ملاحقة متورطي حملة «العزيزية» الوهمية وفتح ملف تحقيق

ملاحقة متورطي حملة «العزيزية» الوهمية وفتح ملف تحقيق
ملاحقة متورطي حملة «العزيزية» الوهمية وفتح ملف تحقيق

علمت "الاقتصادية" أن الجهات الأمنية فتحت تحقيقا موسعا لملاحقة المتورطين في حملة الحج الوهمية التي انفردت الصحيفة بكشف تفاصيلها أمس، حيث بدأت الجهات الأمنية بجمع خيوط القضية للوصول إلى المسؤولين عن الحملة ومالك الشركة المتورطة.

وفي تفاصيل جديدة، قالت للصحيفة مصادر إن أحد مسؤولي الحملة وهو من إحدى الجنسيات العربية سارع أمس بعد نشر التقرير إلى دفع 500 ريال لكل حاج في الحملة، مقدما وجبات غذائية لهم، ووعدهم بتوفير حافلات لنقلهم إلى مدينة بريدة؛ خوفا من تقدم الحجاج بشكوى رسمية للجهات الأمنية، وخشية من ملاحقتها للمتورطين في تلك الحملة.
وأكد حجاج أن صباح أمس شهد تغيرا كبيرا في أوضاعهم، حيث بادر المسؤول عن الحملة بتوفير عمال النظافة لتنظيف المبنى المستأجر - مدرسة أهلية سابقة - كما قام بإعطاء الحجاج مبالغ مالية تصل إلى 500 ريال لكل منهم تعويضا لما وجدوه من سوء التعامل، إضافة إلى توفير وجبات غذائية وحافلات للمتعجلين منهم.

وأوضحوا أن المسؤول عن الحملة لا يتعامل مباشرة مع الحجاج أو يأتيهم في مقرهم، خوفا من ضبط الجهات الأمنية له أو حدوث مواجهات مباشرة بينه وبين الحجاج، إنما يعمد إلى إرسال أشخاص متعددين سواء لتوفير الوجبات الغذائية أو التفاهم مع الحجاج.

من جهته، تواصل مصدر أمني في شرطة منطقة مكة المكرمة مع الصحيفة، مؤكدا حرص الجهات الأمنية واهتمامها بضبط مثل هذه الحملات الوهمية، مشددا على التعاون الدائم بين الجهات الأمنية ووسائل الإعلام كشريك أساس في منظومة تسعى للتصدي لكل من يخالف الأنظمة ويقوم بمثل هذا الأعمال، موضحا أن وسائل الإعلام كان لها الدور الأكبر في التقليل من مثل هذه الحملات الوهمية من خلال توعيتها للحجاج بعدم التعاون مع المتحايلين والتأكد من موثوقية الحملات من خلال القنوات الرسمية.
#2#
وكانت جولة لـ "الاقتصادية" أمس الأول قد كشفت عن وجود 650 حاجا لا يحملون تصاريح تابعين لحملة وهمية، متخذة إحدى المدارس الأهلية المتهالكة في العزيزية بالقرب من مشعر منى سكنا لهؤلاء الحجاج، إضافة إلى عدم وجود وجبات غذائية أو حافلات لنقلهم.
ووقع هؤلاء الحجاج وهم من جنسيات عربية ضحية للحملة الوهمية التي تتخذ من مدينة بريدة في القصيم مقرا لها، حيث تراوحت أسعار الالتحاق بها للحاج الواحد بين ألفين وأربعة آلاف ريال، وتضمنت بعض شروط العقد إيصالهم للحج برا من بريدة إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتجهيز سكن ملائم وتوفير وجبتين في اليوم غداء وعشاء مع توفير وسائل للتنقل بين المشاعر والعودة بهم إلى مدينة بريدة عبر حافلات.

وأكد حجاج أن التفاهم تم مع إحدى شركات التجارة والمقاولات في القصيم -تحتفظ الصحيفة باسمها وبصورة من سندات الحجاج الرسمية- مشيرين إلى أنها لها عدة مكاتب أخرى وبأسماء مختلفة، حيث اتفقوا مع مدير الشركة من إحدى الجنسيات العربية بعدما تبين لهم تنظيمها حملات للحج، مقابل مبلغ مادي تراوح بين ألفين وأربعة آلاف ريال، وتم إعطاؤهم سندات بالمبالغ التي دفعوها.

وأوضحوا أنه تم نقل نحو 650 حاجا على 13 حافلة في أسطول واحد، حيث بلغ ما دفعوه نحو 1.6 مليون ريال، دون أن يؤكدوا ما إذا كان هناك حجاج آخرون تابعون للحملة نفسها، ومن ثم توجهوا إلى ميقات السيل الكبير وهنا بدأت القصة، إِذ فوجئوا بإخبار المسؤول عن الحملة المرافق لهم بأن عليهم الانتظار في الميقات حتى يوم عرفة لكي يحاول إدخالهم للمشاعر المقدسة عبر المنافذ، وذلك لعدم استخراج تصاريح للحجاج، مؤكدا أنه يضمن لهم دخول المشاعر المقدسة دون تصاريح.

يذكر أن آخر إحصائيات الأمن العام في الحج أكدت ضبط نحو 58 مكتبا وهميا خلال موسم هذا الحج، أحيلوا جميعا إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاتخاذ الإجراءات النظامية في حقهم.

الأكثر قراءة