رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الوطن .. أمانة في أعناقنا جميعا

قبل أن تسقط الموصل في أيدي داعش بأيام قلائل، أصدرت المحكمة الجزائية في جدة حكماً على 12 متهماً بالسجن ومنعهم من السفر إلى الخارج، وذلك بعد أن ثبتت عليهم تهمة الافتئات على ولي الأمر والخروج على طاعته.
ويعد المتهمون الـ 12 من أبرز محرضي الشباب السعودي على مغادرة المملكة والانضمام إلى منظمات وجماعات إرهابية في بلاد الشام والعراق، تعيث في الأرض فساداً وتسفك الدماء وتزهق الأرواح وتنشر الرعب والإرهاب بما يتجافى مع مبادئ دين الإسلام الأقوم.
وفي ضوء التطورات التي تشهدها بلاد الشام وبلاد الرافدين الآن، فإن المنطقة العربية كلها يتهددها هذا المد المضلل الذي يستهدف نشر الرعب والدمار في كل أرجاء الوطن العربي الكبير.
ونحن في المملكة العربية السعودية نعتبر الأمن والاستقرار في وطننا الغالي نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى يجب أن نحافظ عليها بالقد والقديد، والله سبحانه وتعالى شرفنا بأن نسكن هذه البقاع المقدسة ونرفع عليها راية التوحيد؛ ونسبّح بحمده حمدا كثيرا بكرة وأصيلا.
لقد أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بأن نكون من أهل هذه الأرض المقدسة، وواجبنا تجاه خالقنا ثم تجاه أولي الأمر أن نكون على قدر المسؤولية ونحمي هذا المكان المقدس، وأن نراعي النعم الكثيرة التي خصنا الله سبحانه وتعالى بها، وأولها السكن فوق أديم هذه الأرض المباركة.
إنها عبقرية المكان التي توجها رب العباد ببيته العتيق، ومأرز الرسالة المحمدية الخالدة؛ وهذه النعمة التي أسبغها الله علينا يجب على كل إنسان سعودي أن يرعاها ويحافظ عليها.
إننا حينما نعيش فوق الأرض التي يقع عليها بيت الله وهو مهوى أفئدة كل المسلمين في شتى أصقاع الدنيا، فإن الله سبحانه وتعالى قد فضلنا على العالمين.
وإذا أحب الله قوما متعهم بنعم كثيرة أهمها نعمة المكان ونعمة الأمن، ثم نعم الموارد الخيرة التي تشكل مصدر الأرزاق والثراء لكل السكان على قدم المساواة.
ومملكتنا الخيرة قد حباها الله سبحانه وتعالى بهذا الذهب الأسود كي يعزز اقتصادها جنبا إلى جنب مع جغرافيتها الإسلامية الخالدة، وإلى جانب الذهب الأسود فالله سبحانه وتعالى قد وضع في جوف الأراضي السعودية كنوزا كثيرة لم يحن الوقت للكشف عنها.
ولذلك إذا كان الله سبحانه وتعالى قد أهدانا هذه الأرض وخصنا بوجود بيت الله فيها ومسجده الحرام ومسجد رسوله الأعظم - صلى الله عليه وسلم، فإن أقل ما يجب أن نفعله أن نكون جميعا مسؤولين عن حماية هذا الوطن الأغر، وحماية دينه الأقوم بالقول والفعل والممارسة الخيرة التي تستشرف وجه الله وثوابه سبحانه وتعالى.
وحينما يشرفنا الله سبحانه وتعالى بالسكنى فوق هذه الأرض المقدسة ويمنحنا ثرواتها الطبيعية؛ فإنه قد أعطانا خيرا كثيرا؛ والواجب علينا حمد الله على هذه النعمة؛ ثم العمل على حمايتها من أي مكروه؛ وإذا كان هناك نازقون أو مارقون فنحن لا نقبل أن يتلاعب بهذا الوطن مجموعة من المارقين الخارجين على الشرع والدين؛ وواجبنا أن نتصدى لهم ونجعل من الوطن واحة خير يستظل بها كل مواطن محب ومخلص وغيور على سلامة الوطن وأمنه واستقراره، والله سبحانه وتعالى حبى هذه الأرض ــ كما أشرنا ــ بخيرات كثيرات أولها وأعظمها ــ إذا جاز التعبير ــ المورد الديني؛ والمورد الثاني هو منظومة الموارد البشرية المتمثلة في القيادات الحاكمة ثم العلماء والمثقفين الأمناء على دين الله وسلامة أراضي الوطن من كل مكروه؛ أما المورد الثالث فهو ــ كما سبق أن ذكرنا ــ تلك الموارد الطبيعية التي تفجرت في باطن الأرض لتغذي شرايين اقتصادنا الوطني وترفع من رزق أهله وسكانه بغير حساب.
الله سبحانه وتعالى أغدق على هذه الأمة من نعمه وخيراته الشيء الكثير، فالله سبحانه وتعالى لن يهزم الأمة التي ترفع شعار لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ ولن يضيع أجر من أحسن عملا، بل الله سبحانه وتعالى سيكافئ كل من يحافظ على النعم بنعم أكثر وخيرات أكبر.
وإذا كنا في نعم كثيرة فباسم الله وبحمده يجب أن نرعى هذه النعم، وأن نحافظ عليها؛ يجب أن نسعى جميعا كي نكون خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، يجب أن نكون في الصفوف الأولى مع كل من يتفانى في حب الوطن والدفاع عنه، وليس من اللائق أن يكون من يقع المسجد الحرام ومسجد رسوله الكريم وبيت الله فوق أرضه بعيدا عن صفوف الأولين.
إن عمار الأرض والالتفاف حولها وحمايتها من الطامعين والحاقدين هي الوظيفة المثلى التي كلفنا بها خالق هذه الأرض، وحتى نحمي ونعمر ونبني الأرض يجب أن نخلص في عملنا، ويجب أن نعطي العمل قدسيته وأهميته، وعلى السعوديين أن يتذكروا أن الوطن أمانة في أعناقهم جميعا والإخلاص للوطن ولولي الأمر والدفاع عنه واجب مقدس، لأن حب الوطن من الإيمان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي