, أما النوع الآخر فهي استكشافية للكشف عن وجود الحشرة بحيث توضع أربع مصائد في مربع طول ضلعه 500 متر, المكافحة الحيوية والبيولوجية وهذه الطريقة مستخدمة من قبل عدد من المهندسين بقيادة المهندس عمر المهنا وطارق الجميعة في مشروع التحسين الزراعي في القطيف, إلا أنهم يواجهون مشكلة ارتفاع درجة الحرارة التي تتسبب في موت الفطريات المقاومة والنيماتودا, المكافحة الكيماوية باستخدام المبيدات فالسوسة تتأثر بدرجة كبيرة بالمبيدات لكن المشكلة تبقى في عدم إمكانية الوصول إليها بسهولة, كما أن هناك مشروعا وطنيا في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تحت اسم (المشروع الوطني لمكافحة سوسة النخيل الحمراء) يقوم عليه باحثون من المدينة ومن بعض الجهات خارجها تتجاوز تكلفته أعتقد 25 مليون ريال ويشتمل على ثلاث مراحل، الأولى هي الكشف المبكر للإصابة، وهي أكبر مشكلة تواجه العاملين في مكافحة السوسة, ففي حال الكشف المبكر عن الحشرة سيساعد ذلك على القضاء عليها، والمرحلة الثانية دراسة الإصابة والانتشار, والثالثة المكافحة والعلاج، وفي ورشة العمل التي عقدت أخيرا في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تحت اسم (سوسة النخيل الحمراء تقنيات حديثة وأبعاد مستقبلية) تم تقديم عرض لبعض أعمال المشروع السابق التي تمت من قبل الباحثين إلا أنها أعمال توحي بأن المشروع في بداياته رغم أن المشروع بدأ منذ فترة ليست بالقصيرة, لذا أتوجه إلى الإخوة الباحثين في المشروع بالإسراع في إبراز النتائج وإيجاد الحل المناسب لمكافحة السوسة, الآن الجميع ينتظر منهم الحل وخصوصا المزارع. كما أن لدي بعض المقترحات البسيطة والتي تسهم في عملية المكافحة منها إنشاء سوق لفسائل النخيل يتم من خلالها بيع فسائل النخيل في المناطق غير المصابة أو حتى المصابة بإشراف من وزارة الزراعة وذلك بعد التأكد من سلامتها وخلوها من الآفات وللمساهمة في القضاء على عمليات التهريب المستمرة في الفسائل، أيضا تشكيل جمعية تحت اسم أصدقاء النخلة يشارك فيها الباحثون والمزارعون والمواطنون.
آل عبدالسلام: كان هناك مقترح منذ أكثر من ست سنوات لإنشاء مركز الأمير سلطان للنخلة وقمت برفع هذا المقترح الذي تبنيته أنا والدكتور عبد العزيز العجلان إلى ولي العهد الأمير سلطان حيث تفضل سموه بإحالة الموضوع إلى وزارة الزراعة للدراسة وحتى الآن لم يصدر أي قرار حيال ذلك, ولك أن تتصور أن موقع تم إنشاؤه على شبكة الإنترنت خاص بالسوسة الحمراء منذ نحو تسع سنوات www.redpalmweevil.com وبجهود شخصية من قبل الدكتور خالد الهديب, وقد اكتسب هذا الموقع أهمية كبيرة وأصبح مرجعا للعديد من الباحثين والمختصين في أوروبا وأمريكا ودول شرق آسيا والشرق الأوسط, خصوصا وهو الوحيد في العالم الذي يعنى بالسوسة الحمراء وتحركها على مستوى العالم وأماكن وجودها, كما تردنا من خلال الموقع العديد من الأسئلة والاستفسارات الخاصة بالسوسة ومن عدة أنحاء في العالم.
إذاً ما دور وزارة الزراعة في التعامل مع السوسة الحمراء بما يتناسب مع حجم المشكلة؟
ــ آل عبد السلام: في البداية لم يكن هناك إدراك كامل لحجم المشكلة, بعد ذلك بدأت الوزارة في الاهتمام بالمشكلة بشكل أكبر وتخصيص مبالغ مالية لمواجهة تلك المشكلة, لكن الملاحظ أن الميزانية المخصصة تم تخفيضها العام الحالي عن العام الماضي, والإخوة في الوزارة يبذلون جهودا جبارة من خلال البرامج التي تطلق للتعريف بالسوسة وطرق مكافحتها على مستوى المملكة, وأتمنى أن يتم تخصيص جزء من الميزانية المخصصة للبحوث والدرسات, كما أن الشركات السعودية وخصوصا الزراعية منها مطالبة بالإسهام في مكافحة الآفات الزراعية كالسوسة وغيرها عن طريق تخصيص جزء من أرباحها لدعم الدراسات الخاصة بمكافحة تلك الأمراض والآفات.
ما أبرز العوائق التي تواجهكم كباحثين أثناء إجراء الدراسات والبحوث؟
ــ العجلان: أهم العوائق التي تواجهنا التمويل المالي فما ينفق على الدراسات الخاصة بالنخيل لا يقارن بما ينفق على غيره من المحاصيل الزراعية الأخرى, البيروقراطية في التعامل فعند وجود حاجة ملحة للتغيير أثناء إجراء الدراسة بسبب بعض المستجدات, فالأمر يحتاج إلى معاملة طويلة تستغرق الكثير من الوقت.
ما مدى الفائدة من الأبحاث التي يتم إجراؤها من قبل الجامعات والمراكز البحثية؟
ــ آل عبد السلام: هناك فوائد عديدة ومثال ذلك المصائد الفرمونية التي تستخدم في البحث عن سوسة النخيل واستكشافها والقضاء عليها كانت نتيجة عدة أبحاث أجريت, البحوث التي تجرى على سلوك الحشرة لها دور كبير في عمليات المكافحة.
الهديب: هناك توجه في أمريكا لإيجاد طاقة بديلة للنفط وهي الطاقة الخضراء (تنتج من الذرة) حيث توجهت إلى دول أمريكا الجنوبية التي تتوافر لديها الذرة لتطوير طاقة الذرة لإنتاج غاز الإيثانول، فمن خلال الدراسات التي أجريت وجد أن التمر أفضل بكثير من الذرة لإنتاج غاز الإيثانول، فهناك إمكانية لإنشاء مصنع للاستفادة من التمور التالفة والرديئة الجودة في إنتاج غاز الإيثانول بكميات تجارية فلم لا يتم ذلك؟
اندثار العديد من المنتجات الزراعية في الأحساء ما أسبابه؟ وهل له علاقة بنقص المياه وانتشار الآفات؟
ــ آل عبد السلام: أعتقد أن دخول أصناف جديدة وتهجينها بالمنتج محليا بطرق عشوائية وغير مدروسة للحصول على جودة وحجم أفضل له دور كبير في ذلك, فقد تكون الأصناف التي تم جلبها من الخارج لا تستطيع أن تتعايش مع البيئة, في الوقت الذي اندثرت فيه الأصناف المحلية بسبب عدم الحفاظ عليها.