استمرار الترقب في السوق
يبدو أن السوق السعودي اختار أمس الترقب واللون الأخضر ليغلق بارتفاع بسيط، على الرغم من أن غالبية أسواق المنطقة تراجعت فيما عدا السعودية والبحرين ومصر، كذلك ضربت موجة الهبوط الأسواق العالمية من أوروبا إلى آسيا وانتهاء بأمريكا، واستمرت الموجة السلبية في النفط بنوعيه، ولكن استمر عند مستوياته المعتادة، والذهب الذي تراجع بحجم صغير. الأسواق العالمية والمحلية تراجعت بصورة طفيفة، وكذلك السوق السعودي تحسن بصورة طفيفة، والسبب حتى الآن هو انتظار الإعلان عن المتغيرات الكلية التي لها علاقة بالاقتصاد الكلي وليس الأداء الجزئي للأسواق من خلال شركاتها المدرجة. لذلك من المتوقع أن تستمر فترة الترقب والمتابعة مع صدور النتائج الكلية والجزئية والمتوقع حدوثها مع نهاية الشهر الحالي وبداية شهر يناير. وكالعادة نتوقع حدوث التراجع ثم الارتداد استنادا إلى قوة أداء الشركات في الأسواق وقوة الاقتصاد المحلي في السعودية كمتغير مؤثر مقارنة بالمتغيرات العالمية التي لا تلبث أن تتحسن بعد فترة من الضغط والحلول السياسية.
الفترة الحالية تعتبر فترة ترقب الوضع الذي ينعكس من خلال السيولة الداخلة، حيث نجدها في يوم الأربعاء لم تتجاوز الخمسة مليارات ريال، واستقرت فوق ٤.٤٤٣ مليار ريال، مما يعكس أن السيولة ترتفع بعد تراجع المؤشر، وتعاود إلى المستوى المنخفض بعد ارتفاع المؤشر وهو ما لمسناه خلال العام الحالي. والملاحظ أن السيولة اتجهت إلى القطاعات المعتادة من بنوك وبتروكيماويات وتطوير عقاري، وخرج التأمين ودخل بدلا منه قطاع الزراعة والغذاء اليوم، وهو اتجاه مؤقت وليس مستمرا.
الأيام القادمة والنتائج الصادرة لا شك وبالنسبة للعام الحالي ستساعد على قطف ثمار الأداء الجيد الذي تحقق خلال الأداء الربعي لعام ٢٠١٣. وصدور أرباح في السوق حسب التوقعات أو أعلى سيكون له أثر إيجابي على مسيرة السوق في الربع الأول من عام ٢٠١٤، فالسوق متعطش ويحتاج إلى نتائج قوية، خاصة أن مجالات الاستثمار البديلة قد بلغت حدودها العليا، وتعتبر الفرصة الأساسية لسوق الأسهم ليحقق تطلعات المتداولين.