بنوك غربية تتحفظ بشدة على منعها من مزاولة الصرافة الإسلامية في الهند

بنوك غربية تتحفظ بشدة على منعها من مزاولة الصرافة الإسلامية في الهند

أظهرت بنوك غربية امتعاضا "متحفظا" لأول مرة حول النظام البنكي الهندي. فهي تشكو من أن البنك الاحتياطي لا يسمح لها بممارسة أنشطة الصرافة الإسلامية وتكافل في بلد توجد فيه مؤسستان محليتان تحاولان عبثا خدمة 150 مليون مسلم!
هنالك خارج الهند أكثر من 300 مؤسسة مصرفية منتشرة عبر الشرق الأوسط، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا، تقدم في الوقت الراهن خدمات مصرفية متقيدة بأحكام الشريعة الإسلامية. ولدى مصرف HSBC البريطاني أكثر من 110 ملايين زبون يتعاملون في حساباتهم المصرفية وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية في 77 بلداً. ويتم تسويق تلك المنتجات المصرفية على نطاق واسع، بحيث يمكن للمستثمرين الإسلاميين الوصول إليها. أما في الهند التي تضم 150 مليون مسلم، فليس هنالك سوى مؤسستين للسمسرة هما Idafa، ومؤسسة بارسولي المحدودة، اللتان يبلغ عدد زبائنهما نحو ألفي زبون، وتقدمان خدمات استثمارية متقيدة بأحكام الشريعة الإسلامية.
ويقول نيكولاس ونسور، مدير التمويل الشخصي في فرع بنك HSBC في الهند لصحيفة "هيندوستان تايمز"، "استكشفنا الطلب على قابلية المنتجات الإسلامية التي نطرحها لعملائنا، واجتمعنا مع مسؤولين في البنك الاحتياطي الهندي بهذا الخصوص، غير أنهم اخبرونا أن البيئة التشريعية والتنظيمية القائمة في الهند حالياً لا تسمح لنا بإطلاق هذه المنتجات في الوقت الراهن". وهو يشير كذلك" إن ثروة المسلمين كبيرة في الهند". وليس بنك HSBC وحده غير القادر على تقديم هذه الخدمات لهذه الشريحة ذات الاحتمالات الربحية العالية. وتقدم بنوك، ABN AMRO، و UBS، وسيتي جروب منتجات وخدمات مالية إسلامية عبر العالم، ولكن ليس في الهند.
وبينما لا يزال على النشاطات المصرفية الإسلامية في الهند الحصول على الضوء الأخضر من بنك الاحتياطي الهندي فإن الحال نفسه ينطبق مع التأمين الإسلامي. وكما يقول أناند تاندون، المؤسس المشارك لشركة جرايفون للاستشارات الاستثمارية في مومباي الذي درس التمويل الإسلامي وآفاقه في الهند" إن التأمين في الوقت الراهن هو النقطة الأشد رمادية بالنسبة للاستثمار من جانب أي مسلم، حيث إنه من المفروض ألا يلجأ المسلم نظرياً إلى التأمين، لأن ذلك يخالف الإرادة الإلهية. وإن أسهل وسيلة ليقوم المسلم بالاستثمار هي وضع أمواله في أدوات ملكية أسهم نقية".
صناعة الصناديق المشتركة الإسلامية هي الأخرى تعاني. فباستثناء صندوق Select Eqiuty الإسلامي التابع لصندوق تاتا المشترك الذي يعمل منذ 11 عاماً، فإنه لا يوجد هنالك أي منتج مصرفي وفقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية في السوق الهندية في الوقت الراهن.

الأكثر قراءة