الشباب .. رغبة جادة في «التطوع» رغم فقدان الحافز والموجه

الشباب .. رغبة جادة في «التطوع» رغم فقدان الحافز والموجه

بادر خالد آل عبد الله وزملاؤه الأربعة في تنظيم سير السيارات في أحد الطرق في العاصمة الرياض التي كانت غارقة في الماء، حيث قسموا أنفسهم على إشارات المرور التي كانت متعطلة لتسيير الحركة، في مبادرة تطوعية منهم، وإحساس وطني.
مبادرة خالد وزملائه لم تكن مخططا لها مسبقاً، ولكن الظروف ورغبة الشباب في خدمة وطنهم أجبرتهم على ذلك، فهي إحدى المبادرات التي رصد الكثير منها في عدد من المناسبات والظروف المختلفة، التي أكدت رغبة الشباب السعودي في العمل التطوعي.
ويرى الشباب خلال حديثهم لـ''الاقتصادية'' أن الذي دفعهم لهذا العمل هو نابع من تعاليم الدين الإسلامي ومن الحس الوطني الذي يلزمهم على فعل الخير، مشيرين أن كل ما قاموا به هو اجتهادات شخصية، وأنهم لم يلتحقوا بأي دورات تدريبية في العمل التطوعي.
ويؤكد مختصون ومراقبون للعمل التطوعي أن نظام العمل التطوعي، لا يمكن أن يظل خاضعاً للفزعة الخيّرة وحسب، بل هو يحتاج إلى مظلة اعتبارية مؤسسية تحدّد أطره وتكون له بمنزلة مرجعية تدعمه وتشجعه وترعاه، خاصة أن جميع الظروف التي شهدتها مختلف مناطق ومدن السعودية تؤكد إصرار الشباب لأن تكون لهم بصمة.
وأوضح عبد الملك الثميري أخصائي اجتماعي وناشط في العمل التطوعي، أن العمل التطوعي يعد من أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الشباب في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة، مبيناً ازدياد العمل التطوعي في الوقت الحالي نظراً لتعقد ظروف الحياة، وازدياد الاحتياجات الاجتماعية، وتغير الظروف.
وقال الثميري إن المواقف والظروف التي مرت خلال السنوات الماضية في السعودية، أثبتت رغبة الشباب في التطوع والعمل الخيري، ولكنهم يفقدون الطريق الصحيح لذلك، بسبب غياب الجهات المنظمة عنهم، فإنقاذ الغرقى في موسم الأمطار، وتنظيم السير في حال تعطل الإشارات، إضافة إلى مشاركتهم في توزيع الإفطار في رمضان عند إشارات المرور، دليل واضح على الرغبة الجادة منهم في استثمار أوقاتهم وطاقاتهم.
وأشار الأخصائي الاجتماعي إلى أهمية إدخال العمل التطوعي ضمن المناهج، ومراحل تعليمنا منذ الصفوف الأولى حتى التخرج في الجامعة، وتعويد الطلاب والطالبات فعلياً على ممارسته، وألا يكون نظرياً فقط، مقابل حوافز تشجيعية.
من جانبه، يطالب خالد آل عبد الله أحد الشباب المحبين للعمل التطوعي، الجهات ذات العلاقة إنشاء مراكز لتجمعهم، وإيجاد باب للمشاركة وبث روح المنافسة بين الشباب، لإخراج الطاقات فيما يفيد.

الأكثر قراءة