اختبار البلوي الصعب
لم يعد النمر يقوى على تلك الجراح التي أثقلته وأتعبته فبهت الصورة، ولم تعد في مخيلة محبيه كماضيه الجميل، فقد قلت شراسته ولم يعد قادرا على القتال كما السابق يظهر فترة، ويخبو نجمه فترات.
محبوه السبب وأقصد من تسلم قيادته منهم، لم يعطوه طعم الحب والإيثار حبهم لذواتهم أكبر، حبهم لمجد يرضي غرورهم ظاهر، ليسوا جميعا منهم الصادق ومن حارب وأصبح هدفا لحرب استمرت سنوات من أجل إسقاطه وإبعاده ومع ذلك فهو أشم صابر صامد، غير أن الكثير منهم عشق نفسه وأحبها أكثر من الكيان فكانوا هم المستقبل وهم أبناء النادي وغيرهم وافدون، خابت خطاهم وتاهت عن طريق المنصات وبات الصرف والتبذير ملازمين للجريح وتراكمت الديون وتضاعفت أرقامها، وتعاظم الألم والتعب بإبعاد الرأس "نايف" والقلب "نور" وكاد أن يلحق بهما أسامة.
دوامة دخل بها العميد تلف وتدور به في زوايا ضيقة صعب حلها؛ تارة تتدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتارة يتدخل محبوه الصادقون يجاهدون كي لا يتشتت الجمع ويتهدم البناء، فمجموعة من النجوم الصاعدة موهبتهم في سماء الإبداع يحتاجون شيئا من الصبر والرعاية، غير أن التكتلات والحرب غير المعلنة بين أقطاب العشق الكبير أفسدت ولم تصلح، وأصبح الخوف من الداخل يعادل شراسة وقوة المنافسين، ليس هناك شيء مخفي أو مجهول، بل الصورة واضحة والجمهور الصابر يردد "يا رب.. يا رب" أمام الفتح ملأوا ملعب الجوهرة عشقا وتحفيزا واستمرت الأيدي تشجع وتكتب وتنادي بتكامل الصفوف حتى يعود النمر كما كان.
لم يكن القروني خيارا مثاليا في هذه المرحلة، فالمهمة تحتاج إلى مدرب تكتيك أكثر من مدرب اختيار وإعداد وهي الصفة التي يتميز بها القروني عن غيره، فهو ماهر ولا يجارى في اكتشاف المواهب الشابة ورعايتها لكن قيادة فريق لموسم كامل لم يعرف عنه الإبداع في ذلك، حدثت المشكلة وخرج الفريق من البطولة الآسيوية وتم قبول استقالة القروني، الفريق مسيرته في الدوري حتى الآن مشجعة والفريق لم يخسر نقاط مباريات البداية، أمر مشجع وفأل حسن للمدرب القادم لكن كيف سيتم الاختيار ومن سيكون القادم لقيادة جيل "فواز القرني وعبد الفتاح عسيري" فإذا لم يكن على قدر المسؤولية ويمتلك نهجا تدريبيا ملائما لمثل هذه المرحلة فلا فائدة من التغيير، فلا بد من امتلاكه القدرة على التحفيز وغرس الثقة في المواهب الشابة مع القدرة على استثمار قوتها ونشاطها في الخطط الفنية المناسبة لمرحلتهم العمرية مع الاستفادة الكاملة من وجود "محمد نور ولاعبي الخبرة" الآخرين في الفريق فمحمد نور الذي برز كمحفز وكصوت الثقة الأكبر للاعبي النصر العام الماضي ينتظر منه القيام بالدور ذاته مع عشقه الكبير وبأن تكون الإدارة أكثر قدرة على تهيئة الأجواء ورسم خريطة العودة من جديد، فهل ستتضافر جهود البلوي إبراهيم وإدارته الطموحة مع آمال الجماهير المتعطشة لعودة الزمن الجميل؟