تدفق السيولة أو ترقب
سؤال حول ارتداد السوق السعودي الأربعاء (بعد تدهور الثلاثاء) ودخوله المنطقة الخضراء بعد خسارة كبيرة، هل السبب وراء الارتداد هو ترقب من طرف السوق للساحة السياسية أو أن تدفق السيولة، التي استمرت على مستويات الثمانية مليارات (٨.٠٥ مليار ريال تداول الأربعاء) أسهم في تخفيف حدة النزول، وربما أعادت للسوق المنطق في أن الهبوط سابق لأوانه وأن التسرع في اتخاذ قرار النزول أعلى مما يجب.
وما زال أمامنا الخميس لنستطيع الحكم على انتهاء الضغط أو استمراره هذا الأسبوع والأسبوع المقبل، ولكن يبدو أن السوق سيكون في حالة ترقب ونظرة تجاه الحقل السياسي ليعرف التحسن أو يدخل في موجة جديدة من التراجع.
أسواق المنطقة استمرت في التراجع والهبوط، ما عدا سوقي السعودية والبحرين اللذين ارتدا صاعدين، ولعل استمرار الهبوط ناجم من استمرار التخوف وأن الهبوط الثلاثاء لم يكن كافيا لتستمر الأسواق في التراجع. واستمر الوضع أيضاً في الأسواق العالمية، حيث طغى اللون الأحمر على الأسواق في آسيا وأوروبا وأمريكا مع ارتفاع الذهب والنفط استمرارا للتخوف من مشاكل الشرق الأوسط، خاصة الشد والتوتر حول سوريا. وبالتالي أظهر السوق السعودي مرونة إيجابية أسهمت في ظهورها السيولة القوية، التي دخلت يوم الانهيار وتراجع يوم الأربعاء.
تدفقت السيولة الأربعاء في السوق السعودي وتجاوزت المليار ريال في كل من قطاع التأمين (١.٨٦ مليار) ثم قطاع التطوير العقاري (١.١٦ مليار) تلاهما كل من البتروكيماويات والبنوك بأقل من المليار ليتجاوز حجم السيولة كالعادة في الأربعة قطاعات 50 في المائة من السيولة في السوق. وكان أكثر من نصف القطاعات قد أغلق على الأخضر والنصف الباقي أغلق على الأحمر مع ملاحظة أن عدد الأسهم، التي أغلقت على الأخضر توازي ثلث السوق وغالبية الباقي أحمر. لا شك أن السوق لا زال يتحسب للتأثير السلبي للأوضاع السياسية القائمة في المنطقة والشد حول تأثير الوضع في سورية، التي لا شك ستنجلي خلال الأيام المقبلة، بالرغم من أن الأوضاع العالمية والأوضاع الاقتصادية لا تزال إيجابية في السعودية، ولكن مع انتهاء الشد الحالي يمكن للسوق أن يعاود نشاطه.