مبيعات الأراضي المُعتمدة في الطائف تنخفض 40 % .. والعشوائيات تجذب رؤوس الأموال
اتفق عددٌ من العقاريين في محافظة الطائف، خلال حديثهم لـ "الاقتصادية"، أمس، على أن سوق الأراضي في المحافظة، يشهد حالة من الركود في المبيعات منذ نحو أربعة أشهر، بنسبة شكلت في أغلبية المواقع 40 في المائة، مشيرين إلى أن ذلك الركود صاحبه تأرجح، وتباين كبير وواضح في أسعار الأراضي بالمخططات المعتمدة، في مواقع مختلفة من المحافظة، مبينين أن أراضي المخططات العشوائية الواقعة شمالاً شكلت عامل جذب مهما لرؤوس الأموال، عطفاً على أسعارها المنخفضة، التي أصبحت في متناول الجميع.
وفي هذا الصدد، قال لـ"الاقتصادية" مشعل العتيبي- أحد كبار العقاريين شمال الطائف - إن حركة مبيعات الأراضي في المخططات المعتمدة شمال المحافظة تشهد حالة من الركود بنسبة 40 في المائة، وذلك منذ أربعة أشهر تقريباً، مشيراً إلى أن حركة البيع والشراء في المخططات العشوائية أفضل، وتشهد ارتفاعاً ملموساً عن نظيرتها المعتمدة، منوهاً إلى أن ما تشهده العشوائيات جاء نتيجة لانخفاض أسعار القطع السكنية فيها، حيث راوحت من 70 إلى 80 ألف ريال.
وأضاف "على الرغم من وجود كثافة سكانية عالية شمال الطائف، وتضاريس، ومساحات أفضل، إلا أن ارتفاع الحركة التجارية في الأراضي العشوائية ليس كالسابق"، وتابع "في شهري صفر، وربيع الأول، من كل عام تشهد العشوائيات حراكاً كبيراً، وزيادة في الإقبال، ولا سيما أن أسعارها في متناول اليد".
وعن أسعار الأراضي المعتمدة، قال العتيبي، "انخفضت أسعار الأراضي بالمخططات المعتمدة شمال الطائف بشكل واضح، فأسعارها قبل أشهر كانت تراوح من 600 إلى 500 ألف ريال، أما الآن فانخفضت إلى 400 و 350 ألف ريال".
من جهته، ذكر لـ"الاقتصادية" محمد الأمير، أحد تجار العقار وسط المحافظة، أن هناك ركوداً في مبيعات الأراضي وسط الطائف، إلا أن أسعارها ثابتة في الارتفاع ولم يطرأ عليها أي تغيير، مشيراً إلى أن عدداً محدوداً من القطع السكنية في وسط المحافظة شهدت ارتفاعاً في الأسعار لم تشهده منذ أربعة أشهر، فهناك أراض أسعارها 750 ألف ريال قبل أشهر، والآن ارتفعت إلى 850 ألف ريال، لمساحة تقدر بـ 600 متر مربع، وأضاف الأمير، "حركة السوق العقاري في الطائف بطيئة ومنخفضة، والأخبار المتداولة عن برنامج الإسكان هي سبب ركود المبيعات بنسبة 40 بالمائة تقريباً"، وزاد "مُلاك الأراضي لا يزالون غير مقتنعين بمبدأ انخفاض الأسعار، لعلمهم بعدم وجود وفرة للمخططات السكانية في الطائف؛ لذا انحسرت خيارات الشراء بين الأراضي ذات الأسعار المرتفعة، والقطع السكنية غير المرغوب فيها، الأمر الذي أدى إلى الثبات على الأسعار العالية للأراضي، الواقعة وسط الطائف".
في حين أشار لـ"الاقتصادية" تركي الجميعي، أحد العقاريين في محافظة الطائف، إلى وجود ركود بمبيعات الأراضي في الطائف، مؤكداً أن أسعارها في المخططات الواقعة باتجاه طريق الشفا السياحي وصلت إلى 600 ألف ريال، لمساحة تقدر بـ 500 متر مربع، منوهاً إلى أن أسعار الأراضي في المخططات المعتمدة وسط الطائف، قفزت خلال فترة وجيزة إلى مليون و100 ألف ريال، لافتاً إلى أن عدداً من المكاتب العقارية في المحافظة، سجلت عروضاً كبيرة، تفوق الطلب الذي لا يكاد يُذكر، مبيناً أن أسعار الأراضي وسط المحافظة لا تزال متماسكة في ظل انخفاض المبيعات.
بدوره، أوضح لـ"الاقتصادية" محمد بن رمزي، أحد العقاريين الكبار في وسط محافظة الطائف، أن المحافظة تشهد هذه الأيام ركوداً كبيراً جداً في مبيعات الأراضي، مشيراً إلى أن عدم وجود عدد كاف وكبير من المخططات المكتملة بالبنى التحتية في المحافظة، جعل الأسعار مقابل ذلك الركود ترتفع، حيث وصلت الحد المبالغ فيه، وأضاف "من قام بالشراء بسعر غال، من الاستحالة أن يبيع بسعر أقل، إلا في حالة الضرورة القصوى، وهذا من النادر حدوثه في الطائف، فاﻷسعار في أغلب المدن انخفضت، إلى 30 في المائة، أما هنا فانخفاض أسعار الأراضي كان مسموعاً دون ملامسته أرض الواقع، خاصة في ظل عدم وجود تحرك واضح من وزارة الإسكان بشأن قضية الإسكان وبرامجه".