4 أيام تساوي مكاسب شهر
يبدو أن السوق السعودي لا يرغب في أن يريح المتداولين فيه، حيث إنه خلال أربعة أيام من ضمنها يوم الثلاثاء، تراجع السوق وفقد ما كسبه خلال شهر كامل وخسر كل الأرقام القياسية التي حققها في هذا الشهر، التي تعود لما قبل الأزمة العالمية. ولا نعرف هل سيتوقف النزيف أم يستمر خلال الأيام المتبقية من هذا الأسبوع أي يومي الأربعاء والخميس، اعتمادا على الاتجاهات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وبصورة أدق في سورية.
ويعتبر تراجع الثلاثاء الأكبر مقارنة بتراجع الأيام الماضية، على الرغم من أن السيولة بلغت رقما قياسيا مقارنة بالفترة الماضية حيث بلغت 8.49 مليار ريال. وبالتالي ربما ساعدت السيولة الداخلة في الحد من الهبوط في السوق ولكن لا يزال التراجع كبيرا مقارنة بما تعودنا عليه فيما عدا الأزمات التي عادت ينظر لها من منظار مختلف.
وفي الوقت نفسه نجد أن الأسواق في المنطقة لم تختلف كثيرا عن السوق السعودي، حيث اكتست كلها باللون الأحمر والتراجع دون تميز وللأسباب نفسها تراجع السوق السعودي. وكذلك الأسواق العالمية حيث تراجعت هي الأخرى بدءا من آسيا مرورا بأوروبا وانتهاء بالولايات المتحدة، المرتفع بالطبع، كان التوأم النفط والذهب اللذان يرتفعان عادة مع كل احتقان في العالم وفي المنطقة بصورة واضحة. التخوف الحالي من الأوضاع المستقبلية في المنطقة وإلى أي مدى يمكن أن تصل إليه هو المؤثر في الأسواق بدون تمييز.
الملاحظ أن القطاعات كلها متراجعة وبلغ حجم التداول أكثر من مليار في عدد من القطاعات هي القطاع العقاري ثم التأمين ثم البتروكيماويات ثم المصارف وتجاوزت التداولات في القطاعات الأربع أكثر من 50 في المائة من حجم تداولات السوق. ولم تساعد السيولة سوى في تخفيف حجم الهبوط - كما أشرنا - حيث نجد أسواقا أخرى في المنطقة تراجعت بنسب أكبر من تراجع السوق السعودي. والسؤال: متى تعود الأمور لنصابها؟ والإجابة هي متى انتهت الموجة الحالية أو الأزمة الحالية، ولا بد أن يسترد السوق عافيته، فالنزول لأسباب محددة وبناء على تخوف من الوضع المستقبلي، وعند انتهاء المسببات سيعود السوق مرة أخرى لمستوياته السابقة، والله أعلم.