الدنمارك: صعوبات التحول إلى الطاقة المتجدّدة

الدنمارك: صعوبات التحول إلى الطاقة المتجدّدة

رغم أن الدنمارك تبدو من بعيد قصة نجاح فيما يتعلق بالطاقة البديلة وبديلا لما هو سائد في الولايات المتحدة وآسيا تحديدا، ونموذجا قياديا في أوروبا، إلا أن واقع الحال يشير إلى صعوبة التحول من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.
طواحين الطاقة المولدة من الرياح تقف شاهدة على مدى العزم الدنماركي في التحول إلى ميدان الطاقة البديلة لتلك الأحفورية، والأرقام تعضد ذلك. فثلث الطاقة الكهربائية يتم توليدها من الرياح، وهو أكبر معدل تحققه أي دولة في العالم، كما يقول الخبراء. وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لامتصاص الغازات المنبعثة وفقا لبروتوكول كيوتو، فإن الدنمارك تحقق مرتبة متقدمة لحصولها على درجة فوق الوسط.
لكن نظرة من قرب توضح أنه للاستمرار في هذا النهج هناك حاجة إلى قرارات بشأن الأولويات السياسية والاستعداد لتحمل الثمن من قبل المستهلكين، إضافة إلى التساؤل حول إلى أي مدى يمكن الاعتماد على الرياح مصدرا للطاقة.
فمن التطورات الرئيسية التي بدأت تحدث أثرا ملموسا، تقليص الدعم الحكومي المدفوع لصناعة بناء الطواحين، الأمر الذي أدى إلى توقف العمل في بناء توربينات جديدة عمليا بسبب قلة الدعم، الذي يشهد في واقع الأمر مراجعة من قبل الحكومة الجديدة التي ترى أن البعض حصل على أكثر مما يستحق في عهد الحكومة السابقة، وهو ما دفع بعض المعارضين اليساريين إلى القول إن جهود البحث عن طاقة بديلة سجلت انتكاسة، وأن الدنمارك بدأت تخسر المعركة بسبب عدم الاهتمام الحكومي.
على أن الحكومة أعلنت مطلع هذا العام أنها تخطط إلى مضاعفة كمية المنتج من الطاقة المتجددة، وغالبا من الرياح، بحلول العام 2025. وكجزء من الخطة فإن ذلك يتطلب من الحكومة القيام بحساب للفئات التي ستقدم لمشغلي توربينات الرياح والموارد المطلوبة لميادين البحث العلمي والتطوير.
لكن إلى جانب المتاعب السياسية هناك تلك الفنية، وعلى رأسها كيفية الاستفادة من كمية الرياح التي تكون متاحة في بعض الأوقات وكيف يمكن تخزينها والعودة إليها لاستخدامها وقت الحاجة، هذا إلى جانب الاستفادة من التيارات العامة التي تهب فوق المياه.

الأكثر قراءة