الغاز الأمريكي قد يكون بديلا للأوروبيين عن الطاقة الروسية

الغاز الأمريكي قد يكون بديلا للأوروبيين
عن الطاقة الروسية

يجري قادة أوروبيون محادثات مهمة اليوم في بروكسل تتناول كيفية تشديد الضغوط على روسيا بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم وكيفية دعم اقتصاد أوكرانيا المتداعي وأفضل السبل لإنهاء الاعتماد على النفط والغاز من روسيا في السنوات المقبلة.
وأظهرت وثيقة بريطانية أن لدى أوروبا مجموعة من الخيارات لتعزيز أمن الطاقة والحد من الاعتماد على الإمدادات الروسية تشمل طلب تصدير مزيد من الغاز الأمريكي والتعاون مع العراق.
وبعد أن ضمت روسيا منطقة القرم الأوكرانية تنصب المحادثات بين زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل على سبيل الحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي الذي ينقل عبر أراضي أوكرانيا.
ووفقاً لـ "رويترز"، فإن دول الاتحاد الأوروبي الثمانية والعشرين تريد أن تكون قادرة على تزويد أوكرانيا بالطاقة إذا قطعت روسيا الإمدادات، ومن المتوقع أن تطلب من المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد إجراء دراسة معمقة لأمن الطاقة الأوروبي بحلول حزيران (يونيو) القادم، وتدعو الورقة البريطانية، التي وزعت على حكومات الاتحاد الأوروبي إلى خطة مدتها 25 عاما وإجراءات للمدى القريب، وتشدد على أن المحادثات ينبغي أن تظهر أن أوروبا ستعمل على نحو منسق وعاجل للحد من اعتمادها الكبير على الغير في مجال الطاقة.
ويبحث قادة الاتحاد الأوروبي سبل تكثيف جهودهم في أزمة القرم وسط شكوك متنامية بشأن ما إذا كانوا متحدين بما يكفي لفرض عقوبات مؤلمة على موسكو، وسبق أن اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات لتنويع مصادر الطاقة ردا على أزمات سابقة عندما قطعت روسيا الإمدادات عن أوكرانيا.
ودعم الاتحاد مشروع خط أنابيب جديد لاستيراد الغاز الأذربيجاني وطور البنية التحتية للسماح بضخ الغاز من الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا، لكن المحللين يقولون إن أوروبا ستواجه رغم ذلك مشاكل كبيرة إذا قطعت روسيا الإمدادات.
وتؤكد بريطانيا في ورقتها النقاشية على أنه ينبغي تكثيف جهود البحث عن سبل لشحن الغاز العراقي إلى أوروبا وتطوير التعاون مع شركاء استراتيجيين آخرين، وأن تدرس محادثات الطاقة الأوروبية الأمريكية سبل البدء في تصدير الغاز من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي وبحث كيفية إدراج ذلك في مباحثات التجارة عبر الأطلسي.
وبدأت الولايات المتحدة منح رخص لتصدير الغاز الطبيعي المسال لكن التقدم بطيء بسبب الحساسيات السياسية بشأن إبقاء معظم الغاز للاستهلاك المحلي.
ويرى المحللون أن الوجهة الطبيعية للصادرات الأمريكية ستكون آسيا، حيث أسعار الغاز أعلى منها في أوروبا لكن حتى شحنات محدودة إلى الاتحاد الأوروبي قد تساعد، وتقترح بريطانيا التي تحصل على قدر ضئيل من الغاز الروسي خلاف ذروة الطلب الشتوي عبر خط أنابيب من أوروبا، الغاز الأمريكي كخيار واحد فحسب من بين خيارات عديدة، فهي تحث سلطات الاتحاد الأوروبي على مساعدة الدول الأعضاء في استغلال مواردها عن طريق تنظيم إقامة سوق حرة مشتركة للطاقة وتقديم مساعدات مقننة.
ونجحت بريطانيا بالفعل في جهودها للحيلولة دون لوائح أوروبية كانت ستجهض خططها لتطوير الغاز الصخري، وتسعى المملكة المتحدة إلى بناء محطة نووية جديدة بالتعاون مع (إي.دي.إف) الفرنسية لكن المفوضية الأوروبية أثارت مخاوف من أن خطط التمويل البريطانية قد تنتهك قانون المنافسة الأوروبي.
وبحسب الورقة البريطانية، فإنه يتعين على المفوضية الأوروبية أن ترتب الأولويات على صعيد مساعدات الطاقة الحكومية لتسهيل وتسريع إقامة بنية تحتية في الاتحاد الأوروبي تضمن تحقيق أمن الإمدادات.
من جهة أخرى، صرحت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية أن الاتحاد الأوروبي يعد إجراءات عقابية ضد روسيا تشمل عقوبات اقتصادية ذات حساسية سياسية، مضيفة أن رؤساء حكومات الاتحاد يبحثون فرض مزيد من عقوبات المرحلة الثانية التي أصدرناها قبل أسبوعين.
وأشارت إلى أن قمة الاتحاد الأوروبي ستؤكد أننا على استعداد في أي وقت لإدخال إجراءات المرحلة الثالثة إذا تفاقم الوضع، ومن بينها توسيع قائمة الأشخاص المشمولين بحظر منح تأشيرات الدخول وتجميد الأموال، مشددة على أن مجموعة الثماني، التي تضم روسيا ماتت بالفعل طالما استمرت المواجهة الدبلوماسية مع موسكو، فطالما لا توجد ضمانات لضوابط السياسة، فهذا يعني أن مجموعة الثماني لم يعد لها وجود في الوقت الراهن، وتتولى روسيا رئاسة مجموعة الثماني وكان من المقرر عقد قمة في سوتشي في حزيران (يونيو).
وكشفت ميركل عن أن المشاورات الألمانية الروسية المقررة في الشهر المقبل أصبحت مهددة وسيتعين على الحكومة الألمانية تحديد ما إذا كانت ستمضي قدما فيها.
ومن جانب آخر، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعزز عقوباتها على روسيا لمعاقبتها على استيلائها على شبه جزيرة القرم، وأكدت أن موسكو تعاني أصلا اقتصاديا بعد ضمها شبه جزيرة القرم.
وقالت جينفر بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن المسألة في هذه المرحلة ليست معرفة ما إذا كنا سنرفض المزيد من العقوبات، بل المسألة هي معرفة متى ستتخذ واشنطن هذه الإجراءات العقابية ضد موسكو؟
وفرضت الإدارة الأمريكية عقوبات موجهة ضد 11 مسؤولاً روسياً وأوكرانياً مقرباً من الروس بينهم سبعة مقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، بينما أشار أوباما إلى أنه مستعد للتصعيد أكثر مع موسكو.
وأوضحت بساكي أن رد فعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كان له تأثير اقتصادي ضخم على موسكو، وأن أغنى 19 شركة في روسيا خسرت 18.3 مليار دولار بسبب تذبذب الأسواق في الثالث من آذار (مارس) في اليوم الأول للتعامل بالبورصة بعد بدء الغزو العسكري الروسي للقرم، مضيفة أنه لم تعد هناك رساميل وهي أصلا فرت من روسيا هذا العام وخلال عام 2013 وأن نسبة النمو في روسيا للعام 2014 تدور حول 1 في المائة والبعض يتوقع نسبة سلبية.

الأكثر قراءة