إعادة تخطيط مباني الوزارات القديمة على طريق الملك عبد العزيز وربطها بمركز المدينة
تعد مباني الوزارات القديمة على طريق الملك عبد العزيز(طريق المطار القديم) مباني متهالكة وانتهى عمرها الزمني, وليس من الغريب أن نسمع قريباً بانهيار بعض تلك المباني على موظفيها أو مراجعيها. وهي مبان انتقلت منها أهم الإدارات وبقيت أجزاء كبيرة منها عبارة عن مستودعات يجب نقلها إلى المواقع المخصصة للمستودعات والمصانع خارج الأحياء. وتحيط بها منطقة من الأحياء التي أكل الزمان عليها وشرب وأدت دورها وخدمت في وقتها وما زالت, وهي مبان تحتل مساحات كبيرة من وسط المدينة غير مستغلة تماماَ. وبذلك أصبحت عائقاً تخطيطياً لنمو المناطق المجاورة لها, فهي عائق عمراني مكون من مجموعة من المباني والمستودعات والأسوار المحيطة بها, التي تلتهم مساحة كبيرة من حيز وسط المدينة.
ومن هذا المنطلق فإنني أوجه الدعوة للقطاع الخاص والمسؤولين لإنشاء شركة مساهمة لإعادة تخطيط وإحياء تلك المنطقة من شمال الوشم أو شمال مركز الملك عبد العزيز التاريخي وحتى دوار المطار. أو أن تكون جزءا من أنشطة مشروع صندوق تمويل وسط المدينة. أرى أنه من الأجدى أن يعاد النظر في تجديد المنطقة بعد تقليص هذه الوزارات ودراسة الاستعمالات المجاورة ونقل غير المناسب منها لتخفيف الازدحامات المرورية والمحافظة على المباني التي تم تجديدها أخيرا. ومن ثم تتم إعادة تأهيلها منطقة أبراج متعددة الأدوار ومحاطة بسور حماية وحدائق داخلية يدخله المشاة فقط وليس السيارات خوفاَ من التفجيرات. وتكون هناك مبان لمواقف سيارات متعددة الأدوار وتحت الأرض وبعيدة قليلاَ عن المباني لمنع آثار التفجيرات. وتكون مكاتب حكومية Office Park مزروعة بالورد في حديقة كبيرة تكون متنفسا للمدينة ويرتادها المواطنون بعد الدوام. وتخطط بطريقة حديثة تعكس التطور الحالي لوسط البلد وتكون متصلة به عن طريق قطار علوي خفيف أو حافلات مكيفة ونظيفة. وبذلك سيتم توفير مساحات كبيرة يمكن للمدينة الاستفادة منها. وأن تكون امتدادا لعصب التطوير الذي تم لمنطقة قصر الحكم ووسط البلد, وأن تكون رابطا لعصب التطوير امتداداً للمنطقة المركزية شمال المدينة في العليا والسليمانية.
إن تركيز المباني الوزارية مع تقليصها سيوفر مساحات كبيرة يمكن الاستفادة منها لخدمات أخرى, كما أنه سيسمح بتنفيس جيد للمنطقة. كما أن إعادة تخطيطها ستسمح بفتح طرق لتخفيف الحركة بين طريق الملك عبد العزيز وطريق الضباب.
ومن أهم الضوابط اللازم أخدها في الحسبان ضمن دراسة تخطيطية شاملة لجعل هذا المركز حضرياً رئيسياً يميز وسط المدينة أن تتم مراعاة ما يلي:
1 ـ الاهتمام بعملية الوصول إلى المنطقة حيث تعد عملية الوصول Accessibility إلى وسط المدينة من أكبر العوائق والمنفرات التي لا تشجع المواطنين على ارتياد وسط المدينة, حيث لا توجد طرق أفقية للحركة ولا يوجد إلا شريان عمودي يتيم هو طريق الملك فهد الذي يكتظ في أوقات الذروة بالازدحامات المرورية, وإذا نجا منها القادم فإنه يرمى في طرقات أضيق وأشد ازدحاما. أما الطريق الآخر, وهو البطحاء, فهو غير مشجع تماماً. لذلك فإنه يلزم توفير وتشجيع حرية وسهولة الوصول بالسيارات والمشاة إلى المنطقة مع توفير الساحات المفتوحة والمواقف الوفيرة. وذلك بتغيير المسارات ذات الاتجاهين إلى مسار واحد وإلغاء بعض الأرصفة الوسطية والجانبية, وإذا أمكن استحداث وسائل حديثة للحركة مثل القطارات العلوية أو تحت الأرض.
2- إعادة دراسة نظام البناء والارتفاعات والارتدادات للمنطقة مع دراسة خط السماء للمدينة ودراستها تخطيطياً وعمرانياً على مراحل نمو مستقبلي.
3- دراسة استعمالات الأراضي والمباني ومحاولة خلخلة المنطقة من الأنشطة الحكومية والخاصة غير المهم وجودها حتماً في هذا المكان, ومن الأولى نقلها إلى مناطق مناسبة خارج المنطقة, وذلك لتخفيف الازدحامات.
4- الدراسة العمرانية والبيئية والتنسيقية للفراغات وتناسبها مع بعضها, مع عمل التدرج الهرمي للساحات والحدائق والمظلات وتظليل حركة المشاة والاهتمام بالحدائق والمناطق الترفيهية.
5- تفعيل أكبر لما تقوم به الهيئة العليا وموظفوها من ندوات لمركز المدينة وذلك بمحاولة استقطاب القطاعات الأخرى مثل "سابك" و"الخطوط السعودية" وبعض شركات القطاع العام والخاص لعمل المهرجانات الترفيهية الجذابة للمتسوقين والمرتادين. وما الذي يمنع عرض بعض الأفلام والصور التراثية على بعض الحوائط البارزة وبخاصة في المناسبات وآخر الأسبوع؟
6 - التوعية العامة للمواطنين بأهمية الترابط الاجتماعي بين أهالي المدينة وضرورة الاستفادة من هذه الساحات العامة للتقارب والتعارف, كما يمليه ديننا الحنيف, بدلاً من تركها للأجانب.
أعتقد أنها فرصة لطرح الموضوع في مسابقة معمارية كمشروع وطني كبير يعيد لمنطقة وسط البلد قوتها وجذبها, كما أنه سيسهل عملية الوصول إلى وسط البلد ويجعلها أكثر جذباً. وبذلك يستفيد العديد من المشاريع الحيوية في وسط المدينة مثل مشاريع النقل العام والمعيقلية ومركز الملك عبد العزيز التاريخي وبقية مشاريع شركة الرياض للتعمير. قد يكون هذا الطرح تنقصه الجدولة المالية والتمويلية, ولكن إذا وجدت النية سهل التمويل.