طائفيات

نخبة من شباب الطائف، مدينة الورد والإبداع، يؤسسون مبادرة مهمة لتنمية مدينتهم من خلال عمل تطوعي منظم بقيادة المصرفي الشاب عبد الله محسن النمري. هاجسهم التنمية الشاملة ونشر المبادرات الإبداعية وايصالها لأصحاب القرار، واستثمار الطاقات الشبابية التي تزخر بها الطائف للمساهمة في خدمة مدينتهم، حيث يضم الفريق التطوعي نخبة من الكفاءات الشابة تتنوع تخصصاتها بين الطب والهندسة وإدارة الأعمال، وتقنية المعلومات وغيرها، ما يؤهلهم ليكونوا شركاء فاعلين للجهات الحكومية والخاصة الراغبة في تطوير الطائف واستثمار مكانتها التاريخية والسياحية. يحلم هؤلاء الشباب باستثمار الثروات الطبيعية لمدينتهم وتحويلها إلى منتجات تنافسية، هؤلاء الشباب يستحقون الإنصات والتقدير والاهتمام، فلديهم ما يستحق.
وبما أن الحديث عن الطائف، فهناك مشاريع ضخمة أعلن عنها كان لها أن تغير وجه المدينة لولا سقوطها في براثن التعثر، منها: مشروع الإسكان الجديد بمساحة ثمانية ملايين متر مربع، والمطار الجديد، والجامعة الجديدة، ومتنزه الردف، وتطوير الطائف القديمة، وغيرها .. الأهالي يتساءلون ولا مجيب.
محافظ الطائف فهد بن معمر رجل خلوق خدم الطائف، لكن أظن أن ثلاثين عاما كافية وبزيادة ليتيح الفرصة لغيره.
من يذهب إلى منطقة الشفا ويشاهد التنظيم البدائي، أو يشاهد تزاحم الناس على مساحات صغيرة مزروعة بالعشب بجوار حديقة الملك فهد يصاب بالدهشة، هل هناك أمانة لمدينة الطائف؟ وماذا يفعل أمينها ومهندسوها ومقاولوها على مدار العام؟
تستحق إدارة مرور الطائف جائزة استثنائية رفيعة في تطفيش السياح وتنفيرهم، ففي كل متنزه، وكل شارع هناك نقطة تفتيش، تشعر معها بأنك في حصار يذكرنا بأحداث الإرهاب المرعبة، مؤسف جدا. كلما تقدمنا خطوة لتنمية السياحة المحلية جاء من يعيدنا إلى الخلف بوعي أو من دون وعي.
كم أتمنى على وزارة النقل بالتعاون مع هيئة السياحة والمستثمرين الجادين والمبادرة بتأسيس شركة نقل سياحية محترمة توفر فرص عمل لأبناء الطائف بدلا من الطريقة البدائية والمنظر غير الحضاري لنقل السياح ''بدبابات السوزوكي''.
من الظلم أن يبقى مكان مثل ''قصر المؤتمرات ''في الطائف مغلقا طوال السنين .. لماذا لا يستثمر أو يستفاد منه ليكون صرحا علميا أو ثقافيا؟ الناديان الرياضيان في المحافظة كلاهما يقبع في مبنى مستأجر متواضع منذ ثلاثين عاما وما زال شباب الطائف في انتظاروعود الرئاسة العامة لرعاية الشباب لبناء أندية نموذجية تليق بمواهب الطائف الرياضية.
قوة التسويق الزراعي الذي تقوده الشركات الزراعية جعلت فواكه العالم بين أيدينا وكثير منها لم يصل إلى مستوى فواكه الطائف الشهيرة، بينما يعجز مزارعو الطائف عن تسويق منتجاتهم .. أين المبادرون للاستثمار الزراعي؟
نقل كثير من المقار والمعسكرات التدريبية من الطائف إلى جدة فاكتظت جدة، وتأثرت الطائف اقتصاديا، وربما يحتاج الأمر إلى أن تعود هذه الجهات إلى مكانها الطبيعي لتنشيط الحراك الاقتصادي.
أدباء كثر خدموا الطائف وأبرزوا مآثرها وآثارها ورجالها منهم: عيسى القصير، محمد منصور الشريف، مناحي القثامي، محمد سعيد كمال، والمرحوم ناصر الحارثي، لكن تبقى جهود الأديب والإعلامي حماد السالمي على مدى أربعين عاما هي الأبرز من خلال أكثر من 22 مؤلفا، وعشرات المجلدات المصورة التوثيقية، وآلاف المقالات التي كتبها لإبراز الطائف وموقعها الحضاري. حماد السالمي هو ذاكرة الطائف وحان الوقت لتكريمه بما يستحق.