بيانات الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة تنقذ الأسواق العالمية

أسواق الأسهم الأمريكية وبيانات الوظائف ساهمت في دفع بقية الأسواق العالمية، فبعد أن انقشعت غُمة الخوف من ركود الاقتصاد الأمريكي بسبب الإعلان عن تقرير الوظائف الجديدة الذي لم يهبط كثيراً ارتفعت أسهم الشركات العالمية التي تعتمد على التصدير، حيث تعتبر الولايات المُتحدة الأمريكية أكثر المناطق التي تستورد من دول آسيا كما ساهم انخفاض سعر صرف الين الياباني في تحسن سوق الأسهم الياباني.
الصناديق السعودية للأسهم العالمية زادت خسائرها وتغيرت خريطة الرابحين والخاسرين بشكل لافت فبعض الصناديق التي كانت خاسرة من قبل تحولت إلى رابحة بعد هبوط البورصات العالمية! ومن كان رابحاً فمن الطبيعي أن يهبط مع الهابطين ويحقق الخسائر وهذا واضح بالنظر للجدول المرفق.

صناديق الأسهم الأمريكية
ساهمت المؤشرات والبيانات الاقتصادية في استقرار السوق وارتفاعه حيث بدأت الأسهم الأمريكية تعاملاتها وهي خائفة من حدوث ركود اقتصادي بعد تصريح محافظ البنك المركزي السابق السيد "ألن جرينسبان" والذي أشار فيه إلى توقعه بأن هناك مؤشرات تدل على احتمال حدوث ركود اقتصادي، ولكن مع صدور تقرير عدد الوظائف الجديدة يوم الجمعة الماضي تبين أن موضوع الركود ليس قريبا لهذه الدرجة ولا يُخيف حالياً وبهذا انتقل الخوف من الركود إلى الخوف من التضخم.
ارتفعت مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.1 في المائة بالنسبة لمؤشر "داو جونز" بينما ارتفع مؤشر S&P 500 الذي تعتمده معظم الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية كمعيار بنسبة 1.1 في المائة، أما الصناديق السعودية مُجتمعة فقد انخفض معدل أدائها حتى الآن لتُصبح خاسرة بنسبة 0.02 في المائة بعد أن كانت قد حققت خسارة بمقدار 0.01 في المائة في شباط (فبراير) وربحت 0.57 في كانون الثاني (يناير) الماضي، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة طبيعية للهبوط الحاصل بعد هبوط بورصات آسيا.
وقد تغيرت خريطة أرباح وخسائر الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية بعد الهبوط الذي ألمّ بالبورصات العالمية، لكن ما يزال صندوق بنك الرياض مُحتفظاً بمكانته الأولى على بقية الصناديق ضمن هذه الفئة مُحققاً أرباحا بنسبة 0.31 في المائة منذ بداية، العام علماً بأن أعلى أرباح حققها الصندوق كانت في كانون الثاني (يناير) بنسبة 1.8 في المائة، بينما بقي صندوق "الأهلي للمتاجرة بالأسهم الأمريكية" في وضع متوازن فلم يُسجل أي ربح أو خسارة، علماً أن أعلى مستوى أرباح حققه أيضاً في كانون الثاني (يناير) بنسبة 0.92 في المائة.

صناديق الأسهم الأوروبية
أنهت البورصات الأوروبية تعاملاتها في الأسبوع الماضي على ارتفاع يُعد هو الأعلى خلال أسبوع واحد منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي ويعود هذا الارتفاع إلى تحقيق عدد من الشركات أرباحا أكثر من المُتوقع، حيث سجل مؤشر فوتسي 100 ارتفاعاً بنسبة 2.1 في المائة ومؤشرا داكس الألماني وكاك الفرنسي ارتفاعاً بنسبة 1.7 و2.1 في المائة على التوالي، كما ساهم تحسن أداء أسواق الأسهم الأمريكية في الأسبوع الماضي وتحديداً بعد زوال الخوف من ظهور بيانات الوظائف الجديدة الأمريكية، كما يتوقع المُحللون أن يهدأ تذبذب الأسواق الأوروبية خلال الأسابيع المقبلة مع إقدام البعض على تحسين أوضاعهم بشراء بعض الأسهم المُنخفضة وبيع ما هو موجود من قبل من باب جنيّ الأرباح لتوفير سيولة يقتنصون بها الفرص الأكثر أمانا والأوفر حظاً.
على صعيد الشركات الأوروبية، فقد قدمت شركة "سويس كوم" عرضاً لشراء شركة "فاست ويب" الإيطالية مقابل 3.7 مليار دولار نقداً، وحسب تصريح شركة "سويس كوم" فإن عرضها كان 47 يورو مقابل كل سهم أي بزيادة مقدارها 12 في المائة عن آخر سعر لسهم "فاست ويب" يوم التاسع من آذار (مارس) الحالي وتأتي هذه الخطوة من قبل شركة "سويس كوم" رغبة منها في زيادة عدد المُشتركين لديها في خدمة الإنترنت.
كذلك فإن شركة EADS وهي أحد المُستثمرين الرئيسين أو لنقل الشركة الأم لشركة "إيرباص" توقعت أن تُحقق شركة صناعة الطائرات "إيرباص" خسائر هذا العام وذلك بسبب تأخرها في تسليم طلبيات الطائرات العملاقة، جدير بالذكر أن هناك خسائر سابقة حققها الاتحاد الأوروبي بسبب هذا التأخر وصلت إلى 4.8 مليار يورو حتى عام 2010.
الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية مُجتمعة حققت خسائر بنسبة 0.01 في المائة منذ بداية العام الحالي وحتى بداية آذار (مارس) وقت نشر هذا التقرير، وقد عاد صندوق "الأسهم الأوروبية الصاعدة" من بنك الرياض ليحتل مكان الصدارة محققاً حتى الآن ومنذ بداية العام أرباحا بنسبة 1.72 في المائة، علماً بأن أعلى نسبة أرباح حققها الصندوق كانت في كانون الثاني (يناير) بنسبة 3.37 في المائة، وبالمثل يأتي بعده صندوق الأهلي للمُتاجرة بالأسهم الأوروبية مُحتفظاً بتوازنه دون ربح أو خسارة. جدير بالذكر أن الكثير من الصناديق السعودية فقدت أرباحها الجيدة التي حققتها في شباط (فبراير) وتحولت إلى منطقة الصناديق الخاسرة.

صناديق الأسهم اليابانية
الانخفاض المُتتابع لسعر صرف الين ساعد في ارتفاع سوق الأسهم الياباني وأدى إلى ارتفاعها كما صدر تقرير عن مجلس الوزراء الياباني أظهر أن الاقتصاد الياباني نما في الربع الرابع بنسبة 5.5 في المائة، أما في عام 2006 بأكمله فقد نما بنسبة 2.2 في المائة مقارنة بعام 2005، أيضاً فإن ارتفاع طلبات تصنيع المعدات في كانون الثاني (يناير) ذو أثر إيجابي، كما أن تحسن أسواق الأسهم الأمريكية وزوال الخوف من حدوث الركود في الاقتصاد الأمريكي ساهم في تحسن أداء أسهم الشركات اليابانية وبالذات أسهم الشركات التي تعتمد على التصدير مثل شركتي "سوني" و"كانون".
الصناديق السعودية للأسهم اليابانية كانت قد ربحت في نهاية شباط (فبراير) 0.03 في المائة ولأول مرة منذ بداية العام الحالي ولكن هذه الأرباح ذهبت وأصبحت الصناديق السعودية للأسهم اليابانية مُجتمعة منخفضة بنسبة 0.01 في المائة وبقي صندوق "الأسهم اليابانية" من بنك الرياض مُحافظاً على أرباحه بنسبة 1.05 في المائة حتى الآن، علماً بأنه حقق أعلى أرباح له في كانون الثاني (يناير) بنسبة 3.45 في المائة، وأما صندوق "مؤشر الأسهم اليابانية" من "ساب" فمتوازن دون أرباح أو خسائر.

صناديق أسهم الصين والهند
ارتفع الفائض التجاري الصيني في شباط (فبراير) بنحو عشر مرات مقارنة بشباط (فبراير) من العام الماضي ليصل إلى 76.23 دولار حسب إعلان الإدارة العامة للجمارك، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 51.7 في المائة والواردات بنسبة 13.1 في المائة. جدير بالذكر أن ارتفاع قيمة اليوان أدى إلى ارتفاع أرباح الشركات المُصدرة، ولكن مع هذا فإن الحكومة الصينية تتجه إلى اتخاذ تدابير لخفض الفائض التجاري، وحسب تصريحات محافظ البنك المركزي الصيني فإن هذه التدابير ستتطلب وقتاً حتى يتم إصلاح الخلل في الميزان التجاري، علماً بأن الفائض التجاري ارتفع بنسبة 74 في المائة في عام 2005، وتزايدت المخاوف من ارتفاع التضخم في الصين بعد إعلان البنك المركزي الصيني عن ارتفاع حجم المعروض من النقود في الصين بنسبة 17.8 في المائة في شباط (فبراير).
الحكومة الهندية أعلنت أنها تأمل أن يتمكن اقتصادها من تحقيق نمو بنسبة 9 في المائة خلال السنوات الخمس المقبلة وجاء هذا بتصريح من مسؤول هندي رفيع يشغل منصب نائب رئيس اللجنة العليا للتخطيط الاقتصادي، ونظرة الهند هي أن يكون القطاع الزراعي هو المركز مع تطوير ورفع مستوى البنية التحتية حتى عام 2012، كما تعتزم الهند إعلان خمس مناطق صناعية متوجهة نحو صناعة البترول والبتروكيماويات لجذب استثمارات الأجنبية ضخمة إلى الهند في مجال البترول والغاز.
الصناديق السعودية للأسهم الصينية والهندية زادت خسائرها لتُصبح 0.07 في المائة منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، علماً بأنها سجلت أرباح في نهاية كانون الثاني (يناير) بنسبة 2.53 في المائة ثم هبطت شيئاً فشيئاً وكان دائما صندوق "الأسهم الصينية والهندية" يربح حتى حصل الهبوط في البورصات الآسيوية وسجل خسائر بنسبة 5.14 بعد أن كان الفضل ضمن فئته، وبعد هذه الخسارة يُصبح صندوق كأسهم الصين والهند" هو الفضل حيث ثبتت خسائره عند مستوى 2.79 في المائة فقط ليتولى الصدارة علماً بأن بياناته لم يتم تحديثها منذ تقريرنا في الأسبوع الماضي.