منى تودع الحجاج بـ 120 ساعة من أعظم الذكريات
يودع مشعر منى اليوم نحو 50 في المائة من الحجيج الذين أتموا حجهم دون أن يعجلوا إذ باتوا ليلة ثالث أيام التشريق في منى أو مدينة الأيام الخمسة كما يحلو للبعض تسميتها، ليقضوا بذلك نحو 120 ساعة في المشعر بين ذاكر ومستغفر ومصل إلى غيرها من العبادات التي يحرص الحجاج على التزود بها في رحلة الحج.
واحتفظ الحجيج بعد أن قضوا في منى أيام التشريق بذكريات وتفاصيل سيطول الحديث عنها في بلادهم، وما أجمل الوداع حين يحمل في مدوناته أجمل الذكريات، فالكل له رجاء أن يعود إلى وطنه وقد غفرت ذنوبه وخطاياه ورجع كيوم ولدته أمه، وسط أمنيات بتكرار العودة مرة أخرى إلى منى وغيرها من المشاعر المقدسة التي استقبلت هذا العام نحو مليوني حاج على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم، في مشهد تحيطه الهيبة لا يحدث إلا في تلك المشاعر لدى قدوم هؤلاء الحجيج.
من يقرأ المشهد بعين منصفة في هذا العام يدرك تماما أن جميع الخطط التي وضعت لأعمال موسم الحج تم تطبيقها بنجاح، وذلك بفضل الله ثم بفضل العاملين على تنفيذها، ليأتي الإعلان الرسمي للجهات المعنية بنجاح هذا الموسم، حيث تم تقديم الخدمات والإمكانات كافة لتسهيل أداء نسك الحج على حجاج بيت الله الحرام، وتفويج الحجاج إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة وطواف الوداع بكل يسر وسهولة.
مشاهد كثيرة كانت حاضرة في أحداق الحجاج حيث تبادلوا في ختام النُّسك التهاني بعد إتمام الفريضة وكلهم أمل في أن يعودوا إلى بلدانهم محمّلين بالذكريات الجميلة والحكايات الروحانية التي يشعر بها ضيوف الرحمن.. منى البيضاء التي تميّزت بأفضل الممارسات الإنسانية والإسلامية ومعها جسدت الدولة أقصى سقف من توفير الخدمات المهمة مثل المسكن وتقديم الخدمات الشاملة ورعاية حجاج بيت الله الحرام وأنفقت المليارات بسخاء ليحظى الحجاج بالراحة الكاملة عند تأدية الفريضة.
وعاشت المشاعر المقدسة خلال أسبوع واحد ماراثونا خدميا محموما، انتقلت إليها جميع الهيئات الرئاسية والأمنية والجهات الإعلامية المختلفة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أناب الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث حضر بنفسه إلى المشاعر المقدسة، وأقام فيها ليتابع ويشرف بنفسه على راحة ضيوف الرحمن، وليطمئن على أن كل الخدمات تصل إليهم، إضافة إلى الجهات الحكومية كافة من وزارية وإدارية.
الكل وجد هنا في المشاعر المقدسة بجميع أطقمه العاملة، الأمن بكامل مسمياته كان هنا، التعليم سخر أبناءه لخدمة الحجاج، الصحة الركيزة الأولى في أعمال الحج، وزارة العدل وجدت بقضاتها الذين يفصلون في الأحكام الجنائية، وغيرها كثير من الجهات الحكومية، الكل انفضوا من المشاعر المقدسة مع غروب شمس الثالث عشر من ذي الحجة، عادوا إلى مواقعهم في شتى مناطق المملكة، محملين بتجارب عملية وسط حشود فاقت الملايين في عددها، أكسبتهم خبرات في كيفية التعامل مع الجمهور، بالحسنى كان منهجهم، في مواجهتهم لحجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى أن تلك الجهات الحكومية استطاعت أن تسير أعمالها ولم يعِقها وجودها في المشاعر المقدسة.