رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


كادر خاص للمرابطين على حدودنا

احتفلنا بالعيد السعيد مع أسرنا وأقربائنا وذهبنا في رحلات راحة واستجمام في كل مكان وحضرنا مناسبات الأفراح العديدة .. وفي الوقت نفسه كان هناك من يسهر على حمايتنا من الأخطار بأنواعها ويعيش في خيمة أو شبه خيمة من المساكن الجاهزة .. ويحتمل لفحات الشمس ولهيب الحر وربما يدفع حياته ثمناً لإخلاصه .. إنهم منسوبو حرس الحدود والجوازات والجمارك وغيرها من الأجهزة، الذين يتقاضون رواتب تماثل زملاءهم الذين ينعمون بالمدن ورفاهيتها، اللهم إلا بعض البدلات التي لا تساوي رعب ليلة شديدة الظلام يقابل فيها ذلك المرابط الشجاع مهرباً مجرماً ومسلحاً أو متسللاً باع نفسه لتاجر من تجار البشر وقد تساوى عنده الحياة والموت!
قد يقول قائل: ألم تسمع عن تعويض أو تكريم أسر الشهداء الذين سقطوا برصاص الغدر من هؤلاء المرابطين؟ وهنا أقول: هذا عمل طيب، ولكن لماذا لا يكون التكريم له ولأسرته وهو حي ليعلم أن الدولة والوطن بأسره يقدر جهوده ويترجم ذلك بمقابل مادي يوازي تضحياته وصموده في وجه المغريات والتهديدات والأخطار.
ومع حرصي على عدم إخافة الناس من الأخطار التي تزحف إلينا عبر الحدود، أقول إن الأسلحة والمخدرات أمرهما معروف وضبط الكميات الهائلة منهما يعلن بين الحين والآخر، ولكن أخطار مجموعات الأشخاص ولا سيما القادمة عبر حدود اليمن أكبر وأشد على الأمن وعلى الصحة، فقد ذكر أخيراً في تقرير للأمم المتحدة أن مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" انتشر في عدة دول من ضمنها بلادنا بسبب تسلل مصابين بهذا المرض عبر الحدود. ويأتي في آخر القائمة تهريب المفرقعات والألعاب النارية التي أصبحت ظاهرة خطرة مثل المخدرات، فكم من طفل فقد عينه وآخر احترق وجهه بفعل هذه المفرقعات الخطرة ومن لم يصدق فليسأل المستشفيات عن حوادثها أيام العيد الماضي، والمؤسف أنها تعرض في أسواقنا في أماكن معروفة وتباع من تحت الطاولة، وأهم من ملاحقة البائع التشديد على من يستوردها ويدخلها عبر الحدود.
وأخيراً: المرابطون على حدود بلاد شاء الله أن تكون مترامية الأطراف وأن تكون مستهدفة بالتهريب لأن القوة الشرائية فيها عالية جداً؛ هؤلاء الذين هم في (وجه المدفع)، كما يقال، لا بد لهم من كادر يختلف تماماً عن الموظفين العاديين، والأمل أن ينظر وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي تتبع لوزارته معظم الأجهزة العاملة على الحدود، وكذلك وزير المالية الذي ترتبط الجمارك بوزارته، في تعديل الوضع الوظيفي لهؤلاء بحيث يكون الراتب الأساسي مضاعفاً لعدة أضعاف (ما دام الموظف يعمل على الحدود) وألا يعتمد على البدلات التي تحذف عند حساب التقاعد، ولن يعترض أحد على هذه الرواتب مهما كانت تكلفتها، لأن المبرر قوي جداً وهو معاناة تلك النماذج المشرفة من أبناء الوطن وهم يواجهون كما أسلفنا الإغراء والتهديد والأخطار بأشكالها المتعددة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي