أنديتنا وآسيا
حلم تسعى الأندية السعودية لتحقيقه غير أنه استعصى فترة من الزمن وبتنا في حاجة إلى مراجعة ومكاشفة من أجل معرفة تفاصيل هذا الإخفاق ومسبباته، فالتنظير لن يجدي نفعا ولن يدير عجلة التفوق من جديد، فمن النظرة الأولى نرى الأندية الآسيوية خصوصا تلك القادمة من الشرق أكثر تنظيما من مثيلاتها لدينا، فالفوضى تغلف جل أعمالها، ولا وجود للخطط المرحلية المؤطرة بالإطار الزمني، فبينما أندية الشرق ترعاها شركات أو هي جزء في بعضها من شركات قائمة، فالتنظيم الإداري والحماية والتخطيط المالي حاضران هناك مفقودان هنا، فالدين يتعاظم وهبات أعضاء الشرف رحمة، يتساءل الجميع متى تمطر سحابتها جانبا مهما، يدفعنا للتفتيش عن نتاج العمل أكثر وأكثر، فالعمل السريع غير المدروس يكرس عملية تدوير المدربين في مسابقاتنا، راجعوا أسماءهم خلال السنوات العشر مجرد زحزحة وإحلال، فليس هناك فكر تدريبي جديد ولا خطط جديدة، ولا حماس يذيب البرود الذي تملك حتى اللاعبين وسط الملعب، ومتى وجدت هذه الكوادر سارع الجيران الأشقاء إلى استقطابهم وإغرائهم بالمال الكثير ليرحل راسما مجدا هناك، وتاركا حسرة هنا، فبتنا كشافين لهم، وفترة التجربة لدينا مدتها سنة ليرحل للإمارات أو قطر، فننادي “جيب كويس ورخيص”.
ومن المعضلات الحاضرة بقوة ضعف المخرجات في كرة القدم السعودية، فالدرجات الأقل دوري ركاء، والثانية أصبحت مرتعاً لمنسقي دوري جميل، فالمال مبذول رغم شحه في طلب النجاح السريع، فماتت المواهب في انتظار الفرصة التي تضيع مرة تلو الأخرى حتى تكسرت الإرادة وحاصرها الملل، فتناسينا فترة كان المؤثرون من أندية الظل، ومن ثم تلتقطهم أعين أندية الأغنياء بعد ذلك، ولم يتبق من هذا الفكر سوى خالد القروني، فهل يستمر أم يسقط كغيره؟
ونقطة يجب تدارسها وعقد ورش العمل من أجلها ألا وهي نكبة “الاحتراف المشوه”، فكيف نسمح باحتراف تكديس الأموال في جيوب لاعبين جلهم ناقص ثقافة وموهبة، فقط بسبب تنافس رؤساء الأندية دون أن يدركوا أنهم يحفرون حفر سقوطهم بأنفسهم، فالنادي كله يدار بمتعاونين وهواة أو بأنصاف موظفين، ومن ثم ننادي بالاحترافية وضبط العمل، ولهذا أعرف رئيس ناد جعل ناديه فرعا “لمكتبه الخاص”. ومن مشكلات الوسط الرياضي الصوت الإعلامي الفردي المنتمي إلى فرقه حتى ثمالة التعصب، فهو يكسر ويشوه كل شيء من أجل لون فريقه وهبات مسيريه حتى ضعف الانتماء للوطن الكبير مقابل الوطن الصغير، فلا حب ولا صداقة إلا بلون الشعار، ووحدة الهدف ترسمها مصلحة الفريق الجامع لقلوب المحبين. ومن مخرجات هذا الشتات في العمل والضعف في التخطيط وجود مزاجية اللاعب السعودي حاضرة ومسببة دوخة رأس لمن يريد أن يعرف مسبباتها، فالشباب الذي هزم النصر بمستوى وروح يسلم مباراته الآسيوية بشكل غير بسبب أخطاء بدائية ممن يقبضون الملايين سنوياً، فكل الشكر للاحتراف الأعوج.
ولكي نقدم الحل لكل ما ذكرناه من معضلات ومشاكل فلابد من تخصيص الأندية وتحويلها لشركات تتولى هي إدارة شؤونها المالية والإدارية بمديرين تنفيذيين يقدمون نتاج عملهم وخططهم التطويرية لمجلس إدارة له القدرة على التغيير والتبديل مع توفير المناخ المناسب للعمل.
متفرقات
رئيس الحزم وحكم القزع: نعم حكم يحضر كي يدير مباراة بقزع لو شاهده عمر المهنأ لمنعه من النزول لأرض الملعب، ويذهب لأبعد من ذلك، فأخطاؤه تثير الجميع، وحين يتدخل الرئيس لإصلاح ما أفسده حكم القزع تصب اللجنة غضبها عليه، فأعين اللجنة لا ترى من الأخطاء إلا ما تريد، فلماذا لم يطلب رأي رئيس النادي؟ ولماذا لم يتم توفير الحكم المناسب؟ فصبر جميل والله المستعان. خالد القروني وأبو نخاع: السيد صالح أبو نخاع يشد في خطابه؛ لأن لوبيز يريد حضور القروني بسرعة لوجود عمل لا يحتمل التأخير، وكأن القروني في بلد آخر، ولم يذهب بموافقة المسؤول الأول، لمصلحة من يتم تكسير مجاديف الناجحين؟ ولمصلحة من يراد خنق الاتحاد أكثر وأكثر حتى يموت؟ رجاء اتركوه حتى يتعافى. الزوري شكرا: ضرب النجم عبد الله الزوري مثالا في التعامل الاجتماعي، حينما بادر إلى تسديد دين زميل له مستجيبا لنداء والدته، هكذا هو الشكل الصحيح للاعب الرجل، فشكرا يا عبد الله.
من ورط الغامدي: خالد الغامدي سارت الركبان بعدم تجديد عقده، ومن ثم سارت بخبر اتفاقه مع شخصية هلالية على الانتقال. سؤال: كم لاعبا لم يجدد مع ناديه حتى الآن؟ ولماذا خالد الغامدي فقط حوله هذه الضجة؟ هل كل وكلاء اللاعبين فتحوا مزادا على لاعبيهم عبر وسائل الإعلام؟ حقيقة؛ لا أعلم.