المفتي للعلماء: تشاوروا قبل إصدار فتاوى النوازل

المفتي للعلماء: تشاوروا قبل
 إصدار فتاوى النوازل

دعا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، المفتين والعلماء إلى التشاور فيما بينهم قبل إصدار الفتاوى التي تتعلق بالنوازل، واستشارة أهل العلوم المختلفة في القضايا المتخصصة، مؤكدا أن ذلك يسهم في توحيد الكلمة والبعد عن الفوضوية والاضطراب.
وقال آل الشيخ إن التشاور بين علماء المسلمين في القضايا العصيبة يقلل من الأخطاء ويوضح الحق، ويسهم في الاجتماع، وإن الاستشارة فتح وتمكين وتقوية وتطمين، وهي وصف للمؤمنين الصادقين.
وأكد مفتي السعودية أن المسلمين مأمورون بالاستشارة في الأمور المباحة، وأن تشمل جميع مناحي الحياة العامة، مبيناً أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يشاور بعض أصحابه في مسائل يندرج حكمها في المشورة الفقهية, وهو النبي المُرسل.
وذكر مفتي السعودية في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس، نحو 20 موضعا يستحب فيها الاستشارة، سواء كانت في الحياة الخاصة، أو الحياة العامة فيما يتعلق بأمور الدولة، مستدلاً باستشارة النبي- صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر وعمر في أسرى بدر, واستشارته في أمر عائشة بحادثة الإفك لعلي وأسامة بن زيد، على الرغم من كون ذلك من الأمور الشخصية.
ودعا المفتي أن يكون المستشار مستأمناً على ما يسمع، ولا يبوح بما يسمع للآخرين، منوهاً بأن الشورى هدي الأنبياء والرسل، قال تعالى: ''وأمرهم شورى بينهم''.
وأوضح أن الساعين في الإصلاح والنصح يبتعدون عن نشر الأراجيف والشائعات، واصفا من يسعى في بث الأكاذيب وترويجها بالذين وسوس لهم الشيطان.
وقال آل الشيخ إن على الناصح والموجه أن يسلك الطريقة المناسبة التي تقرب لا تفرق، وأن تكون نيته الإصلاح والتوجيه، دون التعمد إلى التشفي والحقد على الوطن وقادته، وذلك من خلال سعيه للتعدي على الأنظمة، مشيراً إلى أهمية النصح دون تجني.
ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التناصح فيما بينهم والنصرة والتأييد، وتحذير بعضهم من الباطل، مستدلاً بقوله صلى الله عليه وسلم: ''انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله، أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره''.
وحث آل الشيخ إلى دفع الحقوق الواجبة للمسلمين، والإصلاح بينهم، قائلاً: إن ديننا يدعونا إلى الوحدة، قال تعالى:''وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً''، موجهاً الآباء إلى متابعة أبنائهم، وحثهم وتدريبهم على الخير والبعد عن مواطن الشر.

الأكثر قراءة