مشروع الأفق الأخضر
تعد شركة آي بي إم في الصين شريكا في برنامج تحديث الصين منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث توفر أنظمة وخدمات الحوسبة للهيئات الحكومية والكيانات الصناعية ومؤسسات البحث العلمي. واليوم تعتبر الصين موطنا لعدد من مختبرات ومراكز التطوير ذات الطراز العالمي التابعة لشركة آي بي إم، بما في ذلك أحد مختبراتها البحثية العالمية الـ 12. وقد أعلنت الشركة أخيرا أنها توظف القوة الكاملة للباحثين في مختبراتها حول العالم في خدمة مبادرة مدتها عشرة أعوام تستهدف دعم الصين في تحويل أنظمة الطاقة الوطنية وحماية صحة المواطنين. وقد صمم المشروع الذي أطلق عليه اسم "الأفق الأخضر" لتجاوز الممارسات العالمية الحالية في ثلاثة مجالات حيوية للنمو المستدام في الصين، وهي: إدارة جودة الهواء، والتنبؤ بالطاقة المتجددة، وترشيد استهلاك الطاقة في الصناعة.
ومن المتوقع للمبادرة التي يقودها مختبر أبحاث شركة آي بي إم في الصين الاستفادة من شبكة مختبرات الشركة للأبحاث العالمية الـ 12، وإيجاد نظام بيئي ابتكاري من الجهات المتعاونة من الحكومة والأوساط الأكاديمية والكيانات الصناعية ومشاريع القطاع الخاص.
وقد حققت الصين إنجازات كبيرة وساهمت بنصيب كبير في النمو الاقتصادي العالمي على مدى السنوات الـ 30 الماضية. وقد أصبح لديها الآن فرصة لقيادة العالم في مجال الطاقة المستدامة والإدارة البيئية، وذلك وفقا لرؤية دي سي شين - رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة آي بي إم مجموعة الصين الكبرى. وتود الصين الاستفادة من تقنية المعلومات الأكثر تقدما لدى الشركة للمساعدة في تحويل البنية التحتية للطاقة بالصين بالتوازي مع نمو البلاد. وقد رفع النمو الاقتصادي المتحقق على مدى العقود القليلة الماضية مستويات المعيشة لمئات الملايين من المواطنين الصينيين، وأدى إلى أن تصبح الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ومع ذلك فإن الآثار البيئية الناتجة عن ذلك - خاصة تلوث الهواء - أصبحت أولوية بالنسبة للحكومة الصينية، وتحولت إلى مسألة تحظى بأهمية عالمية.
وسوف تستثمر مدينة بكين أكثر من 160 مليار دولار لتحسين جودة الهواء، وتحقيق هدفها المتمثل في تخفيض جزيئات الجسيمات الضارة (PM 2.5) بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2017. ولدعم هذه المبادرة دخلت شركة آي بي إم في شراكة مع حكومة بلدية بكين لتطبيق نظام يمكن السلطات من تحديد نوع ومصدر ومستوى الانبعاثات، والتنبؤ بجودة الهواء في المدينة.
وسوف تحلل نظم الحوسبة الإدراكية لدى شركة آي بي إم تيارات البيانات الواردة في الوقت الحقيقي من محطات مراقبة جودة الهواء وأطباق الأرصاد الجوية والجيل الجديد من أجهزة الاستشعار البصرية لدى آي بي إم - المتصلة جميعها بواسطة شبكة الإنترنت. ومع توفر البيانات في الوقت الحقيقي حول جودة الهواء في بكين، فإن الحكومة سوف تكون قادرة على اتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة المشكلات البيئية عن طريق ضبط الإنتاج في مصانع محددة، أو تنبيه المواطنين حول ظهور مشكلات بجودة الهواء. وتتخذ الحكومة الصينية خطوات جريئة لتحويل الهياكل الرئيسة للطاقة والبيئة في البلاد. وتلتزم شركة آي بي إم من خلال مشروع الأفق الأخضر بتوظيف تقنياتها المتطورة وأفضل المواهب من جميع أنحاء العالم.
التنبؤ بالطاقة المتجددة
أعلنت الحكومة الصينية أخيرا زيادة الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية وطاقة الكتلة الحيوية في محاولة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. ولدعم هذا الهدف طورت شركة آي بي إم نظام التنبؤ بالطاقة المتجددة للمساعدة في تسخير شبكات الطاقة وإدارة مصادر الطاقة البديلة. ويجمع الحل بين التنبؤ بالطقس وتحليلات البيانات الضخمة بهدف التنبؤ بدقة بمدى توافر الطاقة المتجددة التي تشتهر بتقلبها. ويمكن هذا الحل شركات المرافق من التنبؤ بكمية الطاقة التي ستكون متاحة لإعادة توجيهها إلى الشبكة أو تخزينها - مما يساعد على ضمان خفض الكمية المهدرة قدر الإمكان. كما أنه يزيد من جدوى الطاقة المتجددة، ويساعد الحكومة الصينية لتحقيق هدفها المتمثل في الحصول على 13 في المائة من الطاقة المستهلكة من الوقود غير الأحفوري بحلول عام 2017، ويتيح بناء أكبر الشبكات المتجددة في العالم.
وسوف يسمح تطبيق تحليل وتسخير البيانات الضخمة للمرافق بمعالجة الطبيعة المتقطعة للطاقة المتجددة والتنبؤ بإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بطريقة لم تحدث من قبل. وتزعم شركة آي بي إم أنها وضعت نظاما ذكيا يجمع بين التنبؤ بالطقس والتنبؤ بالطاقة لزيادة توافر النظام وتحسين أداء شبكة الكهرباء.
وتنتهج الصين خطة أبحاث واسعة تشمل التحليلات السحابية وتحليلات البيانات الكبيرة والحوسبة الإدراكية من خلال برنامج الأفق الأخضر. ولتحقيق أهدافها فسوف تتعاون مع الشركاء من الحكومة، والأوساط الأكاديمية، والكيانات الصناعية لمواجهة التحديات الرئيسة في قطاعات متعددة تشمل الطاقة، والبيئة، والخدمات اللوجستية، وسلسلة التوريد، والرعاية الصحية، والخدمات المالية.
ولا يتمثل مفتاح معالجة المشكلات البيئية فقط في مراقبة الانبعاثات، بل أيضا في اعتماد منهج شامل لإدارة جودة الهواء ومعالجة المشكلات من جذورها. ويمكن لمبادرات - مثل برنامج الأفق الأخضر الخاص بشركة آي بي إم - المساعدة في هذا الإطار من خلال تعزيز الابتكار المشترك عبر سلسلة قيمة الطاقة بأكملها.