الأسواق الصينية تتعامل بهدوء مع زيادة أسعار الفائدة
لم تتوقف أسواق المال الصينية كثيرا أمس، عند زيادة أسعار الفائدة حيث ارتفعت أسعار الأسهم وصعد اليوان إلى واحد من أعلى معدلاته مقابل الدولار وصعدت عوائد أذون الخزانة والسندات بشكل معتدل.
وقال محللون إن المستثمرين واثقون من أن الزيادة في أسعار الفائدة القياسية على الإقراض والإيداع التي بلغت 0.27 نقطة مئوية والتي أعلنت السبت الماضي لن تفعل الكثير للحد من تدفق الأموال على الأسواق الصينية الناجم عن النمو الاقتصادي السريع والفائض التجاري المتنامي.
غير أن اقتصاديين توقعوا في مسح أجرته رويترز زيادة أخرى في أسعار الفائدة هذا العام كما توقعوا إجراءات تقييدية أخرى قد تسبب اضطرابا في سوق الأسهم.
وكتب تشو هونجبين الخبير الاقتصادي في بنك إتش. إس. بي. سي "هناك حاجة إلى عمل المزيد للسيطرة بشكل أفضل على نمو الائتمان".
وفيما يخص سوق الأسهم انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 2.64 في المائة خلال الدقائق الأولى من التداول ما أثار ارتباكا بعد الانخفاض الذي بلغ 9 في المائة في 27 شباط (فبراير) الذي جاء نتيجة شائعات بخصوص إجراءات صارمة بشأن المضاربة.
غير أنه عاود الارتفاع ليغلق مرتفعا بنسبة 2.87 في المائة مسجلا 3014.442 نقطة بعدما اعتبرت الصناديق المشتركة حديثة الإنشاء الانخفاض في البداية فرصة لزيادة ممتلكاتها، بينما ارتفعت أسهم البنوك على أمل أن تسفر الزيادة في معدلات الفائدة عن زيادة طفيفة في هامش الإقراض.
وفي سوق العملات الأجنبية فاجأ البنك المركزي المتعاملين بتحديد متوسط السعر اليومي لليوان مقابل الدولار عند 7.7351 يوان وهو أعلى سعر له منذ رفعت بكين قيمة عملتها في تموز (يوليو) من 2005.
وكان البنك أبقى اليوان مستقرا في السابق بعد إجراءات نقدية مشددة لكبح
المضاربة. واعتبر البعض متوسط السعر القوي لليوان علامة على أن السلطات مستعدة للنظر في ارتفاع أسرع في قيمة اليوان لتهدئة النمو الاقتصادي.
وارتفع اليوان في أوائل معاملات أمس إلى 7.7330 يوان مقابل الدولار قبل أن يتراجع إلى 7.7361 يوان في فترة ما بعد الظهيرة مقابل مستوى الإغلاق يوم الجمعة الذي بلغ 7.7360 يوان.
غير أن رفع أسعار الفائدة يهدد بخفض فارق أسعار الفائدة في الصين والولايات المتحدة إلى أدنى معدلاته منذ رفع قيمة اليوان وهذا من شأنه أن يجذب أموالا جديدة بغرض المضاربة إلى الصين، ولذا فقد تجد السلطات الصينية نفسها مضطرة لإحكام قبضتها على اليوان.
وارتفع أغلب عوائد أسواق المال والسندات التي كانت آخذة في الصعود بالفعل عقب توجيهات البنك المركزي بما يراوح بين نقطتين وست نقاط أساس فقط أمس.
وفي اليابان، ارتفع مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية 1.59 في المائة في نهاية معاملات أمس، وتجاوز مستوى 17 ألف نقطة للمرة الأولى منذ 13 آذار (مارس) مع صعود أسهم مصدرين مثل "كيوسيرا كورب" بعد ارتفاع الدولار أكثر من ين عن أدنى مستويات أمس.
كما وجد "نيكي" دعما في انتعاش المؤشر الرئيسي للأسهم الصينية بعد هبوطه أكثر من 2 في المائة في أوائل التعامل بعد أن رفعت الصين أسعار الفائدة في مطلع الأسبوع.
وأغلق "نيكي" على 17009.55 نقطة مرتفعا 265.40 نقطة، بينما زاد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقا 1.01 في المائة لينهي اليوم على 1694.08 نقطة.