فقدان الوازع الديني يقود الفتيات إلى العلاقات غير السوية

فقدان الوازع الديني يقود الفتيات إلى العلاقات غير السوية

يقع بعض الفتيات في علاقات غير أخلاقية مع بعضهن بعضا، وهذه العلاقات الشاذة والمدمرة لهن والمنافية لتعاليم ديننا القويم تمثل خطرا كبيرا على فكر فتياتنا وأخلاقهن، خصوصا إنها نتيجة لتبعات هذه العلاقات بين الفتيات، وتؤكد الفتاة هدى محمد أن هذه العلاقات منتشرة بين الفتيات للأسف الشديد وقد قام مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية بإجراء أول دراسة ميدانية حول الشذوذ الجنسي في السعودية نهاية عام 2003، بهدف الكشف عن الأسباب الرئيسية والعوامل المساعدة المؤدية إلى الشذوذ الجنسي في المجتمع لتلافيها، وخصوصا أنه واقع موجود في بعض الجامعات والمدارس، وهي أمور مؤلمة حقا، والحقيقة دائما تكون مرة، لكن المهم هو علاج هذه المشكلات، وتوجيه الفتيات بشكل يقلل أو يقضي على هذا الفساد الخلقي.
تؤكد إحدى الفتيات أن انتشار هذه الظاهرة كبير جدا وبخاصة بين الفتيات والشباب والمعلمات (طالبات التدريب)، وسبب انتشارها البعد عن الله والانسياق وراء الشيطان، وهذه الظاهرة سيئة ويجب ألا تنتشر بين أفراد المجتمع الإسلامي، لأنها ليست من طباع المسلمين ويؤلمني جدا ما أراه في الفتيات من ظاهرة الإعجاب والحب.
وترى صالحة القرني مديرة دار الأنوار لتحفيظ القرآن، أن هذه الحالات الشاذة موجودة ومتعمقة في مجتمع البنات، ومن الأمور المزعجة أن بعض الفتيات لا يقبلن النصيحة من غيرهن ويصررن على هذه الأفعال الساقطة، ونتمنى أن توجه توعية أكثر لهن ليبتعدن عن هذه الأعمال التي تتنافي مع ديننا الحنيف.
وتدلي المعلمة عائشة الشهري بدلوها في هذا الجانب إذ ترى أن هذه الحالات الشاذة توجد بكثرة في بعض الجامعات وبعض المدارس، والمسؤولية تقع على هذه المؤسسات التربوية والأسرة، وأسهم في وجودها عوامل عدة منها القنوات الفضائية الفاسدة بما تبثه من برامج غير جيدة ولا تساعد على التربية الصحيحة، وأرى أن أهم وسيلة للتربية في هذا الجانب التوجيه غير المباشر والتذكير بالعقوبة لمرتكبي هذا الفعل من رب العالمين وأي يكون هناك توعية دينية متواكبة مع التوجيهات التربوية التي يفترض أن تكون موجودة في المؤسسات ذات العلاقة، ونتمنى أن يصلح الله جميع فتياتنا ويوفقهم لكل خير.
الرأي الشرعي
ومن جهته أوضح الشيخ محمد صالح المنجد المشرف على موقع الإسلام، أن الفاحشة كما تكون بين الرجال فكذلك تكون بين النساء ويسميها الفقهاء المسلمون السحاق ويعرّفونه بأنه إتيان المرأة المرأة (المفصل في أحكام المرأة : زيدان 5/450) وأوجبوا فيه التعزير (وهو التأديب على المعصية التي لم يرد فيها حدّ، وهو عقوبة يحدّدها القاضي بحسب ظروف الجريمة والمجرم ). والمساحقة لا تُقبل شهادتها لأنّها فاسقة (الموسوعة الفقهية 24/253)، وقال ابن قدامة رحمه الله: "وإن تدالكت المرأتان فهما زانيتان ملعونتان (المغني 10/162)، وقال بعض العلماء كالعزّ بن عبد السلام بعدم جواز نظر المساحقة إلى المرأة المسلمة وأنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتكشّف أمام من ترتكب السحاق لأنها فاسقة ولا يُؤمن أن تصف المرأة المسلمة للآخرين.
وإذا كان ما تقدّم وصفه هو طبيعة العلاقة بين الطرفين فالواجب عليهما التوبة العظيمة إلى الله عزّ وجلّ والكفّ عن هذه الجريمة، وإذا كان اجتماعهما في مكان واحد يؤدّي إلى وقوع هذه المعصية فالواجب عليهما ألا تجتمعا أبدا حتى لا يقع المنكر. ولعلّ هجران الأزواج هو من أسباب وقوع هذا النوع من الشّذوذ بحيث لما غاب الطّريق الشّرعي لقضاء الوطر والشهوة حلّ محلّه هذا الطريق المحرّم، ولذلك يجب على كل فتاة أو أمرأة التفكير جديا بأن يكون لكلّ منهما زوج مسلم تعيش معه على وفق ما جاء في هذه الشّريعة المطهرة.
وأمّا العشق وهو معصية من نوع آخر قد لا تكون مقترنة بشهوة ولكنّها خطيرة جدّا لأنها تصل إلى الوقوع في عبودية العاشق للمعشوق ويصبح كلّ همّه وتفكيره، لا يصبر على فراقه في نهاره ويراه في منامه، يحيا لأجله ويموت لأجله، وربما تغيّر إذ رآه ومرض إذا غاب عنه، فهذه علاقة مدمّرة لنفسية الإنسان ولعلاقته بربّه وتجعل العاشق عبدا للمعشوق، والعبودية لغير الله حرام، والحلّ الأساسي لهذه المصيبة هو المفارقة التامّة بحيث لا يقع منه على خبر ولا يرى له حسّا ولا أثرا.

الأكثر قراءة