الإنترنت: لعبة منخفضة العوائد

الإنترنت: لعبة
منخفضة العوائد

إليك حجة لصالح امتلاك أسهم شركة أمازون بقيمة 360 دولاراً للسهم: تنمو مبيعات الشركة بنحو 20 في المائة في السنة. وإذا استمر ذلك لمدة 10 أعوام، سيكون لديها عوائد بقيمة 460 مليار دولار، وهو المستوى الحالي لشركة وول مارت - ومن ينفي أن “أمازون” هي “وول مارت” التالية؟
الآن، لنفرض أن هامش التشغيل فيها ارتفع إلى 10 في المائة، من 1 أو 2 في المائة في الوقت الحالي. لا شك أن هذه نسبة مرتفعة بالنسبة لتاجر تجزئة في السلع العامة، لكن شركة أمازون لديها أعمال بهوامش أعلى أيضاً – مثل خدمة الحوسبة السحابية وكل ذلك.
بمعدل ضريبة يبلغ 20 في المائة، كما هي الحال مثلاً في لوكسمبورج، أو إيرلندا أو برمودا، ستكون الأرباح في عام 2022 تساوي 71 دولاراً للسهم. وإذا كانت التقييمات في وقتها هي 20 ضعفاً للأرباح، عندها ستكون قيمة السهم 1,600 دولار. إذاً، عليك بالشراء!
هل هذه حسابات سريعة وغير دقيقة؟ بالتأكيد، لكن من الصعب تصوّر تقدير احتمالات مستقبلية أكثر دقة من ذلك بكثير، فالمتغيّر الحاسم – وهو الأمر الذي تفعله المنافسة في تجارة التجزئة عبر الإنترنت لنمو هوامش أي شركة واحدة – يظل مجهولاً. فلنطبق اختبار الإجهاد على هذا التقدير للاحتمالات المستقبلية: أَدخِل متوسط نمو بنسبة 15 في المائة، وهامشاً تشغيلياً بنسبة 7 في المائة، و30 في المائة كمعدل ضريبة، مع مضاعِف يبلغ 15. من وجهة النظر هذه، لا تزال شركة أمازون تضاعف مبيعاتها مرتين في الأعوام العشرة المقبلة، ويرتفع هامشها ثلاثة أضعاف - لكن تبقى قيمة السهم أقل من 500 دولار في عام 2022. هذا يمثل عوائد سندات سنوية بنسبة 3 في المائة. إذن عليك شراء شيء آخر!
بإمكان المتفائلين بشركة أمازون وتجارة التجزئة عبر الإنترنت عموماً الإشارة لشريحة واحدة اخترقتها مبيعات الإنترنت منذ فترة طويلة: السفر. يبقى الهامش والنمو والتقييم على ارتفاع في الشركتين الرائدتين، وهما إكسبيديا وبرايسلاين.
تذكّر أن تلك الشركات أشبه ببورصات تجمع العرض والطلب، وتتمتع البورصات بآثار الشبكة القوية، فالجميع يرغب أن يكون ضمن بورصة معينة (أو إن شئت، تطبيق دردشة) التي يكون فيها الكثير من الأشخاص في الأصل. لذلك لا تخلط بين مواقع السفر وبين الشركات التي هي في الأساس عبارة عن متجر تجزئة قديم الطراز – أي الحصول على المواد من مقاولين خارجيين وبيع وتوزيع بضائع عينية - صدف أن كانت لديها واجهات محلات رقمية. هذه المجموعة، التي تشتمل على شركات أوكادا، وAO World وأجزاء كبيرة من شركة أمازون، سوف تتنافس على السعر، والتوزيع والاختيار - وهذه لعبة تحتاج إلى رأس مال كبير لكنها منخفضة العوائد.

الأكثر قراءة