الإثنين الأسواق كلها حمراء
افتتحت وأغلقت الأسواق العالمية والمحيطة دون استثناء على تراجع كبير، على خلفية المخاوف من مصدر جديد ألا وهو الصين، كما تراجع النفط عن مستوياته ولكنه مستقر فوق 93 دولارا في أسواق نايمكس. والملاحظ أن السوق السعودي بعد ارتفاعه الأحد تراجع خاسرا أكثر من 60 نقطة، وبلغ حجم السيولة 5.5 مليار ريال. خسائر السوق جاءت من أرباح الأربعاء الأسبوع الماضي واستقر فوق 7500 نقطة.
الملاحظ هنا اتفاق أسواق آسيا وأوروبا والمحيطة بنا وسوقنا حول التراجع الحاصل يوم الإثنين ويشبه في ذلك الموجة. وإن كان الهبوط ناجما عن اتجاه جديد وهو مشاكل المارد الصيني، وذلك على خلفية الديون البنكية واحتمالات كارثة مستقبلية منها يضاف لها النية حول انتهاء برامج "الفيدرالي الأمريكي" لدعم الاقتصاد الأمريكي، وربما بدء ارتفاع أسعار الفائدة الذي زاد من عمق المشكلة. ولعل التخوف الحالي في أسواق العالم ناجم عن تخوف الأسواق من مشاكل مستقبلية وربما أزمات من منظور جديد كثرت الإشارة إليه ولم ينظر له كقضية سوى اليوم، قد يتم الحديث عن تراخي تأثيرها فيما بعد.
يتحدث كثيرون عن تأثير الأسواق العالمية وضعف ارتباط السوق المحلي بها، ولكن المشاكل أنواع في العالم وتوافر أسباب مشتركة يمكن أن يؤثر بصورة مباشرة في الاقتصاد العالمي، ما يجعل الأسواق بمختلف أنواعها تتجاوب. ولعل الوضع الحالي الذي برز يوم الإثنين أثر في الأسواق كلها، لأن القضية لها تأثير في الاقتصاد العالمي دون اقتصاد محقق، ويجب ألا ننسي أزمة الرهن العالمي التي حدثت عام 2008. ولكنها تختلف هنا عن السابقة كون الصين تمتلك وفورات مالية قوية تجعل تحملها لأي ضغط ممكنا، خاصة أن الأرصدة ملك للدولة وليس للأفراد. وربما كان التخوف أكبر من حجمه ولن يلبث أن ترتد الأسواق يوم اليوم لتعوض جزءا من الخسائر الحادثة. السوق السعودي ليس بمعزل عن السوق العالمي ويتأثر به إذا كانت المشكلة مؤثرة في السوق العالمي، ولكن من المتوقع أن تكون هناك تفاعلات يوم الثلاثاء - حسب نظرة العالم لإمكانية حدوث أزمة على خلفية الصين. وربما يرتفع السوق السعودي ليكمل رحلته تجاه 7600 نقطة.