مركز القيادة والسيطرة .. «العين الساهرة» لمراقبة المشاعر وسلامة الحجيج

مركز القيادة والسيطرة .. «العين الساهرة» لمراقبة المشاعر وسلامة الحجيج
مركز القيادة والسيطرة .. «العين الساهرة» لمراقبة المشاعر وسلامة الحجيج

يعد مركز القيادة والسيطرة في الحج، الذي يتخذ من مشعر منى مقرا له هو "العين الساهرة" التي تسعى إلى الحفاظ على أمن الحجيج في كل أنحاء مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كما أنه يبث الأمن والأمان في نفوسهم بعد الله -سبحانه وتعالى-.

وفي جولة لـ "الاقتصادية" أمس على المركز رصدت الإمكانيات العالية والأجهزة التقنية الحديثة التي تقوم برصد كافة الأحداث في المشاعر المقدسة والمنافذ المؤدية إلى مكة المكرمة، كما يرصد المركز جميع ما يدور في المشاعر وفي الحرم المكي إضافة إلى المنافذ كافة.

ورافقنا في الجولة العقيد سليمان عبد الله السهلي رئيس وردية المراقبة التلفزيونية في المركز، حيث أكد أن المركز يوجد فيه نحو خمسة آلاف كاميرا على مستوى عال من التقنية منتشرة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لمتابعة تنفيذ أعمال وخطط الحج الأمنية والمرورية والخدمية لخدمة وراحة وأمن حجاج بيت الله الحرام والمتابعة بكل دقة لتحركاتهم في جميع الطرقات والمسارات.

وأضاف العقيد السهلي، أن كاميرات المركز المستخدمة ذات تقنيات حديثة وهي تستحدث كل عام للحصول على أحدث التقنيات المتوافرة في العالم، حيث تمتاز هذه الكاميرات بالدقة العالية وإعطاء رجل الأمن المناوب في المركز القدرة على رصد أي حدث بكل وضوح وأخذ مسافات قريبة جدا، حيث تصل إلى إمكانية أخذ أرقام لوحات المركبات في حالة الاشتباه فيها أو مخالفتها أنظمة المرور، إضافة إلى استطاعة الكاميرا أخذ صورة للأشخاص الذين يشتبه فيهم أو يقومون بأعمال سرقات، وغيرها من المخالفات.

وأشار إلى أن أبرز مهام وأعمال غرفة المراقبة التلفزيونية في المركز خلال موسم الحج تكمن في متابعة جميع كاميرات المراقبة التلفزيونية الموجودة في المشاعر المقدسة والمواقع الحيوية ورصد الحالات الأمنية التي تستوجب الرصد، وتوثيق جميع ما ينقل عبر الكاميرات بأجهزة التسجيل والاحتفاظ بها للرجوع لها عند الحاجة، وتوثيق حركة المواكب وضيوف الدولة ومتابعتها حتى نقطة النهاية وتسجيلها، والمساهمة في توجيه حركة الحشود داخل المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، وذلك بتزويد الجهات الميدانية بالمعلومات عن كثافة الحشود، والتنسيق المباشر مع جميع الجهات المشاركة بواسطة الخطوط الساخنة وتزويدهم بالمعلومات أولا بأول.

وذكر العقيد السهلي، أن هناك ثلاث طائرات هيلكوبتر مزودة بالكاميرات ذات التقنيات الحديثة تعمل بشكل متواصل بالبث للمركز عن آخر الأحداث والتطورات سواء داخل المشاعر المقدسة أو في المنافذ والمداخل لمكة المكرمة.

ومن خلال شرحه على شاشات المراقبة التلفزيونية، بدأ العقيد السهلي بكاميرات مركزة داخل المسالخ في المشاعر المقدسة ترصد أحداث ذبح الأضاحي لضمان سلامة العمالة والأشخاص الموجودين هناك، ومن ثم اتجه إلى كاميرات المنافذ وهي المؤدية إلى مكة المكرمة التي تمتاز بدقة التصوير وإمكانية الرصد على مسافة تتجاوز أربعة كيلو مترات، حيث تراقب محاولات التسلل من قبل المخالفين ونقلها أولا بأول للجهات الأمنية هناك للتدخل مباشرة والحد من دخول المخالفين.
وفي شرحه على إحدى شاشات المراقبة التي تبين مباشرة رجال الهلال الأحمر لإحدى الحالات المصابة، بين العقيد السهلي أنه تم رصد الحالة من قبل أفراد المركز ومن ثم نقلها لرجال الهلال الأحمر ومتابعة مباشرة الحالة، حيث إن مهمة أفراد مركز القيادة والسيطرة لا تكمن في الإبلاغ فقط، ولكن تصل إلى رصد الحالة والإبلاغ عنها ومن ثم متابعة مباشرة الجهة المعنية للحدث.
#2#
وفي إحدى الشاشات في المركز، تشاهد رصد كافة الأحداث مباشرة في الحرم المكي، من صحن المطاف والسعي والساحات الخارجية بكاميرات مراقبة متعددة قد لا تبقي جزءا داخل الحرم أو في ساحاته إلا وترصده، حيث أكد السهلي أن ميزة هذه الكاميرات داخل الحرم رصد كثافة الطواف وكثافة الموجودين في المسجد الحرام، بحيث إنه عند امتلاء صحن المطاف أو ساحات الحرم بأرقام دقيقة ترصدها الكاميرات، تعطي القيادات الأمنية هناك رصد الحدث، ومن ثم إغلاق الطرق المؤدية إلى الحرم حتى تقل الكثافة أو يتخذ أي إجراء يضمن سلامة الحجاج. كاميرات أخرى خاصة بمركز القيادة والسيطرة تراقب قطار المشاعر في محطاته التسع، حيث يوجد أكثر من 800 محطة لمراقبة القطار ومساراته وذلك لضمان سلامة الحجاج ورصد كافة الأحداث هناك، كما أن هناك كاميرات تراقب الأحداث الخدمية، ومنها رصد وجود نفايات متراكمة في المشاعر، وتعطي الأمانة البلاغ لتقوم بدورها تجاه ذلك، أو رصد تسربات المياه والإبلاغ عنها في الحال وغيرها من الأحداث الخدمية. ولعل أبرز ما تمت مشاهدته في غرفة المراقبة التلفزيونية، الكاميرات التي تنتشر في كافة مسارات وداخل الجمرات، التي من مهامها كما أكد العقيد السهلي رصد كثافة وجود الحجيج داخل جميع الأدوار في الجمرات، حيث تعطي في فترة أعداد الأشخاص الموجودين داخل الدور من خلال قياس درجات الحشود، وعند الوصول للرقم الأعلى في كثافة الدور تبلغ الجهات الأمنية هناك لكي تقوم بإغلاق المسار المؤدي إلى الدور وتحويل الحجيج إلى مسار آخر، إضافة إلى الحد من عمليات النشل في الجمرات من خلال رصد الأشخاص الذين يقومون بنشل الحجيج وإعطاء الجهات الأمنية الصورة ومكان وجود الشخص للقبض عليه. وأشار السهلي، إلى أن هناك شاشة رئيسية تنقل للقيادات العليا الأحداث مباشرة، حيث تنقل الشاشة جميع الأحداث في كافة أطراف المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، حيث تعطى القيادات العليا من وزير الداخلية ومدير الأمن العام الأحداث عن طلبها مباشرة وفي كافة الجهات، وهناك خطوط ساخنة مع قيادات الدول ومع كافة الجهات، وتبث الحدث الرئيسي. كما أن هناك كاميرات تنتشر في أنفاق العاصمة المقدسة وتغطيها بشكل عام، حيث تتيح هذه الكاميرات مراقبة الأنفاق وإعطاء رجال المرور الصورة كاملة في حال تعطل إحدى المركبات.

ورصدت الكاميرات خلال جولة "الاقتصادية" تعطل إحدى الحافلات في أحد الأنفاق، حيث قام أفراد رجال الأمن في المركز بإبلاغ الجهات الأمنية المرورية لكي تقوم بدورها في معالجة الحدث حتى لا يقع الزحام داخل النفق.

وفي الإخراج النهائي تشاهد شاشة كبيرة تقوم بنقل الأحداث في كافة أرجاء المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، وهي مرتبطة بالقيادات العليا، التي تعطي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، واللواء عثمان المحرج مدير الأمن العام وكافة القيادات العليا، الصورة التي يرغبون في نقلها، من خلال كاميرات ذات تقنيات حديثة.

الأكثر قراءة