«سدوس التراثية»..من الاندثار إلى الاستثمار
جدران طينية تتهاوى وتنقض مع مرور الزمن، وعقود من الهجران كادت أن تعصف بتاريخها، لكن أزيح الستار عن قرية سدوس التراثية أمس الأول لترميمها وتطويرها لتتحول إلى قرية اقتصادية منتجة ومتكاملة ومشروع استثماري متنوع ينتشلها من الاندثار إلى الاستثمار.
وتعد بلدة سدوس القريبة من الرياض باتجاه الشمال الغربي واحدة من أقدم المستوطنات البشرية في وسط الجزيرة العربية، وقد احتضنت معالم أثرية في غاية الأهمية، أهمها مسلة لافتة عليها نقوش وكتابات تعود إلى عصور قديمة تؤكد أهمية البلدة كإحدى الحواضر في الجزيرة العربية، إضافة إلى كتابات ونقوش قديمة عثر عليها في السلسلة الجبلية شمال سدوس.
وتضافرت الجهود سعيا لإحياء قرية سدود التاريخية، وستتوج هذه الأعمال لتأهيلها مستقبلا لتكون مصدر جذب سياحي في المنطقة، وجزءا مهما في المسار التراثي الثقافي السياحي في منطقة الرياض.
#2#
يقول الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار “قصة المكان لا يعرفها الناس إلا عندما يأتون إليها ولن يأتوا إليها إلا عندما يكون الموقع جاذبا، لذا فإننا وبالتنسيق مع محافظ الدرعية سنعزز ميزانية المشروع حتى ننطلق في المواقع الثلاثة الجديدة في وقت واحد”.
وأشاد باهتمام المواطنين بتطوير قراهم التراثية وحرصهم على إحيائها وتأهيلها وفتحها للزوار، وقال إن هذا الاهتمام يجسد ارتفاع الوعي في مناطق السعودية كافة بأهمية المواقع التراثية التي تشكل سجلاً حياً لإسهام الأجداد في تأسيس هذا الكيان ووحدته الوطنية التي بناها المواطنون بمختلف أسرهم ومواقعهم، مبيناً أن القرى التراثية باتت مشروعاً اقتصادياً مهماً يحفظ التاريخ ويفتح الأبواب للسياح ويدر دخلا جيدا للأهالي، وستصبح بلدة سدوس بعد تطويرها مصدر رزق لأهاليها ومجالاً لتوظيف أبنائها.
وأنشئت في سدوس القلعة “حي البلاد” وشيد لها سور محكم وأبراج جيدة، وتدل بقايا آثار عمران حي البلاد وأسواره على بعض مراحل نموه وتطوره.
#3#
وسيتم تنفيذ مشروع تطوير بلدة سدوس على ثلاث مراحل، تتضمن المرحلة الأولى تطوير وسط المدينة خلال 520 يوماً، ويتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووكالة أمانة منطقة الرياض لشؤون بلديات المنطقة.
كما تتضمن المرحلة الأولى من المشروع تنظيف الممرات والفراغات والمباني من المخلفات والأنقاض وتجميعها وفرزها وتسويتها، وإعادة تأهيل البنية التحتية للبلدة للأعمال الكهربائية والميكانيكية، وإعادة رصف الشارع الرئيس حول البلدة وتطويره بطريقة تتماثل مع شكل القرية، وإعادة بناء وترميم سور القرية بالكامل، والمحافظة على منابع مياه الآبار والكشف عنها، والمحافظة على اللوحات الجصية والجدران والأعمدة، وإعادة بناء الجدران الطينية بمختلف عناصرها وطبقاتها وسماكتها.
أما المرحلة الثانية للمشروع فيتم خلالها إكمال ما بدأ في المرحلة الأولى، في حين تتضمن المرحلة الثالثة تطوير ما تبقى من أجزاء لحي البلاد، والاهتمام بالأحياء التراثية الأخرى كحي الرأس والمنارة والقصر القديم ومرقب سدوس وغيرها.