«HSH» .. المنزل التقني الأنسب للمستقبل

مع تزايد توليد مالكي المنازل للطاقة الكهربائية باستخدام الألواح الشمسية، تتواصل حاجتهم لتوليد الطاقة باستخدام وسيلة أخرى بعد غروب الشمس. وتدعي شركات تصنيع السيارات أنها تمتلك حلا في هذا الصدد، حيث تعرض هذا الحل في شكل تخزين الطاقة الخالية من الكربون في بطاريات السيارات الكهربائية بغرض استخدامها في وقت لاحق. وقد قدمت شركة هوندا منزلا تجريبيا للمجتمع الواعي بيئيا لعرض هذه التقنيات التي تسمح للمنازل بتوليد طاقة أكثر مما تستهلك.
ويوفر المنزل الذكي من هوندا (HSH) - المستدام ذو التقنية الفائقة والواقع في الولايات المتحدة الأمريكية - رؤية لأسلوب الحياة بالطاقة المتجددة في المنازل، وسوف يتميز المنزل الذكي من هوندا (HSH) بتوظيف تقنيات جديدة ستحد بشدة من كمية الطاقة المستهلكة بواسطة الأسر المستقلة عبر استخدام الطاقة الشمسية لشحن بطارية "هوندا" (Fit EV). حيث يستخدم المنزل الذكي من هوندا (HSH) - الواقع في حرم جامعة كاليفورنيا بمدينة ديفيس - أقل من نصف الطاقة المستخدمة لأغراض التدفئة والتبريد والإضاءة في المنازل ذات الحجم المماثل في المنطقة. وفي الواقع تم تصميم المنزل الذكي من "هوندا" (HSH) لإنتاج طاقة تفوق استهلاكه، وفي الوقت نفسه يسمح لقاطنيه بمراقبة وضبط جميع متغيرات استخدام الطاقة عن بعد في الوقت الحقيقي. وطوال أكثر من نصف ثلاثة عقود ظلت شركة هوندا تعمل من أجل تطوير التقنيات البيئية، ليس للسيارات فحسب ولكن أيضا لنظم إنتاج وتوزيع الطاقة التي لن تكون أقل أهمية على المدى الطويل. وبضمانه لبثه ثاني أكسيد كربون منخفضا، وبإدارته للطاقة بأحدث الأساليب، وباستخدامه للألواح الضوئية مباشرة (PV) في نظم شحن السيارات، يعطي المنزل الذكي من "هوندا" (HSH) مثالا عمليا على أبحاث الشركة.
يقع في قلب المنزل الذكي من "هوندا" (HSH) البالغة مساحته 1944 قدما مربعا غرفة قبالة المرأب شديد النظافة تحتوي على بطارية ليثيوم أيون بطاقة 10 كيلو واط ساعة موضوعة داخل صندوق أسود. وبجانب البطارية يوجد صندوق أبيض أكبر حجما يسمى نظام إدارة الطاقة المنزلية. ويمثل هذا النظام عقل المنزل الذي يقرر موعد الاستفادة من الكهرباء المتجددة المتولدة بواسطة مجموعة الألواح الشمسية المثبتة على سقف المنزل بطاقة إنتاجية تبلغ 9.5 كيلوواط لشحن بطارية السيارة أو لتخزين الطاقة الشمسية. ويبلغ حجم مجموعة الألواح الشمسية المثبتة على سقف المنزل حوالي ضعف تلك الموجودة عادة على أسقف منازل الضواحي المشابهة. وتسمح كمية الكهرباء التي تولدها الألواح الشمسية ويتم تخزينها في البطارية بتشغيل المنزل بشكل مستقل عن شبكة الكهرباء إذا لزم الأمر.
ويقوم المنزل بإرسال فائض الكهرباء إلى الشبكة. وعندما تفوق الأحمال قدرة المرافق الكهربائية في الصيف - مثلا - عندما ترتفع درجات الحرارة ويشغل جميع الناس مكيفات الهواء، يمكن لشركة الكهرباء المحلية أن تبعث إشارة توجه المنزل بإرسال الكهرباء الشمسية إلى الشبكة للمساعدة في تجنب انقطاع التيار الكهربائي. ويستهلك المنزل المماثل في الحجم 13.3 ميجاواط ساعة من الكهرباء سنويا في حين أن المنزل الذكي من شأنه أن يولد فائضا مقداره 2.6 ميجاواط ساعة سنويا، وفقا لتصريحات شركة هوندا.
وتمد مضخة حرارة جوفية المنزل بالتدفئة والتبريد والماء الساخن باستخدام آلة واحدة فقط. حيث يتم تسخين المياه في خزان وتوصيلها إلى الحمام. ومع تولد مياه الصرف الرمادية يتم استخدامها للمساعدة في التسخين المسبق لمياه البلدية الباردة، ما يساعد على تقليل الطاقة المطلوبة لتوفير المياه الساخنة للمنزل.
وبمجرد وفاء مياه الصرف الرمادية بواجباتها في تسخين المياه، يتم ضخها إلى أربعة خزانات حرارية تقع تحت الفناء الخلفي. وهناك تتسبب حرارة الأرض في رفع درجة حرارة السائل بشكل أكبر، وتحولها إلى ما يسميه فريق البحث السائل أرضي المصدر. ثم يتم إرجاع هذا السائل إلى المنزل ودفعه من خلال أنابيب ممددة بالأرضية والسقف والسطح لتوفير التدفئة. وعلى العكس يمكن ضخ الماء البارد من خلال نظام الأنابيب هذا لتبريد المنزل في أشهر الصيف.
ويحقق المنزل الذكي من "هوندا" سنويا تخفيضا في ناتج ثاني أكسيد الكربون يبلغ نحو 11 ألف طن مقارنة بالمنزل العادي، ويأمل المهندسون في جمع المزيد من المعلومات من المستأجرين المؤقتين. وقد تم اختيار التصميم السلبي للاستفادة من أنماط الطقس المحلي، مع وجود ميزات مثل السقف المعدني، والإنارة ثنائية الصمام (LED)، واستخدام أخشاب مستدامة المصدر للمساهمة في المحتوى المعاد تدويره والحد من استخدام الطاقة في المنزل.
ولا يعدو هذا الأمر أن يكون مجرد مثال واحد على أسلوب شركات الطاقة الشمسية وشركات تصنيع السيارات في التقارب لتحقيق هدف مشترك هو: إنشاء المنزل المكتفي ذاتيا، مع الاعتماد بشكل محوري على بطارية سيارة. وتستهدف شركات فورد، وتسلا موتورز وتويوتا تتبع استراتيجيات مماثلة لذلك. وما استعرضناه يمكن أن يكون أول نظرة على منزل المستقبل، حيث يبدو أن "هوندا" تريد أن تقوم بما هو أكثر من مجرد بيع السيارات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي