رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


«الشورى» والإعلام .. بعد فتح الملف

لم يكن لي شرف حضور اللقاء الذي دعا إليه مجلس الشورى بعض الكُتاب والإعلاميين ولكنها مناسبة طيبة، وقد فتح هذا الملف أن أشارك ببعض الأفكار التي ربما تزيد العلاقة بين الطرفين رسوخاً ليستفيد كل منهما من الآخر لمصلحة الوطن والمواطن.. فالإعلام يطرح بجميع وسائله وبشكل يومي أطروحات فيها الكثير من نقد أداء الأجهزة الحكومية، وكذلك المقترحات التي تدعو إلى تحسين أداء تلك الأجهزة وبالذات ما يتعلق منها بالخدمات المقدمة للمواطن.. وهذه العناصر تدخل في صلب اختصاص مجلس الشورى وحينما يدعو المجلس أحد الوزراء أو المسؤولين ويصحب ذلك احتفالية كبيرة لا تسمع خلالها أسئلة تنم عن متابعة لما يطرح في الإعلام من انتقادات للجهاز التابع لهذا الوزير، بل على العكس نسمع خطباً تحمل الكثير من الثناء والمديح من بعض الأعضاء الذين اختارهم ولي الأمر وفرّغهم ليقوموا بأعمال الدراسة ومراجعة أداء الأجهزة الحكومية وهو ما يجعل المأمول منهم بذل وقتهم للتمحيص في أداء المشاريع وإعداد أسئلتهم لمناقشة المسؤولين الذين يحضرون تحت قبة المجلس بشكل جيد بدل مجرد طرح الأسئلة الانطباعية.. وحتى مندوبي وسائل الإعلام في ''الشورى'' الذين يُفترض أنهم متخصّصون في أعمال المجلس ومتابعون لأي جهة حكومية يُدعى مسؤولها الأول للحديث في المجلس ويطرحون أسئلة ارتجالية حينما ينتهي المسؤول من اللقاء ويهم بمغادرة المجلس.. وهنا تبرز الحلقة المفقودة وهي عدم الاهتمام باختيار العناصر المؤهلة من ممثلي وسائل الإعلام للحصول على ميزة تمثيل وسائلهم في المجلس، حيث تتخصّص تلك العناصر وتدرب على البحث والاستقصاء وطرح السؤال الصحيح المبني على فهمهم أنظمة المجلس وخلفية نظامية وذاكرة إدارية تكفل بقاءهم في هذا الموقع المهم تماماً كما يتم اختيار ممثلي الإعلام في البيت الأبيض أو البرلمان البريطاني.. وما قلته عن ممثلي الإعلام ينسحب أيضاً على أعضاء اللجان في مجلس الشورى فدراسة عمل أي جهاز حكومي ومواطن التقصير مهمة ليست سهلة ويجب أن يبذل فيها المزيد من الوقت والجهد، حيث تطرح على المسؤول عند حضوره أسئلة تحقق الهدف المنشود من حضوره تحت هذه القبة التي تعني الكثير للمواطن المنتظر للمزيد من فاعلية مجلس الشورى بعد أن مضى على وجوده سنوات كفيلة بالحكم على تجربته التي بدأت قوية ومن المؤمل أن تستمر كذلك.
وأخيراً: مجلس الشورى بتنوع التخصّصات والتأهيل العالي لأعضائه مؤهل لأن يلعب دوراً أكبر لو مُنح المزيد من الصلاحيات، مثل: إجازة موازنات أجهزة الخدمات، ومتابعة تنفيذها، وسؤال الأجهزة المقصرة عن سبب ذلك التقصير بشكل مباشر وصريح. أما علاقة المجلس بوسائل الإعلام فإنها تقوم على مسارين، فالمجلس يمكن أن يستفيد من الأطروحات الرصينة والمدعمة بالحقائق، وخاصة في مقالات بعض كتاب الرأي.. كما أن الإعلام بمكن أن يستفيد من مناقشات مجلس الشورى ودراسات لجانه المتخصّصة عند عقد ندوات تتعلق بأداء الأجهزة الحكومية أو استضافة مسؤول يود أن يرى صورة جهازه لدى الرأي العام من خلال ما يُوجّه إليه من أسئلة تنطلق من دراية تامة بالجوانب الإيجابية والسلبية في أداء ذلك الجهاز.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي