برج تايبيه .. صديق البيئة

كيف يمكننا جعل المباني أكثر كفاءة وراحة وصداقة للبيئة؟ وما كمية الموارد التي تستهلكها المباني اليوم، وما التدابير والاستراتيجيات التي يمكن أن نطبقها لضمان الاستدامة في هذه المباني؟ في جميع أنحاء العالم يمكن للمباني أن تلعب دورا رئيسا في المساعدة على تخفيض استهلاك الطاقة بشكل كبير. وتوجد واحدة من قصص النجاح في السعي نحو المباني الخضراء الأكثر صداقة للبيئة في قلب مدينة تايبيه التي تعد مركز التجارة في تايوان.
وبرج تايبيه 101 –الذي كان يعرف سابقا باسم المركز المالي العالمي في تايبيه - هو ناطحة سحاب شهيرة تقع في منطقة شينيى في مدينة تايبيه في تايوان. واحتل هذا المبنى رسميا المرتبة الأولى كأطول مبنى في العالم منذ عام 2004 حتى افتتاح برج خليفة في دبي عام 2010. وصمم برج تايبيه 101 بواسطة شركة سي واي لي وشركاه، وشيد بشكل أساسي عن طريق المشروع المشترك لاتحاد شركات KTRT، وتم الانتهاء من البناء عام 2004. وأصبح البرج يستخدم كرمز لتايوان الحديثة منذ افتتاحه. وتحتل صور الألعاب النارية التي تطلق من برج تايبيه 101 المحطات الدولية في ليلة رأس السنة، ويظهر المبنى في كثير من الأحيان في كتيبات السفر ووسائل الإعلام الدولية. وتمتلك شركة TFCC برج تايبيه 101، بينما تديره شركة التقسيم الدولي للعقارات العمرانية المبيعة بالتجزئة التي يقع مقرها في شيكاغو.
ويضم برج تايبيه 101 عدد 101 طابق فوق الأرض وخمسة طوابق تحت الأرض. وتم إنشاء المبنى معماريا كرمز يجمع بين تطور التقنية والتقاليد الآسيوية. حيث يعانق أسلوب ما بعد الحداثة عناصر التصميم التقليدية ويمنحها المعالجات الحديثة. وتم تصميم البرج بحيث يتحمل الأعاصير والزلازل. ويضم المركز التجاري متعدد المستويات المجاور للبرج مئات من المحال والمطاعم والنوادي. وتمتلك شركة TFCC برج تايبيه 101، بينما تديره شركة التقسيم الدولي للعقارات العمرانية المبيعة بالتجزئة التي يقع مقرها في شيكاغو.
وتم تصميم برج تايبيه 101 بحيث يصمد في وجه رياح الأعاصير وهزات الزلازل الشائعة في المنطقة التي يقع فيها البرج في آسيا على المحيط الهادئ. حيث استهدف مصممو البرج بناء هيكل يمكنه تحمل الرياح العاصفة التي تبلغ سرعتها 60 م/ث (197 قدما/ ثانية، أو 216 كم/ ساعة، أو 134 ميلا في الساعة) وأقوى الزلازل المحتمل حدوثها على مدار 2500 عام.
ويجب أن تكون ناطحات السحاب مرنة في الرياح القوية وفي الوقت نفسه تحتفظ بالصلابة الكافية للحيلولة دون التمايلات الجانبية الكبيرة. حيث تمنع المرونة وقوع الضرر الهيكلي، في حين إن المقاومة تضمن الراحة للسكان وتضمن حماية الزجاج، والواجهات الديكورية وغيرها من التركيبات. وتحقق معظم التصاميم القوة اللازمة من خلال توسيع العناصر الهيكلية الحرجة مثل الدعامات. وقد تطلب ارتفاع برج تايبيه 101 - إضافة إلى مقتضيات البيئة المحيطة به - تطبيق ابتكارات إضافية. ويحقق التصميم كلا من القوة والمرونة للبرج من خلال استخدام الهيكل الصلب عالي الأداء وهناك 36 عمودا تحمل برج تايبيه 101، من بينها ثمانية “أعمدة ضخمة” مصبوبة من 10000 رطل (69 ميجا باسكال) من الخرسانة. وكل ثمانية طوابق توجد دعامات تمديد توصل الأعمدة الأساسية في المبنى بتلك الموجودة على السطح الخارجي.
وتتحد هذه الميزات مع صلابة الأساسات، ما يجعل برج تايبيه 101 أحد أكثر المباني التي شيدت استقرارا على الإطلاق.
وقد وضح استقرار التصميم خلال البناء عندما هز زلزال بلغت قوته 6.8 درجة مدينة تايبيه في 31 آذار (مارس) 2002. وقد كانت الهزة قوية بما فيه الكفاية لإسقاط رافعتي بناء من الطابق رقم 56 الذي كان أعلى طابق في ذلك الوقت. وتوفي خمسة أشخاص في الحادث، ولكن الفحص أظهر عدم وقوع ضرر هيكلي للمبنى، وتم استئناف البناء سريعا. والحوائط الزجاجية الزرقاء الخضراء المميزة لبرج تايبيه 101 مكونة من زجاج مزدوج ومطلي بطلاء شفاف مقوى، وتوفر حماية من الحرارة والأشعة فوق البنفسجية، وتكفي لمنع الحرارة الخارجية بنسبة 50 في المائة، ويمكنها تحمل تأثير سبعة أطنان (ثمانية أطنان أمريكية).
ويعد مركز التجزئة متعدد الطوابق المجاور للبرج موطنا لمئات المتاجر العصرية والمطاعم والنوادي وغيرها من عوامل الجذب. وتتميز تصاميم المول الداخلية بالحداثة رغم استغلالها العناصر التقليدية. وتسمح التوصيلات الأصلية من الألياف البصرية وإنترنت الأقمار الصناعية لعام 2004 بسرعات نقل تصل إلى واحد جيجابايت في الثانية. وسجلت المصاعد ذات الطابقين التي شيدتها شركة توشيبا اليابانية للمصاعد ونظم البناء TELC رقما قياسيا جديدا في عام 2004 بتحقيق أقصى سرعة تصاعدية بلغت 16.83 متر (55.22 قدم) في الثانية (60.6 كم / ساعة، أو 37.7 ميل / ساعة). هذه السرعة أسرع بنسبة 34.7 في المائة من الرقم السابق لمصعد برج يوكوهاما الشهير في مدينة يوكوهاما في اليابان، الذي تصل سرعته إلى 12.5 متر (41 قدما) في الثانية (45.0 كم / ساعة، أو 28.0 ميل / ساعة). وتحلق مصاعد برج تايبيه 101 بالزوار من الطابق الخامس إلى مرصد الطابق رقم 89 في 37 ثانية فقط. ويتميز كل مصعد بهيكل مصمم لتقليل مقاومة الهواء، وبنظام ضغط هواء كامل، وبأحدث أنظمة الكبح في حالات الطوارئ، وأول نظام ثلاثي المرحلة مضاد للتخطي في العالم. وتبلغ تكلفة كل مصعد 80 مليون دولار تايواني (2.4 مليون دولار).
ويعد برج تايبيه 101 أول ناطحة سحاب قياسية يتم تشييدها في القرن الحادي والعشرين. حيث يمتلك البرج عددا من الميزات المتقدمة تقنيا، ويوفر مركزا لرجال الأعمال وللترفيه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي