هناك علاقة بين أشراط الساعة وما يجري على الإنترنت من معاملات
أكد الشيخ محمد بن صالح المنجد المشرف العام على موقع الإسلام أنه بمرور الزمن من المتوقع أن تختفي البنوك بمعناها المفهوم المعهود من جهة تعامل الناس وربما تصبح مبانٍ ضخمة فيها أجهزة ضخمة وأناس يشغلون هذه الأجهزة، أما عمليات السحب والإيداع والشراء والبيع والتحويل وغير ذلك من العمليات المصرفية فستتم عن طريق الشبكات من خلال أجهزة الناس في بيوتهم ومكاتبهم وشركاتهم ولا يحتاج إلأى أن يذهبوا إلى البنوك، وإذا كان الربا هو الذي أسست عليه هذه المصارف فإن إشاعتها عن طريق الشبكة واضح جدا كما يتضح ذلك في عمليات الدفع المتزايدة بواسطة البطاقات الائتمانية الربوية كالفيزا، الماستر كارد، وأميركان إكسبرس، وغير ذلك من البطاقات التي يسحب فيها الشخص على المكشوف بالفائدة وهي الربا، ولا يجوز تسميتها بالفائدة، إذ أي فائدة فيها وهي تستجلب لعنة الله وغضبه، سبحانه وتعالى.
ومما يرتبط أيضا بهذه الشبكة من أشراط الساعة حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، "ويكثر الكذب" وهذا الحديث الصحيح الذي رواه ابن حبان. وأخبر، عليه الصلاة والسلام، أيضا عن أناس يعذبون في قبورهم ويشرشر شدق أحدهم إلى قفاه ومنخاره إلى قفاه يمينا وشمالا وهو الرجل الذي يكذب فتبلغ الآفاق. والآن ممكن أن يكذب الشخص عبر هذه الشبكة فتبلغ المشرق والمغرب.
وأوضح أن هناك علاقة بين أشراط الساعة وما يجري على هذه الشبكة من معاملات ربوية كثيرة جدا، ولا سيما أن معظم البنوك العالمية قد صارت لها مواقع على هذه الشبكة، وتزداد وتنتشر ودلل على هذه العلاقة بما جاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم "بين يدي الساعة يظهر الربا" رواه الطبراني، وقال المنذري: رواة الصحيح. لأن إحصائياتهم ودراساتهم وحساباتهم قد أفادت أن تكلفة إجراء عملية واحدة من العمليات البنكية للعمل وجها لوجه يكلف البنك 1.07 دولار، بينما يكلف إجراء هذه العملية عن طريق الشبكة 0.1 دولار الفارق كبير جدا، وقال لقد انتشرت هذه الشبكة انتشارا عظيما وآخر الإحصائيات تقول إن عدد المشتركين على الشبكة قد بلغ 211 مليون شخص والرقم في ازدياد، والانضمام إلى هذه الشبكة يتقدم تقدما سريعا جدا وأن إقبال الناس ينمو نموا مطردا للغاية. 77 في المائة من الناس في أمريكا يقولون للمستخدمين لهذه الشبكة إنهم قد استفادوا منها، 44 في المائة أنهم لا يستطيعون العيش من دونها، 87 في المائة يستخدمونها للاتصال بأقربائهم وأصدقائهم.
وهذه الشبكة آخذة في الانتشار وقد دخلت في البلاد الإسلامية والعربية. هناك معوقان أساسيان يعوقان استخدام هذه الشبكة بالنسبة للبلاد العربية:
1 ـ ضعف المعلومات الفنية لدى أفراد الناس.
2 ـ ضعف الإلمام باللغة الإنجليزية.
وقال فضيلته إن هذه الشبكة في الحقيقة لها منافع كثيرة جدا ولا أريد أن أشوق إليها ولا أدعو إليها بل إنني أبين الأخطار بالإضافة إلى الفوائد. و هذه الفوائد كثيرة منها:
الشراء السهل، استعراض السلع، طلب السلع بسهولة كالكتب، وغيرها بالنسبة للباحثين والجامعيين وأصحاب الرسائل وغيرهم. التجارة عن طريق هذه الشبكة، انخفاض أسعار المكالمات، بينما تبلغ مثلا تسعيرة المكالمة إلى أمريكا تسعة ريالات في الدقيقة فعن طريق الشبكة تتصل بأمريكا في الساعة بتسعة ريالات، وكذلك سهولة الاتصال بمراكز الأبحاث العالمية، وكذلك إرسال البريد بسرعة هائلة، بدلا من أن يأخذ خطاب بريدي أسبوعا أو أسبوعين يأخذ الآن ثواني، مراقبة المحلات والبيوت من بعد كبير وحتى المدارس، سماع الراديو والإذاعات عن طريق هذه الشبكة، ومشاهدة البرامج الاستشارات الطبية النقاشات التي تتم في قنوات الحوار.
وكذلك فإن هذه الشبكة إضافة إلى استخداماتها الدنيوية توجد لها استخدامات دينية كثيرة جدا، فما هي الاستخدامات النافعة لهذه الشبكة في مجال الدعوة إلى الله سبحانه تعالى ونشر هذا الدين، وكيف نستفيد من هذه الشبكة في هذا المجال؟
وأوضح فضيلته أنه تبين له من خلال البحث أن الحضور الإسلامي ضئيل جدا على هذه الشبكة، وهذا أمر مخز بالنسبة لخير أمة أخرجت للناس، وتخلفنا العام على هذا المستوى على الصعيد العالمي، ولا أقصد الأفراد الذين همهم الفرجة، إنما أوجه الكلام إلى الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى ومن يستطيع منهم أن يقدم شيئا لهذا الدين من أهل العلم وطلبته، والناس الذين هم بمعزل عن الفتن، الكلام موجه إلى هؤلاء في هذا المجال، إن الأحداث المتوالية عن الغربيين والشرقيين تثبت بما لا يجعل مجالا للشك أن هناك فراغا في قيادة العالم وأن هناك افتقارا لمنهج يحققه العدل في الأرض، إن العالم مليء بالظلم والاعتداءات والقرصنة ومليء كذلك بأمور كثيرة من الفساد والشحناء والبغضاء وشريعة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف، إنه عالم يعيش بلا ضوابط, إنهم أناس يسقطون تحت الانهيارات العصبية والجنون والانتحار وغير ذلك من الأشياء التي تثبت أن هناك فراغا كبيرا يعيشه الناس في العالم، وأنه لا عدل إلا بشريعة الإسلام ولا يملأ هذا الفراغ إلا هذا الدين الذي نزله الله، سبحانه وتعالى، ولن يستقيم أمر العالم إلا إذا سطعت عليه شمس النبوة.